روابط ذات العلاقة
أجرى وفدا المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية حوارًا في بكين قبل أيام قليلة، استجابة لمبادرة الرئيس شي جين بينغ بشأن دعم الصين لتطوير العلاقات الودية وحسن الجوار بين البلدين. وأصدرت الصين والسعودية وإيران بيانًا مشتركًا أعلنت فيه أن البلدين اتفقا على إعادة العلاقات الدبلوماسية. ويعتبر نجاح الحوار السعودي الإيراني في بكين انتصارًا للسلام، وخبرا سارا مهما للعالم المضطرب الحالي، ويظهر تمامًا سحر دبلوماسية الدول الكبرى ذات الخصائص الصينية، ويتيح للمجتمع الدولي أن يكون لديه فهم أعمق لود وحسن نية الدبلوماسية الصينية.
تظهر الدبلوماسية الصينية الودية والقائمة على حسن النية في التخطيط الدبلوماسي الشامل والواسع، وتعزيز بناء نوع جديد من العلاقات الدولية. وبالاعتماد على علاقات الشراكات، تعزز الصين التنسيق والتفاعل الحميد بين الدول الكبرى، وتطور التعاون الودي مع دول العالم، وتشجيع إقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، بحيث تصبح دائرة الأصدقاء للصين أوسع، مع المزيد من الأصدقاء الجدد، وتعزيز العلاقات مع الأصدقاء القدامى. والصين لم تغزو ولم ترهب الآخرين في الماضي، ولا في المستقبل، ولن تسهى إلى الهيمنة. وستتخذ الصين حماية مصالحها الأساسية كمهمة لها، وتعارض بحزم جميع أشكال الهيمنة وسياسات القوة، وتعارض بحزم عقلية الحرب الباردة، ومواجهة المعسكرات، والاحتواء والقمع، وستدافع بحزم عن السيادة الوطنية والأمن ومصالح التنمية.
وتظهر الدبلوماسية الصينية الودية والقائمة على حسن النية في تنميتها المستمرة عالية الجودة لتعزيز التنمية المشتركة والازدهار في العالم. وفي الآونة الأخيرة، أصبح التحديث صيني النمط موضوعًا ساخنًا في المجتمع الدولي. ولقد أدى التحديث صيني النمط إلى حل العديد من المشكلات في تطور المجتمع البشري، وكسر أسطورة "التحديث = التغريب"، وخلق شكلاً جديدًا من الحضارة الإنسانية، وجلب التنوير المهم إلى البلدان في جميع أنحاء العالم، وخاصة البلدان النامية. والصين تأمل وتؤمن بأن المزيد من دول العالم تسير على طريق التحديث، الأمر الذي سيجعل حلم مجتمع مصير مشترك للبشرية حقيقة واقعة. وإن تنمية الصين تفيد العالم، ولا يمكن فصل تنمية الصين عن العالم. وفي ظل الخلفية الدولية للحمائية والأحادية المتزايدة، ستعمل الصين بحزم على تعزيز الانفتاح رفيع المستوى، والاستفادة الجيدة من السوق والموارد العالمية لتطوير نفسها، وتعزيز التنمية المشتركة للعالم.
كما تظهر الدبلوماسية الصينية الودية والقائمة على حسن النية في صيانتها الراسخة وممارستها للتعددية، وتعزيزها النشط لتحسين الحوكمة العالمية. ففي السنوات العشر من الحقبة الجديدة، طرح الرئيس شي جين بينغ على التوالي سلسلة من المبادرات والمقترحات الرئيسية، بما في ذلك بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك، والقيم المشتركة للبشرية جمعاء، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، جوهرها ترابط جميع دول العالم ومصير مشترك للبشرية، وضرورة الوحدة والتعاون الدوليين. وتؤكد الصين ضرورة أن تلتزم الحوكمة العالمية بالقانون وأن تتبع روح القانون الدولي المجسدة في ميثاق الأمم المتحدة. كما ينبغي أن تتمسك بالإنصاف والعدالة وتعارض الهيمنة والمصلحة الذاتية، وتلتزم بالتضامن والامتناع عن الانقسام والمواجهة. كما تعتقد الصين أن شعوب الدول النامية لها الحق في عيش حياة أفضل، وضرورة أن تتمتع الدول النامية بتمثيل وصوت أكبر في الشؤون العالمية. وتتخذ الصين التعددية كطريق، وتشجع على بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتعزز إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، وتعزيز تطوير الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدلاً ومعقولية، ويمكن أن تساهم بحكمة صينية وحلول صينية أكثر وأفضل لحل التحديات المشتركة التي تواجه البشرية.
وبقيادة دبلوماسية القادة، ستبذل الصين في هذا العام، قصارى جهدها لاستضافة أول قمة لرؤساء دول "الصين + خمس دول وسط آسيا"، ومنتدى قمة "الحزام والطريق" للتعاون الدولي الثالث، الذي سيستمر في إظهار الأسلوب الفريد للدبلوماسية الصينية. وسيكون عقد أول قمة "الصين + خمس دول في آسيا الوسطى" أحدث ممارسات الصين في تعزيز بناء مجتمع بين الصين وآسيا الوسطى أوثق مع مستقبل مشترك.
وقد مهدت السنوات العشر التي انقضت منذ اقتراح مبادرة "الحزام والطريق"، الطريق للتنمية المشتركة، تاركة "المعالم الوطنية" و "مشاريع معيشة الشعب" و "آثار التعاون" واحدة تلو الأخرى، مما أدى إلى استثمار ما يقرب من تريليون دولار أمريكي، وتشكيل أكثر من 3000 مشروع تعاون، وتوفير 420 ألف وظيفة شاغرة في البلدان الواقعة على طول الطريق، وانتشال ما يقرب من 40 مليون شخص من الفقر، وحسن بشكل كبير سبل عيش ورفاهية الناس في البلدان المشتركة البناء. وفي الوقت الذي تواجه فيه التنمية العالمية تحديات خطيرة، فإن استضافة الصين لمنتدى قمة "الحزام والطريق" للتعاون الدولي الثالث لتعزيز التنمية عالية الجودة للبناء المشترك لـ "الحزام والطريق" سيضخ زخما جديدا في بناء مجتمع إنمائي عالمي.
وفي الرحلة الجديدة، ستنتهج الصين بحزم سياسة خارجية سلمية مستقلة، وتلتزم باستراتيجية الانفتاح ذات المنفعة المتبادلة والمربحة للجانبين، وستظل دائمًا منشئ السلام العالمي، ومساهمة في التنمية العالمية، ومدافعة عن النظام الدولي، وتستمر في كتابة فصول جديدة من دبلوماسية دولة كبرى ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.