مشروع "آلاف القرى" في مقاطعة تشجيانغ قاد التحول الجميل للريف في الصين (4)

6 يونيو 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في يونيو 2003 بمبادرة ورعاية شي جين بينغ سكرتير لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة تشجيانغ آنذاك، أطلقت هذه المقاطعة مشروع " ألف قرية نموذجية، وترميم عشرة آلاف قرية" (المشار إليه فيما بعد اختصارا باسم مشروع آلاف القرى) في المقاطعة بأكملها، حيث تم اختيار حوالي 10 آلاف قرية إدارية من المقاطعة لترميمها بشكل كامل، وجعل حوالي ألف قرية منها قرى نموذجية لتحقيق الازدهار الشامل.

في السنوات العشرين الماضية غير "مشروع آلاف القرى" بشكل عميق مظهر المناطق الريفية في تشجيانغ، فمن معالجة مياه الصرف الصحي في المراحيض ومياه الصرف الصحي في المطابخ، إلى إغلاق المناجم لحل مشاكل تلوث الهواء والتربة في القرى، إلى "ثورة القمامة" تمكنت هذه المناطق من تحسين بيئتها الإيكولوجية بشكل كبير، إذ عززت 27 ألف قرية إدارية في المقاطعة بشكل شامل بناء المنازل الريفية، حيث تم بناء 2170 قرية مميزة وأكثر من 3 ملايين فناء جميل، وتجاوز معدل تغطية الغابات 61٪، وحققت البيئة الإيكولوجية الريفية الإقليمية تحسنا نوعيا. في عام 2018، فاز "مشروع آلاف القرى" بجائزة أبطال الأرض، وهي أعلى تكريم بيئي للأمم المتحدة.

المياه الصافية والجبال الخضراء كنز ثمين للغاية. في السنوات الأخيرة بذلت تشجيانغ جهودا في الزراعة الإيكولوجية والتجارة الإلكترونية الريفية والسياحة الريفية وغيرها من المجالات الأخرى، والاقتصاد الأخضر المليء بالحيوية.

أثناء التنزه في قرية مياوشان بحي ووشينغ في مدينة هوتشو، يمكن رؤية فرحة الناس وهم يتجولون بين متحف الفنون والحديقة المائية والإقامات الريفية، وبالتالي يعمل التحول الريفي على دعم التنمية السياحية. ففي عام 2022 وصل دخل التشغيل الاقتصادي الجماعي لقرية مياوشان إلى 2.28 مليون يوان.

وفي نفس السنة أيضا وصل نصيب الفرد من الدخل المتاح لسكان الريف في مقاطعة تشجيانغ إلى 37565 يوان، بزيادة قدرها 6.6٪ مقارنة بالسنة التي سبقتها، وضاقت فجوة الدخل بين سكان الحضر والريف إلى أقل من 1.9 ضعف قبل الموعد المحدد.

إن البيئة الجيدة تجذب أيضا المواهب الجيدة. يقع وادي سيساي للتكنولوجيا على بعد 12 كيلومترا من قرية مياوشان، وقال أحد المسؤولين عن مكتب هوتشو للعلوم والتكنولوجيا: "إن الملفت للنظر أن هذا الوادي وإلى حد الآن قد أدخل 23 معهدا صغيرا للبحث العلمي، وجمع أكثر من 500 موهبة بحث علمي من مختلف الأنواع، و24 مشروعا للبحث العلمي وعددا من الكليات والجامعات مثل جامعة هوتشو التي ستنطلق أعمال البناء فيها قريبا.

ولا يمكننا تحقيق تنمية أفضل إلا بالتمسك بالجذور التاريخية والثقافية وإيجاد مسار إنمائي مميز.

في قرية لونغشيان بمحافظة تشينغتيان بمدينة ليشوي، عاد القروي وو يونغ تشيانغ إلى مسقط رأسه قبل بضع سنوات وقام ببناء إقامة ريفية، وعلى امتداد الحقول المتدرجة خارج نوافذ هذه الإقامة، يمكن للسياح أيضا تجربة زراعة الشتلات وحصاد الأرز وصيد الأسماك.

ينمو الأرز فوق المسطحات المائية للحقول، ويقوم المزارعون بتربية الأسماك داخلها، كما أن روث الأسماك يعتبر خير سماد عضوي للأرز، وقد تم تداول هذا النظام البيئي التكافلي بين الأرز والأسماك منذ آلاف السنين. وقد صنفت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في عام 2005 نظام التكافل البيئي والتعايش بين الأرز والأسماك في محافظة تشينغتيان كواحد من أوائل مواقع التراث الزراعي الذي له أهمية عالمية. تركز قرية لونغشيان على ميراث وحماية نظام التعايش بين الأرز والأسماك وتشجع على تشكيل شكل جديد من السياحة الريفية التجريبية للتراث الثقافي الزراعي.

تمتلك مقاطعة تشجيانغ حتى الآن، ما مجموعه 14 عنصرا مهما من التراث الثقافي الزراعي في الصين و4 مواقع للتراث الثقافي الزراعي في العالم. وقد واصلت تشجيانغ تعزيز حماية القرى العتيقة واستغلالها، حيث تمت حماية 432 قرية رئيسية و2105 قرية عامة على 10 دفعات.

تسمح الصورة الجديدة للريف الصيني التي يصورها "مشروع آلاف القرى" للعالم، برؤية أن التحديث على الطراز الصيني الذي يتخذ من المحافظة على البيئة الإيكولوجية خلفية له، يسلك طريق التنمية الاقتصادية المربحة للجانبين. وباتباع هذا المسار، ستواصل الصين تعزيز بناء الريف المتناغم والصين الجميلة، وتقديم المزيد من المساهمات الصينية في بناء الحضارة الإيكولوجية العالمية.