الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

شي ولولا يرسمان مسار العلاقات المستقبلية بين الصين والبرازيل (7)

/مصدر: شينخوا/   2023:04:17.09:46
شي ولولا يرسمان مسار العلاقات المستقبلية بين الصين والبرازيل

بكين 14 إبريل 2023 (شينخوا) أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي يقوم بزيارة دولة إلى الصين في قاعة الشعب الكبرى في بكين اليوم (الجمعة).

وقال شي إن الصين ستعمل مع البرازيل لخلق مستقبل جديد لعلاقاتهما في العصر الجديد، وتحقيق منافع أكبر للشعبين، ولعب دور مهم وإيجابي من أجل تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في منطقتيهما وحول العالم.

وقال لولا إنه يشعر بالفخر والشرف إزاء رئاسته وفدا كبيرا في زيارته الرابعة إلى الصين. وهذه هي الزيارة الأولى له خارج الأمريكتين منذ انتخابه رئيسا العام الماضي. واختيار الصين لتكون الوجهة لأول زيارة يقوم بها خارج الأمريكتين يعكس حب البرازيل للصين والتزامها بالعلاقات البرازيلية-الصينية.

ــ تحديد مسار العلاقات الثنائية

رحب شي ترحيبا حارا بالرئيس لولا خلال زيارة الدولة التي يقوم بها للصين. وأشار إلى أن الصين والبرازيل هما أكبر دولتين ناميتين وأكبر سوقين ناشئتين في نصفي الكرة الأرضية الشرقي والغربي. وأضاف أن الصين والبرازيل، بصفتهما شريكتين استراتيجيتين شاملتين، فإن لديهما مصالح مشتركة واسعة، لافتا إلى استمرار تنامي التأثير الشامل والاستراتيجي والعالمي للعلاقات الصينيةـالبرازيلية.

وقال شي إن الصين تنظر دائما إلى علاقاتها مع البرازيل وتطورها من منظور استراتيجي وطويل الأجل، وتعُد هذه العلاقات أولوية عليا في أجندتها الدبلوماسية.

وأشار إلى أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ30 لتأسيس الشراكة الاستراتيجية بين الصين والبرازيل، وأن البلدين سيحتفلان بالذكرى الـ50 لتأسيس علاقاتهما الدبلوماسية العام المقبل.

وذكر أن "الصين تعمل الآن على تعزيز التنمية عالية الجودة والانفتاح عالي المستوى، ودفع تجديد الشباب الوطني للأمة الصينية على جميع الجبهات من خلال مسار تحديث صيني النمط. وهذا سيفتح فرصا جديدة للبرازيل وبلدان العالم كافة".

ودعا شي الجانبين إلى الحفاظ على اتصالات استراتيجية منتظمة وزيادة تبادل الخبرات بشأن الحوكمة الوطنية. وقال إن الجانبين يحتاجان إلى التمسك برؤية كل منهما الآخر مصدرا لفرص إنمائية مهمة، وإلى دعم مسار التنمية الذي يلائم الواقع الوطني لكل منهما، ودعم التضامن والتعاون الأقوى بين البلدان النامية.

وقال إن الجانبين بحاجة إلى تعميق التعاون، ودفع مشاريع التعاون الكبرى بشكل مطرد، وإطلاق المزيد من إمكانات التعاون في مجالات الزراعة والطاقة والبنية التحتية والفضاء والطيران والابتكار وما إلى ذلك، مضيفا أن الجانبين بحاجة إلى استكشاف سبل تعزيز التعاون بشكل أقوى بشأن الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة وما إلى ذلك.

وأوضح أن "الصين ترحب بمزيد من المنتجات عالية الجودة من البرازيل لدخول سوقها. وستستكشف الصين بنشاط سبل تحقيق المزيد من التضافر بين مبادرة الحزام والطريق الصينية واستراتيجية إعادة التصنيع البرازيلية"، مضيفا أن الجانبين بحاجة إلى الاستفادة من الذكرى الـ50 لتأسيس علاقاتهما الدبلوماسية التي ستحل العام المقبل في إجراء المزيد من التبادلات الشعبية، وحشد دعم شعبي أقوى للصداقة الصينية-البرازيلية.

وقال لولا "إن الصين قوة لا غنى عنها في السياسة والاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا على الصعيد العالمي، وتلعب دورا حيويا في تعزيز السلام والتنمية في العالم. وتلتزم البرازيل ببناء علاقات أوثق مع الصين من منظور استراتيجي لتشكيل نظام دولي عادل ومنصف"، مضيفا أن الهيئة التشريعية البرازيلية والمجتمع البرازيلي يشتركان في الرغبة القوية في بناء علاقات قوية ومتعددة الأوجه مع الصين.

وفي معرض إشارته إلى زيارته الرائعة إلى شركة ((هواوي)) حيث التقى بممثلي الأعمال الصينيين، أعرب لولا عن إعجابه العميق بتقدم الصين في مجال شبكات الجيل الخامس وعن أمله في توسيع التعاون بين البرازيل والصين في المجالات ذات الصلة. ورحب بالاستثمارات الصينية في دعم التحول الرقمي والتنمية منخفضة الكربون في البرازيل.

