الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

مقالة : الفلسطينيون يستعدون لاستقبال شهر رمضان وسط آمال باستعادة الهدوء في قطاع غزة والضفة الغرب (2)

/مصدر: شينخوا/   2023:03:23.09:53
مقالة : الفلسطينيون يستعدون لاستقبال شهر رمضان وسط آمال باستعادة الهدوء في قطاع غزة والضفة الغرب

غزة / رام الله 22 مارس 2023 (شينخوا) يستعد الفلسطينيون لاستقبال شهر رمضان المبارك المقرر أن يبدأ يوم غد (الخميس) وسط آمال باستعادة الهدوء في قطاع غزة والضفة الغربية في ظل حالة التوتر مع إسرائيل.

ودأب سكان قطاع غزة البالغ عدده أكثر من مليوني نسمة على مدار الأيام الماضية بتزيين منازلهم والأزقة الضيقة المحيطة بها والشوارع الرئيسة والمحلات التجارية بأضواء وفوانيس ملونة لاستقبال الشهر الكريم.

ورنا أحمد (28 عاما) وهي أم لثلاثة أطفال من سكان مدينة غزة واحدة من النساء اللواتي أمضين أياما عديدة في شراء الزينة الملونة والفوانيس والمواد الغذائية قبل حلول شهر رمضان في محاولة لخلق أجواء جميلة لأفراد عائلتها.

وتقول رنا بينما كانت تتجول في أزقة سوق الزاوية الأثري وسط المدينة "حرُم سكان القطاع لسنوات عديدة من مثل هذه الأجواء الاحتفالية بشهر رمضان بسبب الحروب المتكررة مع إسرائيل والواقع الاقتصادي المرير".

وتضيف رنا التي كانت تشكو لسنوات طويلة من سوء حالتها الاقتصادية إن "عائلتي عاشت الأعوام الماضية ظروفا سيئة ولم يكن باستطاعتي التحضير لاستقبال رمضان لأن زوجي كان عاطلا عن العمل".

وتتابع السيدة بينما بدت ميسورة الحال أن ظروفها الاقتصادية تحسنت بعد أن حصل زوجها على فرصة عمل داخل إسرائيل قبل عدة أشهر مما سمح لها بتوفير الأموال لشراء احتياجات شهر رمضان.

وسمحت السلطات الإسرائيلية في العام 2019 للمرة الأولى لسكان القطاع بتقديم طلبات عمل في إسرائيل وبلغ مجموع التصاريح التي منحتها إياهم منذ ذلك الوقت أكثر من 15 ألف تصريح ما يعود بالنفع الاقتصادي على القطاع.

وتفرض إسرائيل منذ العام 2007 حصارا مشددا على القطاع الساحلي، بعد أن استولت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقوة، ومنذ ذلك الحين تدهور الوضع الاقتصادي في القطاع حيث يعيش سكانه في ظروف معيشية صعبة.

وتعتقد رنا التي تأمل أن يمر شهر رمضان بهدوء وطمأنينة وأن السلام والتفاهمات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل قد أتاحت للعائلات في القطاع الاحتفال بشهر رمضان وفقا لتقاليدهم.

وشهد باحة الأقصى في إبريل من العام الماضي تزامنا مع شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي صدامات عنيفة بين مصلين فلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية على خلفية زيارة اليهود إلى المسجد ما أسفر عن إصابة عشرات المصلين الفلسطينيين، قابله تهديد من الفصائل الفلسطينية المسلحة "بعدم الصمت".

وفي مايو 2021، شهدت مدينة القدس خلال شهر رمضان توترات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية على خلفية إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها لصالح جمعيات يهودية، أسفرت عن حدوث توتر عسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة استمر لمدة 11 يوما ووصف بأنه "الأعنف" منذ العام 2014.

ورغم ذلك بدت السعادة ظاهرة على وجه محمد جرادة صاحب محل ألعاب أطفال وفوانيس بأحجامها المختلفة وسط سوق الزاوية بعد تمكنه من بيع معظم بضاعته قبل حلول شهر رمضان.

ويقول بينما يتوسط أحبال مضيئة تسر الناظرين قبالة محله الضيق لـ((شينخوا)) إن الأعوام الماضية عمل التجار جاهدين لبيع بضاعتهم المتراكمة في المخازن بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية، لكن هذا العام الأمر يبدو مختلف.

ويأمل جرادة أن تتوقف جميع الأعمال العسكرية بين قطاع غزة وإسرائيل حتى يتمكن السكان المحليون من العيش بسلام وأمان في شهر رمضان الفضيل وباقي أشهر العام.

في المقابل، بدت الأجواء في مخيمات وبلدات وقرى ومدن الضفة الغربية شبه حزينة حدادا على عشرات القتلى الفلسطينيين جراء تصاعد موجة التوتر مع الإسرائيليين منذ بداية العام الجاري.

وعلى إثر ذلك اكتفى وائل السعدي (45 عاما) المقيم في مدينة رام الله بشراء المواد الغذائية لأفراد عائلته استعدادا لاستقبال شهر رمضان دون الزينة المعتادة والفوانيس الملونة لأول مرة في حياته.

ويقول السعدي وهو أب لأربعة أطفال لـ((شينخوا)) "للأسف الحزن يسود جميع المناطق حيث فقدت العشرات من العائلات أقاربها الذين قتلوا أو اعتقلوا من القوات الإسرائيلية".

ويضيف السعدي أن الوضع في الضفة الغربية "سيء جدا جراء اقتحام القوات الإسرائيلية للمناطق وما يصاحبه من قتل للشبان ولذلك بالكاد يستطيع الإنسان الاحتفال بقدوم شهر رمضان تضامنا مع عائلات الضحايا".

وعلى مقربة منه ألقى سالم الرفاعي وهو بائع من رام الله، باللوم على الإجراءات والممارسات الإسرائيلية في تباطئ الأسواق للاستعداد لشهر رمضان، قائلا إن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة إلى استعادة "حياته الطبيعية ووقف التوترات العسكرية".

وتصاعدت حدة التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية ما أدى إلى مقتل 89 فلسطينيا برصاص إسرائيلي منذ بداية العام الجاري، مقابل مقتل 15 شخصا في إسرائيل نتيجة هجمات فلسطينية، بحسب إحصائيات رسمية فلسطينية وإسرائيلية.

صور ساخنة