روابط ذات العلاقة
2 مارس 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ مع حلول فصل الربيع، يستقبل مربو الإبل في هضبة ألكسا بمنغوليا الداخلية موسم تكاثر الإبل. وفيما ينهمك المربون في الإستعداد لهذا الموسم، تبدو عائلة الفلاح تومين باتيل مختلفة عن البقية.
يملك تومين باتيل مايزيد عن 100 رأس من الإبل ثنائية السنام، ترعى على مايزيد عن 60 ألف مو (40 كيلومترًا مربعًا) من المراعي الصحراوية. لكن تومين يقطن على بعد أكثر من 100 كيلومتر من المرعى الذي لايزوره إلا في نهاية الأسبوع. "لقد قمت بتركيب أكثر من عشرة أجهزة تعقب لقطيع الإبل. ويمكنني مراقبة الإبل على الهاتف المحمول وأنا في مكتبي." يقول تومين.
بالنسبة للرعاة، يعد البحث عن الإبل الشاردة عملا شاقا وطويلا. ولذلك قام تومين قبل 4 أعوام بتركيب أجهزة تتبع للإبل.
عادة يقوم تومين بتركيب أجهزة التتبع على أجسام الإبل التي تقود القطيع. لكن مع حلول موسم التكاثر، قام تومين بنقل بعض أجهزة التتبع إلى النوق العشار.
"أثناء الرعي تتحرّك الإبل على مسافة تتراوح بين 30 إلى 100 كيلومتر، ويقضي الرعاة أحيانًا عدة أشهر أو حتى أكثر من عام للعثور على الإبل الشاردة. أما الآن ، وبفضل معدات الرعي الذكية، بات بإمكان الرعاة العثور على مكان الإبل التائهة بسهولة." يقول أومينخه، الباحث في قاعدة تحسين الثروة الحيوانية المحلية، ومخترع جهاز التتبع الذكي للإبل. ويضيف أومينخه، الذي سيتقاعد نهاية العام الحالي، بأن جهاز التتبع الذكي يمكنه أن يساعد الرعاة على تقصير وقت الرعي بـ 50 % على الأقل سنويا. كما تقلل كلفة الرعي سنويا بـ 5 آلاف يوان على الأقل.
إلى جانب تومين، هناك مايزيد عن 500 مربي ماشية في ألكسا يستعملون أكثر من 2000 جهاز تتبع ذكي، لرعي مايتراوح بين 20 ألف و30 ألف رأس إبل. وبالإضافة إلى جهاز التتبع الذكي، قام أومينخه أيضا بتطوير نظام الشرب الذكي وتكنولوجيا التجسير. وقد تم تصنيف نظام الرعي الذكي في صحراء منغوليا الداخلية، ضمن النماذج المتميزة للزراعة الذكية في الصين خلال عام 2022.
ولتحقيق مستوى عال من الفاعلة في تطبيق أجهزة التتبع الذكي على الرعي في الصحراء، يقوم أومينخه الذي يعرف المكان جيّدا، برسم التصميم ووضع الشروط، ثم يكلّف إحدى شركات التكنولوجيا بتطوير الأجهزة.
تتميز ألكسا بتضاريس قاسية وصعبة، وهي من بين أكثر المناطق التي تعاني شحّ المياه في الصين. كما تشكل المساحة الصالحة للإنتاج البشري والمعيشة 6٪ فقط من المساحة الإجمالية. وتعدّ موطن الإبل في الصين، حيث يمكن للمساحات الشاسهة توفير المراعي الكافية لآلاف الرؤوس من الإبل وتلبية الاحتياجات الفيزيولوجية للماشية وحماية توازن النظام البيئي. لكن في ذات الوقت، يصعب تزويد منازل الرعاة في داخل الصحراء بالكهرباء والاتصالات والطرق.
في هذا الصدد، قال جيري جيلي، وهو راع يعيش في أعماق صحراء بادين جاران، إن المراعي في السابق لم تكن تتوفر على إشارات إنترنت أو هواتف محمولة، وأن الرعاة دائما ماكانوا في عزلة مع العالم الخارجي، ولايمكنهم التواصل بينهم إلا من خلال أجهزة اللاسلكي. لكن في عام 2019، تم توصيل كابل بصري 4G على بعد 80 كيلومترًا، وهو ماجلب الأمل للرعاة.
وفي عام 2020 ، تم وصل منزل الراعي جيري جيلي بالإنترنت. مما أحدث تغييرا عميقا في حياة أسرته.
ويقول أومينخه، أن الإنترنت قد أنهت حياة العزلة التي كان يعيشها الرعاة منذ وقت طويل. حيث بات بإمكانهم الآن الاتصال بإشارات الواي فاي على بعد 100 كيلومتر. وبدخول الإنترنت إلى الصحراء، أصبح الرعاة بإمكانهم الإستعاة بالأجهزة الذكية لتتبع قطعان الإبل.
ويُذكر أن تجربة الرعي الذكي قد تم نسخها في عدة مناطق صحراوية أخرى في الصين، على غرار هولونبوير وباينور وتشينغهاي وقانسو.