الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

مقالة : منطقة تعاون اقتصادي وتجاري تربط بحر بوهاي والبحر الأحمر (6)

/مصدر: شينخوا/   2023:08:22.09:25
مقالة : منطقة تعاون اقتصادي وتجاري تربط بحر بوهاي والبحر الأحمر
نهلة عماد، الرئيسة التنفيذية لشركة تيدا مصر لتنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة، تقوم بتفقد أحد مواقع الإنشاء في منطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر بالسويس، 10 أغسطس 2023 . (شينخوا)

القاهرة\تيانجين 21 أغسطس 2023 (شينخوا) "من بحر بوهاي إلى البحر الأحمر، أمضينا شبابنا في هذه المسيرة المهنية الطويلة الممتدة لـ7500 كيلومتر."

وأوضح ما كُتب في عنوان صفحة الدليل الداخلي لشركة ((تيدا)) الاستثمارية الصينية الأفريقية المحدودة، مقرها في بلدية تيانجين شمالي الصين، رحلة عائلة "تيدا" الأسطورية في مساعدة دولة أخرى على بناء مدينة صناعية، متخذة التجربة الصينية أساسا لها.

ومن خلال التركيز على بناء البنية التحتية والتعاون في القدرة الإنتاجية، أصبحت منطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر تدريجيا مشروعا تجريبيا يربط "الحزام والطريق" المقترح من قبل الصين بـ"الممر الاقتصادي لقناة السويس" بمصر، وذلك برعاية رئيسي البلدين.

ومنذ وقت ليس ببعيد، احتفلت منطقة التعاون بالذكرى الـ15 لتأسيسها، حيث قام مراسلوا وكالة أنباء ((شينخوا)) بزيارة مقري منطقة "تيدا" في الصين ومصر، لفهم المثال الحي للتنمية المشتركة والشراكة المربحة للطرفين من 3 جوانب مفصلة.

-- مترابطان كزهرة "ييمي"

تعرف منطقة التعاون الواقعة في نقطة تقاطع ثلاث قارات -آسيا وأفريقيا وأوروبا- بين السكان المصريين المحلين باسم "تيدا" التي هي اختصار للحروف الأولى لـ"منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في تيانجين" باللغة الإنجليزية، وتُشير تسمية المنطقتين بنفس الاسم إلى أصلهما، بينما يعكس ترابط شعارهما علاقتهما. ويضم شعار شركة ((تيدا)) القابضة المحدودة للاستثمار في تيانجين ورقة خضراء. ويضم شعار منطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر بالسويس 6 أوراق تُشكل حلقة مثل الزهرة.

وفي ضوء ذلك، قال ليو أي مين، رئيس مجلس إدارة شركة ((تيدا)) الاستثمارية الصينية الأفريقية "نقدم الشعار على شكل زهرة ييمي المصرية، آملا في تحقيق المعجزات هنا". ووفق الأساطير المصرية، فإن زهرة ييمي زهرة شفافة مكونة من 6 بتلات، تستغرق 5 سنوات لتزدهر، وترمز إلى المثابرة والإيمان والمعجزة.

وفي منتصف تسعينيات القرن الماضي، أثار التطور السريع الذي شهدته مناطق التنمية الصينية إعجاب الجانب المصري، ما دفعها إلى الإعراب عن أملها في بناء منطقة تنمية في السويس بمساعدة الجانب الصيني. جدير بالذكر أن الموقع الجغرافي والبيئة الجغرافية لمنطقة السويس، التي تغطي الصحراء معظمها، ويحدها البحر الأحمر من الشرق، وتبعد عن العاصمة المصرية القاهرة بأكثر من 120 كيلومترا، يشبهان إلى حد كبير منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في تيانجين".

في عام 1998، تولت شركة ((تيدا)) القابضة المحدودة للاستثمار في تيانجين هذا المشروع بناء على قرار مجلس الدولة الصيني، لنقل "نموذج تيدا" بتيانجين إلى السويس. وفي عام 2008، بدأت شركة ((تيدا)) الاستثمارية الصينية الأفريقية التي تم تأسيسها بشكل مشترك بين شركة ((تيدا)) القابضة المحدودة للاستثمار في تيانجين وصندوق التنمية الصيني الأفريقي، تولي أعمال بناء منطقة التعاون.

