غزة 9 مايو 2023 (شينخوا) سادت موجة حزن على مواقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك)) إثر مقتل أربعة أطفال فلسطينيين جراء هجمات إسرائيلية جوية على قطاع غزة استهدفت 3 من قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي فجر اليوم.
وكان الطفلان ميار وعلي وهما نجلا طارق عز الدين وهو واحد من الثلاثة الذين قتلتهم إسرائيل بعد استهداف شقته الواقعة في الطابق السادس ضمن بناية سكنية في حي الرمال أحد أرقى الأحياء في مدينة غزة التي يقطنها عدة عائلات.
ونجا من الغارة زوجة عز الدين ونجله الأكبر لكنهما أصيبا بجروح ورضوض طفيفة جرى على إثرها تقديم العلاج اللازم لهما من قبل طواقم الإسعاف، ولاحقا دخلا في نوبة بكاء فور علمهما بما جرى.
وطارق عز الدين يشغل عضوية المكتب السياسي للجهاد الإسلامي وينحذر إلى مدينة جنين شمال الضفة الغربية، واعتقلته إسرائيل عام 2002 وحكم عليه بالسجن المؤبد على خلفية مشاركته في هجمات ضدها قبل أن يتم إطلاق سراحه ضمن صفقة التبادل مع حماس عام 2011 وإبعاده إلى غزة.
وكتبت مروة نعيم معلمة الطفل عبر صفحتها "لماذا رحلت يا علي ... بدي أعطيك شهادتك النهائية للعام الدراسي الجاري والله لتفرح فيها ... الله يصبرني على فراقك".
فيما قالت يسرى الزبدة في منشور على حسابها الشخصي أرفقته بصورة لنجلها جمال يلهو وصديقه علي "هذا القمر علي عز الدين صديق ابني جمال المحبب والمقرب ... الجار ورفيق الفصل والمدرسة وصلوات الجمعة".
وأضافت يسرى الزبدة "لم أخبر جمال بعد بارتقاء علي ولا أعرف أبدا كيف سأخبره لأن قلبا بحجم قلبه الصغير لا يحتمل كل هذا كونه فقد والده في غارة إسرائيلية على غزة العام 2021 وتعلق كثيرا بصديقه".
أما الطفلة تقى الدلو فمسكت في يدها دفتر مذكرات أخر هدية أهدتها إياها صديقتها ميار قبل أيام أثناء زيارتها في منزلها للاطمئنان عليها وتسأل أمها بعيون باكية بحسب ما نشرت والدتها على صفحتها "لماذا لم تخبرني إنها سترحل".
وإضافة إلى ميار (12 عاما) وعلي (8 أعوام) تسببت هجمات إسرائيل الجوية على قطاع غزة في قتل هاجر البهتيني (4 أعوام) وإيمان عدس (16 عاما) وهم ضمن 10 مدنيين سقطوا قتلى في هجمات إسرائيلية استهدفت شقق ومنازل سكنية لقادة سرايا القدس في مدينتي غزة ورفح جنوب القطاع.
واعتبر مؤسسة (الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فرع فلسطين) في بيان أن "استهداف البنايات السكنية والمنشآت المدنية بما فيها من مدنيين خاصة الأطفال، سياسة ثابتة لدى الاحتلال الإسرائيلي".
وقال البيان إنه بمقتل الأطفال الأربعة فجر اليوم في القطاع، يرتفع عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بداية العام الجاري إلى 24 طفلا في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة.
واعتبر البيان أن "الصمت الدولي وعدم وجود رغبة وإرادة دولية لمساءلة إسرائيل عن جرائمها بحق الفلسطينيين رسالة حماية لها من عدم المساءلة، الأمر الذي يشجعها على المضي بانتهاكاتها لحقوق أطفال فلسطين وتصعيدها".
بدوره اعتبر رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي أن ما تقوم به إسرائيل في غزة يرقى إلى "جرائم الحرب باستهداف مدنيين نيام وليسوا في ميدان القتال وبرفقة أطفالهم ونسائهم الآمنين داخل منازلهم".
وقال عبد العاطي في بيان إن "المستهدفين حتى إن كانوا نشطاء فإنهم محميين بموجب القانون الدولي، ومهما أعلنت إسرائيل من مبررات واهية فليس هناك ما يبرر قصف المنازل المدنية الآمنة".
وكان الطيران الإسرائيلي شن سلسلة غارات فجر اليوم بشكل متزامن ومفاجئ استهدفت شقة سكنية في برج "داود" في حي الرمال غرب مدينة غزة ومنزلين في حي التفاح شرق المدينة ورفح جنوب القطاع، ما أدى لمقتل 3 من قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
والقتلى هم جهاد الغنام أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس وخليل البهتيني عضو مجلسها العسكري وقائد المنطقة الشمالية وطارق عز الدين أحد قادة العمل العسكري في الضفة الغربية.
ولاحقا عاود الطيران الإسرائيلي باستهداف عدد من مواقع التدريب العسكرية ونقاط الرصد الميداني التي تتبع لسرايا القدس في عدة مناطق من القطاع، فيما دوت انفجارات قوية جراء الغارات وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من الأماكن المستهدفة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الهجمات أسفرت حتى اللحظة عن مقتل 15 فلسطينيا بينهم 4 نساء و4 أطفال وإصابة 22 آخرين بجروح ما بين متوسطة وخطيرة وحرجة بينهم 3 أطفال و7 سيدات.
إلى ذلك قال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي التابع لحركة حماس إن "العدوان الإسرائيلي على غزة أدى لتدمير 11 وحدة سكنية بشكل كامل و29 وحدة سكنية باتت غير صالحة للسكن و129 وحدة تضررت بشكل جزئي".
وأفاد سلامة خلال مؤتمر صحفي عقد داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، بأن كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية رفعت جهوزيتها للتعامل مع الأوضاع الحالية.
وذكر معروف أن السلطات الإسرائيلية لم تكتف "بجريمة الاغتيال والقصف لتزيد من عدوانها بتضييق الحصار على القطاع بإغلاق المعابر المؤدية ليزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل القطاع المحاصر وينذر بأزمة إنسانية إذا استمر هذا الإغلاق".