21 مارس 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يعد النقل الجوي للحيوانات الحية الكبيرة من بلد لآخر من أحد أصعب الأعمال في مجال الخدمات اللوجستية الخاصة ومؤشرا مهما لقياس القدرة التنافسية للمؤسسة اللوجستية. ولفترة طويلة من الزمن لم يكن هناك سوى عدد قليل من شركات الخدمات اللوجستية متعددة الجنسيات التي تتكفل بهذا النوع من المهام. لقد عادت الباندا العملاقة شيانغ شيانغ مؤخرا من اليابان إلى أرض الوطن على متن خطوط شركة شونفنغ، وبذلك تمكنت هذه الشركة من تحقيق قفزة كبيرة في مجال صناعة الخدمات اللوجستية السريعة في الصين، مما يعني أيضا أن قدرة الخدمات والمستوى العام لهذه الصناعة قد وصلا إلى مستوى جديد.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها إحدى شركات البريد السريع في الصين بعمل مدهش في هذا المجال. ففي أغسطس من العام الماضي تم رسميا إغلاق مطار تشينغداو ليوتينغ الدولي، وافتتاح مطار جياودونغ الدولي عوضا عنه، وقد قامت شركات البريد السريع بالتكفل بمهام النقل كلها، بداية من معدات طائرات عملاقة تتكون من 3 طوابق وصولا إلى عينات من الحشرات وزنها أقل من 1 جرام. وعلى سبيل المثال، تمكنت خطوط يوان تونغ (شركة واي تي أو YTO) من نقل أجزاء الطائرات بانتظام مثل محركات الطائرات ومعدات الهبوط والأجنحة، وبذلك صارت العقل المدبر لكبرى شركات الطيران في مجال صيانة معداتها.
صار لدى عامة المستهلكين العاديين في الصين انطباع واضح فيما يتعلق بهذا الأمر. إذ أن كل المواد التي كانت يصعب نقلها سابقا مثل بعض الفواكه والأحياء المائية وغيرها من المنتجات الزراعية من مختلف دول العالم صارت تصلهم بشكل سلسل للغاية الآن والفضل في ذلك يعود إلى شركات التوصيل السريع التي تحقق كفاءة عالية وتوصل هذه المنتجات إلى كافة المناطق بكلفة منخفضة.
مع تزايد القوة تزداد الفرص الجديدة. في الفترة الماضية مع تباطؤ معدل نمو هذه الصناعة، ازداد التنافس بين شركات التوصيل السريع فيما بينها واستعرت حرب التخفيضات لكسب حصة أكبر في السوق. في الوقت الحاضر تتمتع صناعة التوصيل السريع بقدرات كبيرة للغاية، لذلك قامت المزيد من شركات التصنيع بأخذ زمام المبادرة للتعاون معها. فقد تعاقدت شركة تشونغ تونغ (ZTO) مع شركة (فوتون ديملر Foton Daimler) للسيارات لتصبح مزودا لها في كل ما يتعلق بسلسلة توريد قطع الغيار. كما أصبحت شركة جي دي للوجستيات "مخطط" التخزين لمجموعة زي دبليو زي للمحامل، وهكذا تمر شركات التوصيل السريع بتحول شامل لتصبح من مزودي خدمات سلسلة التوريد، حيث تستكشف باستمرار نقاط نمو جديدة لها.
باعتبارها صناعة خدمات مهمة، فإن التطوير والنمو المستمر لصناعة التوصيل السريع لم يحسن من مستواها فحسب، بل جلبا أيضا العديد من الفوائد لتطوير الصناعات الأخرى والدورة الحميدة للعرض والطلب.
فيما يتعلق بناحية الإنتاج، فإن القدرات القوية لصناعة التسليم السريع تساعد شركات التصنيع على خفض تكاليف خدماتها اللوجستية وتكاليف التخزين وزيادة الكفاءة. في الوقت نفسه، باعتبارها واحدة من الصناعات القليلة التي تمكّنت من رقمنة العملية بأكملها، بدأت صناعة النقل السريع من الجانب اللوجستي لمساعدة مؤسسات التصنيع على الوصول إلى قواعد البيانات مثل المبيعات والمخزون، وتحقيق التحول الرقمي بشكل أفضل.
أما بالنسبة للمستهلكين، فقد أدى تحديث قدرات خدمات التوصيل السريع أيضا إلى خلق طلب جديد في السوق وقدم المساعدة لتوسيع الطلب المحلي. إذا أخذنا الزهور على سبيل المثال، فقد كان سعر التجزئة مرتفعا لفترة طويلة بسبب معدل الخسارة المرتفع ومدة الصلاحية القصيرة والنقل غير المريح. ومع الاختراقات التي حققتها شركات التوصيل السريع فيما يتعلق بالتعبئة والتغليف والنقل والجوانب الأخرى، فقد صار بالإمكان إيصال زهور مقاطعة يوننان مباشرة إلى المدن الرئيسية في جميع أنحاء البلاد في غضون 24 ساعة، مما يجعل التسوق عبر الإنترنت للزهور ممكنا، واستهلاكها في متناول اليد. ووفقا للبيانات فإنه من بداية عام 2015 إلى نهاية عام 2021، نما حجم سوق التجارة الإلكترونية للزهور في الصين بسرعة إلى ما يقرب من 90 مليار يوان.
إن صناعة التوصيل السريع مثل الجسر، أحد طرفيه متصل بجانب العرض والطرف الآخر بجانب المستهلك. كلما كان الجسر أوسع كان الطريق أكثر سلاسة، وكان عبوره أكثر سلاسة وأكثر كفاءة في مطابقة العرض والطلب. ونحن على ثقة تامة بأنه مع التحسين المستمر لقدرة الخدمات في صناعة التوصيل السريع في الصين، سيساعد تلك الصناعة التحويلية على خفض التكاليف وزيادة الكفاءة، وخلق الطلب وفقا لحاجيات العرض، ومساعدة الاقتصاد الوطني على تحقيق دائرة حميدة.