الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

دبلوماسية شي: الصين وكمبوديا تبنيان على الصداقة الحديدية (3)

/مصدر: شينخوا/   2023:09:18.09:17
دبلوماسية شي: الصين وكمبوديا تبنيان على الصداقة الحديدية
صورة ملتقطة من الجو في 20 أغسطس 2022 تظهر قرية تانورن ضمن بلدية دونغ في مديرية باتي بمقاطعة تاكيو في كمبوديا. (شينخوا)

بنوم بنه 16 سبتمبر 2023 (شينخوا) بعد عودتها من مقاطعة بري فنغ في كمبوديا في 9 سبتمبر، بدأت تشونغ شان، رئيسة فريق طبي صيني تم إرساله إلى كمبوديا، على الفور في مشاركة تجاربها مع الدفعة التالية المتجهة إلى الدولة الواقعة بجنوب شرق آسيا ضمن مشروع علاج العمى الناجم عن إعتام عدسة العين.

وكانت تشونغ، كبيرة أطباء العيون في مستشفى محلي في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ بجنوبي الصين، واحدة من 7 أعضاء في الفريق الطبي الثالث الذي أجرى عمليات جراحية لاستعادة البصر في مقاطعة بري فنغ في كمبوديا، حيث ساعدت قرابة ألف مريض في استعادة البصر خلال مدة تزيد عن 40 يوما.

وقال نو بينغ، 75 عاما، الذي أصيب بالعمى لأكثر من 10 سنوات قبل خضوعه لجراحة على أيدي أطباء صينيين، "في اليوم الأول بعد العملية، عندما خلعت ضمادة العين الشاشية، كان أول شيء رأيته هو العلم الصيني".

وتابع "شكرا لكم على مساعدتي في رؤية العالم بوضوح مرة أخرى".

-- يد العون

كما تم مد يد العون لأولئك الذين يعانون من الفقر.

تحول سرون سونغثوي، وهو مزارع يبلغ من العمر 37 عاما، إلى رجل أعمال يعمل لحسابه الخاص في مسقط رأسه بعد أن عمل في المدن لسنوات لكسب لقمة العيش.

وأنشأ مزرعة دواجن بدعم من مشروع تجريبي تموله الصين في قرية تانورن ضمن بلدية دونغ في مديرية باتي بمقاطعة تاكيو، وهي بلدية فقيرة.

وقال رئيس البلدية نوب تاتش "الآن، تم شق طرق معبدة وتم تركيب مصابيح شوارع تعمل بالطاقة الشمسية في القرية"، مضيفا أن "كل شخص لديه إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة وهو مفعم بالأمل".

وفي العاصمة الكمبودية بنوم بنه، حقق استاد مورودوك تيكو الوطني الذي مولته الصين وبنته نجاحا كبيرا على الإنترنت. ويشبه الملعب سفينة شراعية يبلغ ارتفاع طرفيها 99 مترا، وهو محاط بخندق قديم مبني على طراز مدينة أنغكور.

وقال هوت كانها، لاعب كرة الريشة البالغ من العمر 27 عاما، إن "هذا الملعب هو فخر لبلدنا وشعبنا لأنه في تاريخ كمبوديا، لم يكن لدينا مثل هذا الملعب الضخم والحديث، وسيساعد في رفع مكانة كمبوديا في عالم الرياضة على الساحة الدولية".

وفي شهري مايو ويونيو من هذا العام، كان الملعب هو المكان الرئيسي لدورة ألعاب جنوب شرق آسيا الـ32 ودورة الألعاب البارالمبية الـ12 لرابطة دول جنوب شرق آسيا. ولضمان نجاح الحدثين الدوليين، بقي ليو يونغ، رئيس فريق ما بعد الصيانة الصيني لمشروع الاستاد، مع زملائه لمراقبة إمدادات المياه والطاقة وتدريب الموظفين المحليين.

وقال ليو "الآن يمكن للموظفين المحليين القيام بصيانة الاستاد بشكل مستقل في المستقبل".

-- صداقة حديدية

ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكمبوديا وكذلك عام الصداقة بين الصين وكمبوديا.

وخلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الكمبودي الزائر هون مانيه في بكين يوم الجمعة، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن الصين وكمبوديا تتمتعان بصداقة حديدية.

