"المصنع النباتي" بقطر |
20 ديسمبر 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ نجح معهد الزراعة الحضرية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية بالتعاون مع قطر في "زراعة الخضروات في الصحراء". واستطاع هذا النوع من الزراعة توفير الخضروات أثناء فترة تنظيم كأس العالم في قطر، وجذب العديد من الأنظار.
وقال تسي تشيونغ، كبير العلماء في فريق الابتكار بمعهد الزراعة الحضرية بالأكاديمية الصينية للعلوم، إن قطر ذات مناخ صحراوي شحيح المياه، وليس لديها مساحات كافية صالحة للزراعة، وهي تعتمد بشكل أساسي على استيراد الخضروات. لكن الكهرباء لديها رخيصة الثمن، وهذا يجعل من الممكن بالنسبة لها اعتماد تكنولوجيا المصنع النباتي، بما في ذلك تكنولوجيا "أل إي دي" للمصنع النباتي وتكنولوجيا قوالب التربة وتكنولوجيا التدفق السائل.
تسي تشيونغ داخل مختبر المصنع النباتي
وقد اصطحب تسي تشيونغ المراسل إلى مختبر المصنع النباتي الذي يشرف عليه في منطقة تيانفو بمدينة تشنغدو. حيث تتم زراعة الخضروات، مثل الخس والكرفس والطماطم بكثافة فوق الرفوف وتحت إضاءة "أل إي دي".
وأوضح تسي تشيونغ أن النباتات المختلفة تتطلب أطيافًا ضوئية مختلفة أثناء مراحل النمو المختلفة، "ما عليك سوى تخصيص الطيف الضوئي المناسب للنباتات لضمان نموها الطبيعي دون التعرض لأشعة الشمس،" يقول تسي تشيونغ.
ومع ذلك، فإن التربة المتاحة للزراعة في الأراضي الصحراوية نادرة، وهناك حاجة لاستعمال تكنولوجيا بناء التربة وتقنية التدفق السائل الضحل.
قوالب التربة
قوالب التربة هي نوع من التربة الاصطناعية، وهي عبارة عن مادة مشكلة صلبة يتم تصنيعها من المواد العضوية، وتستطيع امتصاص وحبس الماء، كما تتميز بنفاذية الهواء. ويقول تسي تشيونغ، إنه بالمقارنةً مع تقنية الزراعة المائية التقليدية، فقد وسعت قوالب التربة الاصطناعية بشكل كبير مجموعة متنوعة من زراعة الخضروات. وتنتمي أغلب الخضروات المائية إلى الخضروات المورقة، ويمكن أن توفر التربة الأساسية ظروف نمو الباذنجان والطماطم والخيار وغيرها من الخضروات.
وأكد تسي تشيونغ أن تقنية بناء التربة تتمتع بكثافة زراعية أعلى وصعوبة أقل في التنظيم البيئي، لذلك يمكن الحصول على إنتاج أعلى باستهلاك منخفض للطاقة. كما يمكن الجمع بين تقنية بناء التربة وتكنولوجيا زراعة التدفق السائل الضحل لزراعة معظم الخضروات.
زراعة الخضر في "المصنع النباتي" بقطر
وقال تسي تشيونغ إن الجمع بين هذه التقنيات المتقدمة والتكيف وفقًا للظروف المحلية من ارتفاع درجة الحرارة وقوة الإضاءة ونقص المياه في قطر، هو ما مكّن الرياضيين المشاركين في نهائيات كأس العالم من تناول الخضار المزروعة في المصنع النباتي.
وأفاد تسي تشيونغ أن هذه التكنولوجيا تمتلك آفاق تطبيق كبيرة في دول الشرق الأوسط ودول آسيا الوسطى، وكذلك في المناطق القاحلة في شينجيانغ ومنغوليا الداخلية في الصين. مشيرا إلى أن تطبيقها محليا يواجه صعوبات بسبب تكاليف الطاقة، لكن مع تطوّر الطاقة الجديدة، سيتيح تطبيقها على مساحة أوسع.
وكشف تسي تشيونغ أن المعهد قد وقّع اتفاقية مع مؤسسات محلية في قطر لتطوير"مزارع" واسعة النطاق في قطر وسلطنة عمان لتلبية الطلب على الخضروات، ومن المتوقع أن تشهد هذه التكنولوجيا استخداما على نطاق واسع في دول الشرق الأوسط.