أورومتشي 23 أغسطس 2023 (شينخوا) أشاد ممثلو منظمة التعاون الإسلامي، خلال زيارتهم إلى منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، بالإنجازات البارزة التي حققتها شينجيانغ، معربين عن تقديرهم لتفاني الحكومة الصينية في تعزيز تنمية المنطقة في جميع النواحي.
وقام وفد من ممثلي منظمة التعاون الإسلامي، بناء على دعوة من وزارة الخارجية الصينية، بزيارة منطقة شينجيانغ خلال الفترة ما بين يومي 18 و21 أغسطس الجاري. وضم الوفد المكون من 26 عضواً، مندوبين دائمين وممثلين عن دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ومسؤولين من الأمانة العامة للمنظمة ودبلوماسيين معنيين آخرين.
-- تحسين حياة الناس
ووطأت أقدام ممثلي الوفد المناطق الحضرية والريفية في كل من كاشغر وأورومتشي وتسانجي وكيزيلسو كيرجيز في منطقة شينجيانغ، حيث اطلعوا على تطورات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأوضاع المجتمع المسلم في المنطقة.
وخلال جولة في محافظة أكتو بولاية كيزيلسو كيرجيز ذاتية الحكم، زار الوفد مجمع "كونلونجيايوان" السكني، الذي تقطن فيه أكثر من 1700 عائلة تم نقلها من المناطق الجبلية النائية. وبفضل دعم الحكومة للقضاء على الفقر، يعيش الناس حاليا حياة سعيدة في مبان سكنية ذات مرافق حديثة، ويحققون زيادة الدخل من خلال العمل في الزراعة ورعي الماشية وممارسة التجارة.
قال السفير ضياء الدين سعيد بامخرمة، سفير جمهورية جيبوتي لدى السعودية ومندوبها الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي إن نقل المواطنين من المناطق الصعبة إلى المناطق الأكثر سهولة واستقرارا "شيء طيب ومفرح"، مؤكدا أن هذا يدل على أن الصين تسعى لتنمية كافة مناطقها سواء كانت في المدن الكبيرة أو الأقاليم الريفية حتى في أطراف البلاد.
وعند زيارتهم القاعة التذكارية للإدارة الشاملة لبلدة كاشغر القديمة، وهي بقعة ذات مناظر خلابة في جنوبي المنطقة، شاهد الممثلون عرضاً لمشروع ترميم 49 ألف منزل متداع ببلدة كاشغر القديمة في غضون خمس سنوات. وأبدى الممثل التشادي عمر موسى براهيم إعجابه بالتغير الكبير الذي شهدته البلدة القديمة، مشيرا إلى اهتمام الحكومة الصينية بجميع أفراد شعبها، بمن فيهم الناس البسطاء في القرى.
-- حرية المعتقد الديني
وفي مسجد عيد كاه الواقع في قلب مدينة كاشغر، الذي يرجع تاريخه إلى عهد أسرة مينغ، سلّط إمام المسجد الضوء على كيفية تقديم الحكومة دعمها المالي في تحسين مرافق المسجد، بما في ذلك تزويده بمكيف هواء وجهاز تدفئة وبناء بيوت الوضوء وغرفة كتب ثقافية.
من جانبه، أكد باسكال أرسين أتانغانا، نائب القنصل العام للقنصلية العامة لجمهورية الكاميرون في جدة، أن حرية المعتقد الديني في شينجيانغ على عكس المتداول من معلومات في بعض وسائل إعلام غربية، مضيفا "رأيت بعيني أن شينجيانغ منطقة تشهد التعايش المتناغم بين مختلف المجموعات الإثنية".
كما أجرى ممثلو الوفد محادثات متعمقة مع رئيس معهد شينجيانغ الإسلامي في أورومتشي حاضرة المنطقة، ليتعرفوا على أوضاع البناء والتدريس والإدارة للمعهد. وبحسب رئيس المعهد، تم إكمال بناء المنطقة الجديدة للمعهد في عام 2017، حيث تتوفر فيها مباني تدريس كاملة المرافق ومكتبة عامرة ومطعم وملعب ومسجد توجد به مرافق كاملة وحديثة.
وقال حسني الفقيه، السفير مستشار وزير الخارجية الموريتاني، "لا شك أن إمكانيات المعهد الهائلة يمكن استثمارها في إطار شراكة مع منظمة التعاون الإسلامي لتقديم تعليم إسلامي خال من الشوائب التي تقود إلى التطرف والعنف، وتقدم الإسلام على حقيقته دينا وسطيا معتدلا".
-- تنوع الثقافات القومية التقليدية
وفي محافظة أكتو، قدم الرجال والنساء من قومية كيرجيز ألحانا رائعة بالعزف على آلة "كوموز"، آلة موسيقية تقليدية لقومية كيرجيز، معربين عن فرحهم وبهجتهم باستقبال الضيوف الأجانب الكرام.
وأعرب الممثل السوداني يوسف صديق أبو عاقلة عن إعجابه بتنوع الثقافة التقليدية للأقليات الإثنية في شينجيانغ، قائلا إن هذه الزيارة المميزة توفر فرصة للممثلين للتعرف على اهتمام الصين بالمحافظة على تراث الموروثات التقليدية، التي تعتبر كنوزا ثمينة بالنسبة لكافة المواطنين في هذه المنطقة.
ويُعد شهر أغسطس ذروة نشاط الموسم السياحي في شينجيانغ. وفي منطقة بازار شينجيانغ الدولي الواقعة في مدينة أورومتشي، تكتظ الشوارع والمحلات بالسياح القادمين من مختلف أرجاء البلاد، حيث يستمتع الناس بالتراث الثقافي بما في ذلك الفن المعماري المميز وعروض الرقص والغناء التقليدية والمأكولات الشهية الأصلية.
وذكر عمر موسى براهيم أن الصين لم تركز على التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة فحسب، بل تولي أيضا اهتماما بالغا لحماية الموروثات الثقافية والتقاليد والفنون الشعبية والسياحة، مضيفا "هذا يساهم في دفع العملية التنموية الاقتصادية والاجتماعية بصورة عامة".