وعلى مدى 15 عاما الماضية، جذبت منطقة التعاون 145 شركة، ليصل حجم استثماراتها الفعلية إلى أكثر من 1.7 مليار دولار أمريكي، ومبيعاتها التراكمية إلى أكثر من 3.8 مليار دولار أمريكي، فيما تجاوزت ضرائبها حاجز الـ200 مليون دولار أمريكي. وفي الوقت نفسه، ووفرت أكثر من 5 آلاف فرصة عمل مباشرة ونحو 50 ألف فرصة توظيف في الصناعات ذات الصلة.

لم تشهد المنطقة بناء مباني مكتبية وخطوط إنتاج فحسب، بل أيضا بناء مرافق داعمة تشمل فنادق ذات نجوم وساحات ترفيهية. وفي هذا السياق، قال أحمد عبد الباقي، مدير هندسي في المنطقة، "لقد تطورت المنطقة بالفعل لتصبح مدينة جميلة تعطيني شعور المنزل والشعور بالانتماء."

-- متجذرة كعشب "العاقول"

وفي 21 يناير 2016، حضر زعيما البلدين مراسم تدشين المرحلة الثانية لمنطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر، ما يعد لحظة بارزة لـ"عائلة تيدا".

حول سر نجاحها، شدد مسؤولو المنطقة على مبدأ "إعطاء الأولوية للمستثمر" وروح المثابرة والتمسك مثل نبات "العاقول" في الصحراء.

وقال وي جيان تشينغ، نائب المدير العام لشركة ((تيدا)) الاستثمارية الصينية الأفريقية المحدودة "إن نبات العاقول شجيرة قصيرة في مصر. لا تحتاج إلى قطرة ماء طوال العام، حتى في درجات الحرارة العالية. ورغم ذلك، تصل جذورها إلى 40 و50 مترا. وهذا يشبه رحلتنا الشاقة هنا."

كما سلط وي الضوء على أهمية تطوير السلسلة الصناعية وفق الظروف المحلية في مصر مع التركيز على التعاون في القدرة الإنتاجية.

ومن جهته، قال أحمد سليمان، نائب المدير العام لشركة ((جوشي)) مصر لصناعة الفايبر جلاس "بالنسبة لي ولمعظم المصريين وأولئك الذين في دول الشرق الأوسط الأخرى، فإن صناعة الألياف الزجاجية مصطلح غير مألوف تماما".

تجدر الإشارة إلى أن منطقة التعاون نسقت مع شركة ((جوشي)) الصينية من أجل تأسيس فرع لها في مصر، ما ساهم في نمو صناعة الألياف الزجاجية في مصر من نقطة الصفر، وجعل مصر منتجا رئيسيا للألياف الزجاجية في العالم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ما يستحق المزيد من الثناء هو دعم الشركة لمشروع تحلية مياه البحر منذ البدء في تصميمه من أجل حل مشكلة المياه.

وفي الوقت الحالي، جذبت منطقة التعاون العديد من الشركات الممولة من الصين مثل شركة ((جوشي)) وشركة ((إكس دي-إيجيماك)) (XD-EGEMAC) ومجموعة شركة ((ميديا)) المحدودة، وكذلك شركات دولية من مصر والإمارات وكندا ودول أخرى. لقد تم الانتهاء من تطوير المرحلة الأولى للمنطقة، التي تغطى 1.34 كيلومترا مربعا، حيث شُكلت بشكل مبدئي 4 صناعات رائدة، بما في ذلك صناعة مواد البناء الجديدة والمعدات البترولية ومعدات الجهد العالي والمنخفض وتصنيع الآلات. وإلى جانب ذلك، استقرت نحو 40 شركة في مرحلتها الثانية، التي تغطي 6 كيلومترات مربعة.

