القاهرة 11 أبريل 2023 (شينخوا) كان العشرات من المتطوعين في "مطبخ الرحمن" مشغولين بالطهي والتعبئة وإعداد الآلاف من وجبات الإفطار التي يوزعها المطبخ الخيري مجانا يوميا في أنحاء العاصمة المصرية القاهرة خلال شهر رمضان.
ويصوم المسلمون خلال الشهر الكريم من الفجر حتى غروب الشمس دون أن يأكلوا أو يشربوا أي شيء، ويقدم مطبخ الرحمن وجبات الإفطار المجانية لغير القادرين في أكثر من 30 منطقة بالقاهرة.
وبدأ محمد جمال بسيوني، وهو مهندس وصاحب شركة مقاولات، فكرة المطبخ الخيري منذ سبع سنوات، وقال إن تجهيز هذا العدد الكبير من الوجبات يوميا يعد "تحديا" لكنه يستحق كل الجهد عندما يكون الدافع هو عمل الخير وحب الآخرين.
وأضاف بسيوني، الذي يلقبه أصدقاؤه بـ "جيمي"، أن "كل يوم يمثل تحديا، فالمطبخ يجهز حوالي سبعة آلاف وجبة يوميا بتكلفة حوالي 350 ألف جنيه مصري، لكننا ننجح في ذلك".
وأوضح أنه وأصدقاءه يتبرعون ويشجعون الآخرين على التبرع في العمل الخيري، مشيرا إلى أن بعض المتبرعين يقدمون مكونات الوجبات والبعض الآخر يتبرع بالمال.
وقال جيمي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "أكثر من 300 أو 400 شخص يعملون في المطبخ كل يوم، وجميعهم متطوعون، بينما يتقاضى فقط 17 طاهيا أجرا، إلا أن أجرهم أقل من الجهد الذي يبذلونه، حيث يعملون يوميا على مدار الساعة".
ويمتليء المطبخ بأواني الطهي الكبيرة وصواني الدجاج المشوي أو اللحم البقري الذي يتم تعبئته لاحقا مع الخضار المطبوخ والأرز أو المعكرونة، ثم يتم تحميل علب الوجبات في سيارات للتوزيع.
ورغم ارتفاع معدلات التضخم والأسعار في مصر، إلا أن مطبخ الرحمن لم يخفض عدد وجبات الإفطار اليومية، بحسب أحمد سمير منصور، صاحب شركة كيماويات، وأحد المسؤولين عن المشتريات وجمع التبرعات للمطبخ.
وقال منصور إنه "وسط ارتفاع الأسعار، فإن عدد وجباتنا اليومية لم يقل بل بالعكس يفوق عدد الوجبات في العام الماضي".
وأضاف "أحث الجميع على القيام بمثل هذه الأعمال الخيرية، فإن عمل الخير هو أفضل شيء يمكن للإنسان أن يفعله".
ويعمل المتطوعون طوال اليوم تقريبا ليتمكنوا من توصيل وجبات الطعام للصائمين قبل الغروب، حتى أن بعض المتطوعين يأخذون إجازة من العمل خلال شهر رمضان للمشاركة في المطبخ الخيري.
وتتطوع مرام النادي، وهي مصممة جرافيك، في مطبخ الرحمن منذ خمس سنوات على الأقل، وقالت إن أسرتها وأصدقاءها أحبوا الفكرة ومنهم من يأتي للمشاركة والمساعدة ومنهم من يتبرع بالمال.
وقالت الشابة المصرية، "إن والدتي جاءت (إلى المطبخ) من قبل وانبهرت بالفكرة والتنظيم وجودة الطعام وكل شيء، ويتصل بي أصدقائي كل يوم لتأكيد موعد الحضور للمساعدة".
من جانبه قال المتطوع يحيى أيمن، وهو أخصائي مشتريات، لـ ((شينخوا))، إن "المطبخ يتطور عاما بعد عام، فكنا في السابق نجهز عدد أقل من الوجبات، لكن هذا العام وصلنا إلى سبعة أو ثمانية آلاف وجبة يوميا".
وأشار أيمن إلى أن القائمين على مطبخ الرحمن يمنحون المتطوعين "طاقة إيجابية قوية جدا".
ويأتي بعض الأطفال مع ذويهم للمشاركة في أعمال المطبخ الخيري والمساعدة في تعبئة علب الوجبات.
وقالت حبيبة شوقي، طالبة في المرحلة الإعدادية تبلغ من العمر 13 عاما، "أشعر بسعادة هنا، فالجو العام جميل والوقت يمر بسرعة والعمل ممتع جدا حتى أننا لا نشعر بالتعب رغم أننا صائمون".
وأضافت المتطوعة الصغيرة، "أنا وأصدقائي نرتب لجمع الكثير من المتطوعين من المدرسة للعمل معا هنا".