وحث شي الجانبين على إثراء إطار التعاون "السداسي الماسي" بين الصين وكمبوديا، والبناء المشترك لـ"ممر التنمية الصناعية" و"ممر الأسماك والأرز"، وتعزيز التنفيذ المبكر لمشروعات التعاون الرئيسية ذات الصلة.

وقال هون مانيه، الذي تعد زيارته للصين التي تمتد ثلاثة أيام من الخميس إلى السبت أول زيارة رسمية له بعد توليه منصبه في أغسطس، إن كمبوديا تقدر الدعم والمساعدة الكبيرين اللذين قدمتهما الصين على المدى الطويل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في كمبوديا، ومستعدة للعمل مع الصين لتنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه زعيما البلدين، وتعزيز التعاون المتعلق بمبادرة الحزام والطريق، والدفع نحو المزيد من تطوير التعاون الثنائي في إطار "السداسي الماسي".

وتم الاتفاق على إطار التعاون "السداسي الماسي" بين شي ورئيس الوزراء الكمبودي آنذاك سامديتش تيكو هون سين في فبراير الماضي.

ويركز على ستة مجالات ذات أولوية، وهي السياسة، والقدرة الإنتاجية، والزراعة، والطاقة، والأمن، والتبادلات الشعبية والثقافية، وهو مخطط للتنمية طويلة الأجل للعلاقات الثنائية.

وفي معرض حديثه عن الزيارة الحالية، قال سون سام، وهو محلل للسياسات في أكاديمية كمبوديا الملكية، إنها من المتوقع أن تعزز العلاقات الثنائية القائمة، فضلا عن فتح مسارات جديدة للتعاون والنمو لكمبوديا.

وأضاف "أنها ستعزز العلاقات التاريخية والثقافية التي تتمتع بها كمبوديا والصين بالفعل من أجل تعميق التعاون، خاصة في إطار مبادرة الحزام والطريق".

-- شراكة مربحة للجانبين

وقال خبراء إن "ممر التنمية الصناعية" و"ممر الأسماك والأرز" المقبلين من المرجح أن يحصلا على دفعة من رحلة هون مانيه إلى بكين.

وذكر كين فيا، المدير العام لمعهد العلاقات الدولية في كمبوديا، وهو مركز أبحاث تابع لأكاديمية كمبوديا الملكية، أن ممر التنمية الصناعية يهدف إلى دعم تطوير منطقة سيهانوكفيل الساحلية إلى منطقة اقتصادية خاصة نموذجية متعددة الأغراض.

وقد اجتذبت منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة الحالية، وهي مشروع رائد ضمن التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق بين البلدين، حتى الآن أكثر من 170 شركة، مما خلق عشرات الآلاف من فرص العمل للسكان المحليين.

وهي ليست فقط مركزا رئيسيا للتصنيع، ولكنها أيضا حاضنة للعمالة الماهرة.

وقالت إم سريدا، وهي موظفة في مصنع جنرال لتكنولوجيا الإطارات (كمبوديا) الذي استثمرته الصين، إنه تم إرسالها إلى تايلاند للتدريب قبل أن تبدأ عملها في منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة.

وذكرت لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أنا سعيدة بالعمل هنا لأن الشعب الصيني مثل إخواننا وأخواتنا، وهم على استعداد لتعليمنا"، مضيفة "بالعمل هنا، يمكننا تحسين كفاءتنا في اللغة الصينية، وهناك أيضا الكثير من الفرص للتقدم الذاتي".

وقال كين فيا إن ممر الأسماك والأرز الذي سيتم إنشاؤه يهدف إلى تطوير الزراعة البيئية الحديثة بالقرب من منطقة بحيرة تونلي ساب.

وفي أوائل مايو الفائت، ذهب فريق خبراء من مركز بحوث مصايد المياه العذبة التابع للأكاديمية الصينية لعلوم مصايد الأسماك إلى كمبوديا لإجراء بحوث في الموقع، بهدف إرساء الأساس للتعاون المتعمق في صناعة مصايد الأسماك بين الصين وكمبوديا.

ويرى كين فيا أن الممرين الاقتصاديين يعكسان أمل كمبوديا في تطوير مركز صناعي ومركز زراعي بيئي حديث.

وقال إن "هذين الممرين سيعطيان دفعة كبيرة للتنمية الاقتصادية والحد من الفقر في كمبوديا من خلال خلق فرص عمل للعمال والمزارعين".

صور ساخنة