20 ديسمبر 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ مساء يوم 15 ديسمبر ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة عبر رابط الفيديو وذلك خلال مراسم افتتاح الجزء رفيع المستوى من المرحلة الثانية للاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي (كوب15)، المقام في مونتريال بكندا.وقد شدد على الحاجة إلى بناء توافق عالمي في الآراء بشأن تعزيز التنمية الخضراء والحفاظ على نظام عالمي عادل ومعقول من أجل حفظ التنوع البيولوجي مما سيضخ زخما هامّا في المفاوضات بشأن الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020 والتي دخلت مرحلة حاسمة.
يملأ التنوع البيولوجي الأرض بالحياة وهو أساس بقاء الإنسان وتنميته. في الوقت الحاضر، تقف البشرية على مفترق طرق لحماية التنوع البيولوجي وتحقيق التنمية المستدامة. وقد وجدت أحدث الأبحاث أن أكثر من مليون نوع من الحيوانات والنباتات مهددة حاليًا بالانقراض، كما انخفض عدد الحيوانات البرية الخاضعة للمراقبة منذ عام 1970 إلى 69٪، وأظهر الإصدار الخامس من تقرير التوقعات العالمية للتنوع البيولوجي أن الأهداف العشرين المحددة ضمن "أهداف آيتشي" للعشرية الثانية لهذا القرن لم يتحقق منها شيئا تقريبا. لكن يتوقع المجتمع الدولي عمومًا أن تصل المرحلة الثانية من كوب 15 إلى "الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020"، والذي سيحدد الأهداف ويوضح المسار للحفاظ على التنوع البيولوجي العالمي في المستقبل.
بصفتها رئيسة لكوب15، تعمل الصين على أداء واجباتها ومسؤولياتها بشكل كامل، وتقوم بالتواصل والتنسيق من زوايا وأبعاد ومستويات متعددة، وتعمل بنشاط على تعزيز عملية التشاور والتفاوض. في أكتوبر من العام الماضي ألقى الرئيس شي جين بينغ كلمة هامة عبر تقنية الفيديو خلال قمة القادة التي تم عقدها في كونمينغ حيث اقترح "تنسيق العلاقة بين الإنسان والطبيعة مسترشدًا ببناء الحضارة البيئية" ، و"دفع التنمية المستدامة العالمية المدفوعة بالتحول الأخضر"، و"تعزيز العدالة الاجتماعية التي تركز على رفاهية الناس" و"الحفاظ على نظام حوكمة دولي عادل ومعقول استنادًا إلى القانون الدولي" كما أعلن أيضا أن الصين ستأخذ زمام المبادرة في استثمار 1.5 مليار يوان لإنشاء صندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي لدعم الحفاظ على التنوع البيولوجي في البلدان النامية. وخلال هذه المرحلة واصلت الصين قيادة الشؤون الموضوعية والسياسية للمؤتمر، وروجت بنشاط لصياغة "إطار عالمي للتنوع البيولوجي لما بعد 2020" بشكل طموح ومتوازن عمليًا.
إن الصين واحدة من أغنى البلدان في التنوع البيولوجي في العالم وواحدة من أوائل الأطراف التي وقعت وصادقت على اتفاقية التنوع البيولوجي. وهي تعمل بنشاط على تعزيز بناء الحضارة الإيكولوجية والحفاظ على التنوع البيولوجي، وقد شرعت في طريق الحفاظ على هذا التنوع بخصائص صينية مما عزز بشكل فعال الثقة في الحفاظ على التنوع البيولوجي العالمي. هذا وتعتقد موريما الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي أنه بينما حققت الصين إنجازات كبيرة في الحفاظ على التنوع البيولوجي وبناء الحضارة الإيكولوجية، فقد حققت أيضًا إنجازات كبيرة في التنمية الاقتصادية وهذا يعطي درسا جيدا لجميع البلدان النامية.
إن الصين هي أكبر مساهم في الميزانية الأساسية لاتفاقية التنوع البيولوجي وبروتوكولاتها، وقد دعمت بقوة تشغيل وتنفيذ اتفاقية التنوع البيولوجي. وقد أكد الرئيس شي جين بينغ أن الصين ستواصل في المستقبل تعزيز بناء الحضارة الإيكولوجية وتخطيط التنمية من منظور التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، والاستجابة لخطة العمل العشرية للأمم المتحدة لاستعادة النظام الإيكولوجي، وتنفيذ عدد كبير من المشاريع الكبرى لحماية واستعادة التنوع البيولوجي وتعميق التعاون في مجال التبادلات الدولية ودعم إقامة المنتديات الدولية للتنوع البيولوجي والاعتماد على الرابطة الدولية الخضراء للحزام والطريق وإفساح المجال كاملاً لدور صندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي وتقديم الدعم والمساعدة للبلدان النامية في حدود قدراتها وتعزيز الإدارة العالمية للتنوع البيولوجي إلى مستوى جديد. وقد أشاد لامبرتيني المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة بالقيادة الطموحة والقابلة للتنفيذ التي تقوم بها الصين باعتبارها حاسمة لتحقيق "إطار عالمي للتنوع البيولوجي لما بعد 2020".
إن الأرض هي الموطن المشترك الوحيد للبشرية، وهي الرؤية المشتركة للمجتمع الدولي لتعزيز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة. لتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي العالمي، يحتاج المجتمع الدولي بشكل عاجل إلى الحفاظ على التعددية الحقيقية وممارستها، وتحويل الطموحات إلى أعمال واقعية. ستواصل الصين العمل يدا بيد مع المجتمع الدولي للترويج المشترك لصياغة "الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020" ، والترويج المشترك للتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، وبناء مجتمع يسعد بالعيش في عالم نظيف وجميل.