منقذ صيني يكتب: زلزال تركيا جعلني أشعر بقيمة المساعدة والحب المتبادل بين الشعوب

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2023:02:15.10:33

بقلم: خه جيون، مؤسس فريق الإنقاذ الصيني "رامونيون" (قونغ يانغ)

نشرت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية في 13 فبراير الجاري، معدات الحفر على نطاق واسع في المناطق المنكوبة بالزلزال الذي ضرب البلد في 6 فبراير الجاري. وقد رأى مركز تنسيق عمليات الإنقاذ التابع لفريق قونغ يانغ الصيني للإنقاذ بحلول هذا التاريخ، بأننا أكملنا مهمة الإنقاذ المقررة ويمكننا العودة. وفي الصباح الباكر من يوم 15 فبراير، سيعود جميع الأعضاء إلى عائلاتهم في الصين.

قبل 6 أيام(8 فبراير) كنا قد وصلنا إلى مطار إسطنبول، وقد كان الجميع يرمقوننا بنظرات ملؤها الاحترام، على أمل أن نسرع نحو المنطقة المنكوبة، وكان البعض مستعدون ليتخلوا لنا عن رحلاتهم الجوية، من أجل إنقاذ أكثر عدد ممكن من الناجين. لكن عمليات الإنقاذ ليست بسيطة، فهي تعتمد على العلم واحترام الحقائق والسلوك العقلاني والصارم وتعاون أعضاء الفريق. وفي موقع الإنقاذ، غالبا ما تكون هناك حاجة إلى الكثير من أعمال البحث، لتقييم هيكل المبنى بالكامل والسلامة قبل الهدم.

ومن الأشياء التي لن أنساها طوال حياتي خلال هذه التجربة، هي ملامح ذلك الطفل المرتعب، الذي أخرجناه من تحت الأنقاض يوم 9 فبراير. فبعد أكثر من ثلاث ساعات من أعمال البحث ورفع الأنقاض، تأكدنا بأن الهدف الذي نعمل على إنقاذه لا يزال حيا. وهي عائلة مكونة من خمسة أفراد. وعندما أخرجنا الأم التي كانت آخر الناجين من هذه العائلة، أشارت بإبهامها إلينا لتشكرنا، لأنها كانت عاجزة عن الكلام. فيما شعر الفريق بسعادة غامرة، وأمطروا المكان بموجة مدوية من التصفيق.

وإلى غاية مساء يوم 12 فبراير، قام فريقنا بتمشيط 178 مبنى منهارا في أربع مدن بمقاطعة هاتاي التركية. وتمكن من إخراج 24 ضحية من تحت الأنقاض، بينها 9 ناجين.

لقد شعرت خلال تجربتي في الإنقاذ بتركيا، كم العالم بحاجة إلى المساعدة والحب المتبادلين. وهذه الرحلة إلى تركيا ساعدتني في التعرف على هذا البلد الغريب بالنسبة لي. وخلال عملي مع الأطقم المحلية والمواطنين الأتراك، تأثرت بشدة بتواضع وأخلاق السكان المحليين ولطفهم وحزمهم. ووجدت بأنه حتى أثناء عمليات الإنقاذ، يجب مراعاة ثقافة وتقاليد الآخرين، جنبا إلى جنب مع اتباع المعايير المهنية والعلمية للإنقاذ.

أكملنا مهمتنا الإنسانية في تركيا، وأعتقد بأن فريق قونغ يانغ للإنقاذ قد عمل باحترافية ومهنية ولم يدخر جهدا في إنقاذ الأرواح. ونأمل أن نكون قد نجحنا في مساعدة أصدقائنا الأتراك، ونقلنا من خلال مساعدتنا لهم مشاعر التضامن الواسعة لدى الصينيين.