وفي الوقت نفسه، تعمل منطقة التعاون بشكل مستمر على الارتقاء من كونها "تجمعا صناعيا" إلى تحقيق "التنمية المتناسقة بين الصناعة والتجارة". ومنذ 2021، نجحت منطقة التعاون في التشغيل الرسمي لمشروع المستودعات المؤمنة الضخمة لـ((تيدا)) الممول من الصين لأول مرة في مصر. وإلى جانب ذلك، ركزت أيضا على بناء مركز دولي لتوزيع السلع، ومركز لتوزيع السيارات وقطع غيارها.

وفي ضوء ذلك، قال ليو أي مين "حتى في فترة تفشي جائحة كوفيد-19 التي استمرت لمدة حوالي 3 سنوات، حققت 90 بالمائة من الشركات في منطقة التعاون أرباحا. ويعد ذلك نتيجة مرضية لنا كمنصة تعاون."

-- تنمو كشجرات "الطلح"

في الشهر الماضي، أقامت منطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر حفلا بعنوان "النهوض والمكاسب المشتركة - تعزيز الأنشطة الاستراتيجية" بمناسبة الذكرى الـ15 لتأسيسها. وعمل وانغ لين تشيانغ، موظف في شركة ((تيدا)) القابضة المحدودة للاستثمار في تيانجين، الذي سافر إلى مصر للمشاركة في الحدث، أمرا خاصا في رحلته الأولى للبلاد.

ومن مطار القاهرة الدولي إلى منطقة التعاون، كانت هناك صحراء شاسعة ومقفرة على طول الطريق. وإلى جانب منطقة التعاون الصاخبة، كانت هناك أيضا شجرة طلح طويلة لفتت عينيه تدريجيا.

وقال وانغ، وهو يصب دلاءين من المياه للشجرة تعبيرا عن تقديره لتفاني العاملين في منطقة التعاون من الصين ومصر، "يستغرق نمو نبات الطلح من البذرة إلى شجرة عدة سنوات، سمعت من زملائي أن هذه الشجرة موجودة هنا منذ عقود، تماما مثل منطقتنا، تترعرع بشكل مستقيم."

ومن جانبها، قالت الرئيسة التنفيذية لشركة ((تيدا)) مصر لتنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة نهلة عماد، البالغة من العمر 39 عاما، إن منطقة التعاون نظمت لها تدريبات في الصين 5 مرات، حيث تعلمت ما هي منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري، وكيف يمكن صياغة خطة شاملة، وكيفية البناء والتشغيل، وكيفية التسويق وما إلى ذلك، ما منحها فرصة أكبر لتطوير ذاتها.

وأشارت البيانات إلى أن حوالي 90 في المائة من العاملين في المنطقة من المصريين، وخُمسهم من الإناث.

وفي الوقت نفسه، تم أيضا تطبيق "نموذج تيدا في الخارج" القائم على نموذج منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في تيانجين، إلى جانب منطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر بالسويس، في عشرات المشاريع الخارجية على طول "الحزام والطريق" من خلال الخدمات الاستشارية، ما ساعد في تطور تلك المشاريع.

وفي الاحتفال بالذكرى الـ15 لتأسيس منطقة التعاون التي أُعتبرت نقطة بداية جديدة، أُطلقت "رؤية منطقة تيدا للتعاون 2030 - خطة التطوير الاستراتيجي"، والتي ستعمل على تعزيز "ثلاثة مشاريع رئيسية" لتحسين قدرة التكتل الصناعي، وتحسين قدرة الخدمات الصناعية، وتحسين قدرة الدعم الصناعي، ما يساعد في بناء "الحزام والطريق" بشكل أفضل.

ومن جهته، أشار وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى أن منطقة "تيدا مصر" تعد إحدى أهم المناطق الصناعية التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدا أن "منطقة تيدا نموذج غير مسبوق لنجاح التعاون المصري الصيني وتجربة فعلية لتنفيذ مبادرة الحزام والطريق".

صور ساخنة