الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

تحقيق إخباري: يأتون ويبقون ــ قصص الأطباء الصينيين في الجزائر (2)

/مصدر: شينخوا/   2023:04:06.09:49
تحقيق إخباري: يأتون ويبقون ــ قصص الأطباء الصينيين في الجزائر
حبيش بوعبد الله، مدير مستشفى عين الدفلى العام

الجزائر 5 إبريل 2023 (شينخوا) كانت بويسيدان فضيلة، 44 عاما، في حالة من اليأس قبل أن تلتقي الطبيبة الصينية لي هونغ لينغ التي كانت في مهمة إغاثة في إحدى المستشفيات العامة في ولاية عين الدفلى شمالي الجزائر.

بعد أن رفضت عدة مستشفيات عامة تعج بالمرضى استقبالها لتلقي العلاج، نما الورم الليفي الرحمي عند فضيلة بحجم 22 سم × 20 سم. ولم تكن المستشفيات الخاصة خيارًا متاحًا للمرأة غير المتزوجة والعاطلة عن العمل، والتي كانت تعيش على إعانات ضئيلة يقدمها شقيقاها.

وقالت فضيلة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الطبيبة لي هي التي أنقذت حياتي"، في إشارة إلى الاستئصال الناجح للورم الذي أجرته لي في عملية جراحية في ديسمبر 2022. لقد استغلت لي وقت راحتها لإجراء العملية بسبب حالة فضيلة الطارئة.

تعد فضيلة واحدة من كثيرين من المرضى الجزائريين الذين قبلتهم لي بعد أن رفضتهم المستشفيات العامة المحلية. عادة ما تعمل الطبيبة في أوقات راحتها لعلاج هؤلاء المرضى الذين هم بحاجة عاجلة للمساعدة، وقد أصبحت لي مشهورة جدًا بين زملائها الجزائريين في عين الدفلى.

والطبيبة لي، 43 عامًا، عضو في الفريق الطبي الصيني الـ27 الذي أرسل للعمل في ثماني ولايات جزائرية في عام 2021.

يوافق هذا العام الذكرى الـ60 لإرسال الصين أول فريق طبي لها إلى الجزائر في 6 أبريل 1963. حتى الآن، تم إرسال أكثر من 3500 من الأفراد الطبيين الصينيين، معظمهم من أطباء التوليد والوخز بالإبر، إلى الجزائر لتقديم خدمات طبية مجانية.

وليس من السهل مطلقا على الأطباء الصينيين الاستقرار في بلد بعيد عن وطنهم، ناهيك عن أن المستشفيات التي تم تكليفهم بالعمل فيها عادة ما تكون في أماكن نائية ذات ظروف سيئة. ومع ذلك، اختار بعض الأطباء الصينيين البقاء بعد فترة السنتين المقررة لهم من أجل علاج أكبر عدد ممكن من المرضى.

بالنسبة إلى الطبيبة لي، هذه هي فترتها الثانية في الجزائر، حيث أنهت بالفعل فترة عملها الأولى بمدة عامين في عام 2019.

وقالت لي، التي شعرت بصعوبة لترك ابنها البالغ من العمر 11 عاما عندما قررت العودة إلى الجزائر مع الفريق الـ27 في عام 2021، "لقد بكيت لمدة أسبوع بعد اتخاذ القرار".

وقالت "إنني الطبيبة الوحيدة الذي تجري جراحات أمراض النساء في هذا المستشفى. وأشعر بأن المكان بحاجة ماسة لوجودي به".

عمل تو دا تشون، النائب السابق لمدير مستشفى محلي في جينغتشو بمقاطعة هوبي وسط الصين، في الجزائر لفترة أطول بكثير من زملائه، حيث مكث 12 عامًا على مدار ست فترات عمل.

يعمل تو، 60 عامًا، بصفته جراح عظام في مستشفى عين الدفلى العام. وقال إن العمل في الجزائر "تجربة لا تُنسى" في حياته رغم عبء العمل الثقيل.

وقال تو، الذي يتواصل بطلاقة مع زملائه والمرضى الجزائريين بلغة فرنسية تعلمها في أثناء إقامته في الجزائر، "لقد حظيت بالاحترام والثقة والعناية من قبل زملائي والمرضى الجزائريين".

وقال إنه "تأثر بعمق" بالعناية التي تلقاها ذات يوم في العيادة الخارجية والحماية التي حصل عليها يومها، عندما بدأت مجموعتان من المرضى والأقارب فجأة شجارا كبيرا. لقد أحاط به الأطباء والممرضات وحراس الأمن الجزائريون، وحتى بعض المرضى، في مكان الحادث على الفور لحمايته والحفاظ على سلامته.

عاد بعض المرضى الذين عالجهم تو للتعبير عن امتنانهم له، من خلال تقديم وجبات خفيفة منزلية الصنع. وقال تو ضاحكا "أحبهم، ولد الجزائريون ليكونوا مرتاحي البال ومتفائلين ولطفاء وودودين. أحيانًا أشعر بأنني أصبحت جزائريًا بعد كل هذه السنوات".

مع فترة البقاء الطويلة للأطباء الصينيين في الجزائر، اكتسب العلاج الطبي الصيني التقليدي شهرة تدريجياً هناك.

جاءت يانغ يي، 56 عامًا، إلى الجزائر في عام 2021 مع شقيقتها الصغرى، التي كانت في مهمتها الثانية بعد أن عملت كعضو في الدفعة الـ24. وقد تأثرت بقبول المرضى الجزائرين الواسع للعلاج الطبي الصيني التقليدي، منها الوخز بالإبر.

تعالج يانغ يوميًا نحو 20 مريضًا، يعاني معظمهم من آلام في الرقبة أو الكتف أو الخاصرة، بالإضافة إلى التهاب المفاصل، والتهاب النخاع، والتهاب الأوتار، ومرض القرص القطني.

شعرت يانغ بسعادة غامرة عند تذكر العلاج الناجح لمريضة مصابة بالتهاب النخاع، كانت مشلولة ولم تستطع سوى تحريك رأسها ورقبتها. بعد شهرين من العلاج بالوخز بالإبر العام الماضي، كانت المريضة قادرة على الوقوف وحتى الرقص ليانغ للتعبير عن امتنانها.

فعلى مدى الـ60 عاما الماضية، عالج الأطباء الصينيون نحو 27.37 مليون مريض جزائري وأجروا أكثر من 1.7 مليون عملية جراحية، مجانا. لقد نال تفانيهم ومسؤوليتهم وعنايتهم وعملهم الجاد الإشادة من المرضى وزملائهم الجزائريين أيضا.

وأعرب حبيش بوعبد الله، مدير مستشفى عين الدفلى العام، عن امتنانه للطاقم الطبي الصيني.

وقال "لقد ترك الفريق الصيني انطباعًا جيدًا ليس فقط في عين الدفلى ولكن أيضا في أماكن أخرى في جميع أنحاء البلاد. كانوا دائمًا موجودين كلما احتجنا إلى خدماتهم الطبية، ليلاً ونهارًا".

وقال بوعبد الله إن "الشراكة بين الصين والجزائر ممتازة وهي تنمو كل يوم"، مضيفا أنه يتطلع إلى زيادة تعزيز التعاون الطبي وتبادل الزيارات بين الصين والجزائر مستقبلا.

صور ساخنة