بغداد 27 سبتمبر 2023 (شينخوا) حول حريق ضخم اندلع في قاعة للأفراح في بلدة عراقية حفلة للزواج إلى فاجعة ويوم حزين في عموم العراق بعد أن حصد أرواح 114 شخصا.
واندلع الحريق في قاعة الهيثم للأفراح في ساعة متأخرة من الليلة الماضية في بلدة الحمدانية ذات الغالبية المسيحية (35 كم) جنوب شرق الموصل مركز محافظة نينوى شمالي العراق.
وأعلن نجم الجبوري محافظ نينوى في تصريح للصحفيين فجر اليوم (الأربعاء) أن حصيلة الحريق بلغت 114 حالة وفاة بينهم نساء وأطفال وأكثر من 200 مصاب.
القاعة المخصصة لاستيعاب نحو 750 شخصا تحولت في دقائق إلى خراب بعد أن التهمتها السنة النيران نتيجة الألعاب النارية التي ارتطمت بالسقف ما أدى إلى اشتعاله بصورة سريعة لعدم مراعاة شروط السلامة والأمان في البناء، وفقا لمديرية الدفاع المدني.
وأكدت المديرية في بيان أن ما فاقم الأمر الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح ((الايكوبوند)) البلاستيكية سريعة الاشتعال.
واتخذت الحكومة العراقية إجراءات سريعة للحد من أثار الفاجعة، فقد أمر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وزيري الداخلية عبد الأمير الشمري والصحة صالح الحسناوي بالانتقال فورا إلى موقع الفاجعة والتواجد ميدانيا، لأجل الإغاثة الفورية للمصابين والإشراف على عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدة، وفقا لبيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة.
وشملت الإجراءات تبني الجهات الصحية المختصة علاج الجرحى والمصابين وتوفير أقصى حالات الرعاية، وحسب متطلبات الحالات للعلاج في داخل العراق أو خارجه، وتشكيل لجنة تحقيق تباشر على الفور بالتحقيق وكشف ملابسات الحادث، للوقوف على الأسباب وكشف نواحي التقصير.
كما خصصت قيادة العمليات المشتركة العراقية ثلاث طائرات لنقل المصابين إلى المستشفيات في حالة وجود حاجة لنقلهم.
وتم نقل المصابين إلى عدة مستشفيات في الموصل، واربيل عاصمة إقليم كردستان ومحافظة دهوك المجاورة لمحافظة نينوى.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح الضحايا الذين سقطوا نتيجة الحريق.
وقال بيان صادر عن مكتبه الإعلامي "وجه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق ولمدة ثلاثة أيام، عزاء في الضحايا الذين سقطوا في حادث حريق الحمدانية".
بدوره، أكد مجلس القضاء الأعلى في بيان أن قاضي التحقيق بمحكمة تحقيق الموصل انتقل لمحل الحادث وأصدر التوجيهات للأجهزة الأمنية بالقبض على المتسببين في الحادث وتم اعتقال بعض العاملين بالقاعة المشرفين على تنظيم كوشة العرس ونصب الألعاب النارية والتي كانت هي السبب الرئيسي باحتراق القاعة المسقفة بمادة البلاستيك القابلة للاشتعال.
وأضاف البيان أن "إحاطة سقف القاعة بأقمشة سريعة الاشتعال، كانت سببا أيضا في الحريق، ما تسبب باشتعال السقف وانقطاع التيار الكهربائي، ولم يكن هناك مخرج بعد غلق الباب الرئيسي للقاعة".
وأشار البيان أن قاضي التحقيق أجرى كشفا ومخططا على محل الحادث، حيث دونت أقوال المتهمين والبالغ عددهم 9 أشخاص وجرى إصدار مذكرات قبض وتفتيش بحق صاحب القاعة المدعو سمير سولاقة والمشرف المسؤول عن تنظيم القاعة المدعو مارتن عصام.
وكشف البيان أن صاحب القاعة وبقية المتهمين الهاربين قاموا بتسليم أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية في أربيل وتم نقلهم إلى مدينة الموصل لتدوين أقوالهم قضائيا.
وفي السياق ذاته، قال أحد الناجين لوكالة أنباء ((شينخوا)) "كنت ارقص في حفل زواج أقاربي، وانا سعيد جدا، لكن فجأة اشتعلت النيران في سقف القاعة وتحول الفرح إلى حزن".
وأضاف "تدافع الحضور على الباب للخروج من القاعة ما أدى إلى سقوط العديد منهم وبعضهم اختنق نتيجة الغازات والدخان والتدافع، يسكت للحظات ويواصل .. فجأة تحول الفرح إلى حزن والغناء إلى بكاء، والرقص إلى نحيب وعويل لفقداننا اقاربنا واصدقائنا".