وأعرب لولا عن اعتقاده بأن تعميق وتعظيم التعاون مع الصين سوف يسهمان في عملية إعادة التصنيع في البرازيل، ويساعدان في معالجة الفقر والقضايا الأخرى، ويعودان بالفوائد على الشعب. وأكد أن البرازيل على استعداد لتطوير تبادلات وتعاون أوثق مع الصين في التعليم والثقافة، لتعزيز التفاهم المتبادل بين شعبيهما.

وعقب المحادثات، شهد الرئيسان التوقيع على مختلف وثائق التعاون الثنائي في مجالات التجارة والاستثمار، والاقتصاد الرقمي، والابتكار العلمي والتكنولوجي، والمعلومات والاتصالات، والحد من الفقر، والحجر الصحي، والفضاء، ومجالات أخرى.

وأصدر الجانبان بيانا مشتركا بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية البرازيل الاتحادية بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

ــ الشراكة تتعدى المستوى الثنائي

وتعهد شي بدعم الصين القوي لبلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي من أجل تعزيز الزخم السليم للسلام والاستقرار والاستقلال والتضامن والتنمية، وتعزيز التكامل الإقليمي، ولعب دور أكبر في الشؤون الدولية. وأكد أن الصين ستعمل مع البرازيل لضمان استمرار نجاح منتدى الصين ومجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، والارتقاء بالتعاون بين الصين ودول منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي إلى مستوى جديد، وتحقيق التنمية المشتركة.

وذكر شي أن الصين ستعمل مع البرازيل لتعزيز التعاون مع السوق المشتركة الجنوبية (ميركوسور) واتحاد دول أمريكا الجنوبية (يوناسور). وقال إنه في مواجهة التغيرات الشديدة التي لم يشهدها العالم منذ قرن من الزمان، فإن الصين والبرازيل عازمتان على الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ، وممارسة التعددية الحقيقية، والدفاع عن القيم المشتركة للإنسانية، والعمل من أجل نظام حوكمة دولية أكثر عدلا وإنصافا، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية والعدالة والإنصاف الدوليين على نحو حقيقي، وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وأضاف أن الصين ستعزز التنسيق الاستراتيجي مع البرازيل بشأن القضايا العالمية محل الاهتمام المشترك في الأمم المتحدة ومجموعة بريكس ومجموعة العشرين والمؤسسات متعددة الأطراف الأخرى، وستعزز التنسيق بشأن الاستجابة لتغير المناخ.

وقال لولا إن البرازيل والصين تشتركان في وجهات نظر ومصالح حول العديد من القضايا الدولية المهمة. وأوضح أن الجانبين يدعمان التعددية والإنصاف والعدالة على الصعيد الدولي، مؤكدا أن البرازيل على استعداد للعمل مع الصين لتعزيز التنسيق الاستراتيجي في مجموعة العشرين ومجموعة ((بريكس)) والمؤسسات متعددة الأطراف الأخرى، وتعزيز التنسيق والتعاون في التمويل الدولي والاستجابة للمناخ وحماية البيئة، والمساهمة في جهود البلدان النامية للتخلص من القواعد غير النزيهة وتحقيق تنمية أكثر عدلا وتوازنا. وأعرب لولا عن ثقته الكاملة في أن العلاقات البرازيلية-الصينية ستنعم بمستقبل أكثر إشراقا.

كما تبادل الرئيسان وجهات النظر بشأن الأزمة الأوكرانية. واتفق الجانبان على أن الحوار والتفاوض هو السبيل المجدي الوحيد لتسوية الأزمة، ويجب تشجيع ودعم كل الجهود التي تفضي إلى الحل السلمي للأزمة. وناشدا المزيد من البلدان لعبَ دور بناء من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية. واتفق الرئيسان على البقاء على اتصال بشأن هذه القضية.

قبل المحادثات، أقام شي مراسم ترحيب للرئيس لولا في الميدان خارج المدخل الشرقي لقاعة الشعب الكبرى.

عندما وصل لولا، اصطف حرس الشرف لتقديم التحية. وصعد الرئيسان إلى منصة استعراض، وبعد ذلك عزفت فرقة عسكرية النشيدين الوطنيين للصين والبرازيل، وتم إطلاق 21 طلقة للتحية في ميدان تيان آن من. ثم استعرض الرئيس لولا برفقة الرئيس شي حرس الشرف لجيش التحرير الشعبي، وشاهدا موكب حرس الشرف.

كما حضرت مراسم الترحيب السيدة بنغ لي يوان عقيلة الرئيس شي، والسيدة روزانجيلا لولا دا سيلفا عقيلة الرئيس لولا.

أقام شي وبنغ مأدبة ترحيب للرئيس لولا وعقيلته في القاعة الذهبية بقاعة الشعب الكبرى في المساء.

شارك وانغ يي وتشين قانغ في هذه الفعاليات.

صور ساخنة