غزة 13 مايو 2023 (شينخوا) دخل وقف إطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل في قطاع غزة حيز التنفيذ في الساعة 10:00 بتوقيت القدس مساء اليوم (السبت) بعد 5 أيام من موجة توتر دامية بدأت في التاسع من الشهر الجاري.
وأطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة رشقات جديدة من القذائف الصاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل قبل دقائق معدودة من دخول موعد اتفاق وقف إطلاق النار الساعة العاشرة مساء اليوم السبت.
وشوهدت دفعات من الصواريخ الفلسطينية في سماء قطاع غزة، فيما دوت صفارات الإنذار في مستوطنات محاذية للقطاع.
في المقابل، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على القطاع ردا على تلك الهجمات وبينها غارة بعد دقائق من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان عبر "توتير" إنه هاجم منصات صواريخ وموقع عسكري تابع للجهاد الإسلامي في غزة وشمال القطاع.
ولم يصدر تعقيب من الفصائل المسلحة والجيش الإسرائيلي على الهجمات الأخيرة أو انعكاساتها على اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته السلطات المصرية.
وبعد دقائق من ذلك عاد الهدوء إلى القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة وتوقف دوي الانفجارات وهدير الطائرات الذي كان يملأ أرجاء سماء غزة، وفق مصادر محلية وشهود عيان.
ولاحقا خرج عشرات الفلسطينيين في غزة إلى الشوارع والميادين وصدحت مكبرات الصوت في بعض المساجد احتفاءا بدخول الاتفاق حيز التنفيذ، فيما نظم مسير للطواقم الطبية والإسعاف والدفاع المدني والشرطة.
وأعلن مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي في وقت سابق التوصل إلى اتفاق بين الحركة و إسرائيل على وقف إطلاق النار في قطاع غرة في إطار صيغة جديدة تتضمن وقف قتل المدنيين وقصف منازلهم ويبدأ عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي.
وقال المسؤول لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن النقاشات التي جرت مع مسؤولين في جهاز المخابرات المصرية من أجل الوصول إلى صيغة نهائية ومقبولة لاتفاق ملزم لوقف إطلاق النار نجحت أخيرا.
وجاء الإعلان عن الاتفاق تزامنا مع تواجد منذ (الخميس) الماضي وفد من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة محمد الهندي رئيس الدائرة السياسية بالحركة في القاهرة والتقى مع مسؤولين مصريين لبحث الأوضاع في غزة.
وقال الهندي للصحفيين في غزة عبر الهاتف إن الحركة "ستلتزم باتفاق إطلاق النار التزام العدو الإسرائيلي بذلك"، معربا عن شكر الحركة للجانب المصري على وساطته للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف الهندي أن الشعب الفلسطيني " لا يمكن أن يستسلم وهذه جولة ضمن مواجهة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن الجانب المصري سيتابع تنفيذ الاتفاق وحال عدم التزام الجانب الإسرائيلي "نحن موجودون في الميدان ويدنا على الزناد".
من جهته قال مسؤول سياسي كبير للإذاعة العبرية العامة إن التطبيق لوقف إطلاق النار سيتم اختباره عمليا، محذرا من أن أي انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار فإن إسرائيل سترد عليه.
وقال بيان صادر عن الغرفة المشتركة للفصائل المسلحة الفلسطينية في غزة إن "المقاومة دخلت هذه المعركة وخرجت منها موحدة وقوية"، محذرة إسرائيل من العودة لسياسة "الاغتيالات فأيادينا على الزناد وإن عدتم عدنا".
وأضاف البيان أن "المقاومة أفشلت بصمودها ووحدتها وقتالها مخطط العدو الغادر وجريمته القذرة وأثبتت أنها الأقدر على التحدي، وأن كيد العدو باطل وأن اغتيالاته كانت وستكون لعنةً عليه حتى يندحر عن أرضنا".
وجاء الاتفاق الجديد بعد فشل جهود الطرفين للتوصل إلى وقف إطلاق النار بعد أن رفضت إسرائيل شرط الجهاد الإسلامي في فلسطين بوقف اغتيال القادة وتسليم جثة خضر عدنان، كبير أسرى الجهاد الإسلامي الذي توفي قبل أسبوعين إثر إضراب عن الطعام في أحد السجون الإسرائيلية.
ورحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، باتفاق وقف إطلاق النار ووقف التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، معربا عن شكره لمصر على دورها الكبير في ذلك.
وقال الشيخ في بيان "نرحب باتفاق التهدئة ووقف العدوان على قطاع غزة"، معربا عن شكر القيادة الفلسطينية لمصر على دورها الكبير وجهدها العظيم للوصول إلى هذا الاتفاق.
وبدأ التوتر الميداني الحالي بعد استهداف إسرائيل 3 من قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي داخل منازلهم وشققهم السكنية في القطاع فجر (الثلاثاء) الماضي ما أدى إلى مقتلهم وعدد من أفراد عائلاتهم في عملية أطلق عليها الجيش الإسرائيلي "السهم الواقي".
وبعد نحو 35 ساعة من الصمت ردت غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية المسلحة التي تنضوي تحتها حركتي الجهاد الإسلامي والمقاومة الإسلامية (حماس) على ذلك بإطلاق وابلا من الصواريخ على إسرائيل في عملية أطلقت عليها "ثأر الأحرار".
ولاحقا رد الجيش الإسرائيلي، باستهداف قادة جدد ومواقع عسكرية للجهاد الإسلامي ومنازل وشقق سكنية وأراض زراعية في مناطق مختلفة من القطاع، فيما واصلت الفصائل المسلحة إطلاق القذائف الصاروخية على جنوب ووسط إسرائيل.
وعلى إثر ذلك قتل حتى الآن 33 فلسطينيا بينهم 5 أطفال و4 نساء ومسنين اثنين و6 من قادة سرايا القدس، مقابل مقتل شخصين في قصف صاروخي أحدهما إسرائيلي وآخر فلسطيني من غزة يعمل في إسرائيل، وفقا لإحصائيات فلسطينية وإسرائيلية.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان أنه منذ بدء جولة القتال الحالية بين إسرائيل والفصائل المسلحة تم إطلاق 1234 صاروخا فيما قصف الجيش 371 هدفا في غزة.
وهذه أسوأ موجة توتر يشهدها القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة منذ أغسطس العام الماضي عندما قتل نحو 49 فلسطينيا من بينهم 19 طفلا في غارات إسرائيلية استمرت لمدة ثلاثة أيام.
وشنت إسرائيل أربع حروب على القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الفترة من 2008 إلى 2021، بالإضافة إلى عدد كبير من جولات التوتر ما خلف آلاف القتلى الفلسطينيين ودمار هائل في المنازل والبنى التحتية.