استعمال الخيزران يقلل من الانبعاثات الناجمة عن البلاستيك (3)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:12:06.14:32

6 ديسمبر 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/أطلقت الصين ومنظمة الخيزران والروطان الدولية مؤخرا مبادرة مشتركة تهدف إلى "استبدال البلاستيك بالبامبو". وإفساح المجال كاملاً للمزايا البارزة لدور الخيزران في السيطرة على التلوث البلاستيكي واستبدال المنتجات البلاستيكية، وتقديم حلول من الطبيعة، لتقليل استخدام البلاستيك.

ووفقًا لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن هناك 9٪ فقط من بين 9 مليارات طن من المنتجات البلاستيكية المنتجة في العالم، تتم إعادة تدويرها، فيما يتم حرق 12 ٪ أخرى، وينتهي المطاف بـ 79 ٪ المتبقية في مقالب القمامة أو داخل طبيعة.

وقال يين قانغ تشيانغ، نائب مدير مركز منظمة الخيزران والروطان الدولية لدى وزاة الغابات والمراعي الصينية، إن الصين والمنظمة قد طرحتا بشكل مشترك مبادرة لاستبدال البلاستيك بالخيزران، نظرا للتهديدات الخطيرة والمتزايدة للتلوث البلاستيكي على صحة الإنسان.

وتعد منظمة الخيزران والروطان الدولية أول منظمة حكومية دولية يقع مقرها الرئيسي في الصين، وهي أيضًا منظمة دولية تكرّس جهودها من أجل التنمية المستدامة لصناعة الخيزران. ومنذ تأسيسها قبل 25 عامًا، نما عدد الدول الأعضاء في المنظمة من 9 في البداية إلى 49 حاليًا، مما عزز التنمية النشطة لصناعة الخيزران في العالم.

لماذا الخيزران؟

تغلغل تطوير واستخدام الخيزران اليوم في الصناعة والبناء والنقل. وتم تطوير مايزيد عن 10 آلاف منتج مشتق من الخيزران، تغطي جميع جوانب الانتاج والحياة، مثل الملابس والطعام والإسكان والنقل.

في هذا السياق، قال لو ونمينغ، نائب المدير العام لمنظمة الخيزران والروطان الدولية، إنه بالمقارنة مع المواد الحيوية الأخرى، يتمتع الخيزران بخصائص فيزيائية وميكانيكية فريدة مثل المرونة العالية والمتانة وقدرة تحمل الضغط والشد.

وأوضح يين قانغ تشيانغ أن الخيزران يمكن استخدامه بالكامل، من الأوراق إلى الجذوع، وحتى نفايات الخيزران يمكن استخدامها في شكل كربون نشط. إضافة إلى ذلك، تتحلل منتجات الخيزران تمامًا بشكل طبيعي بعد الاستخدام، ولا يكون لها آثار ضارة على البيئة.

بالإضافة إلى ذلك، يعد الخيزران أحد أسرع النباتات نموًا في العالم. على سبيل المثال، يمكن أن ينمو خيزران موسو 1.21 مترًا في 24 ساعة، ويمكن أن تنضج في غضون 4 إلى 5 سنوات. كما تنمو براعم الخيزران الجديدة كل عام، وتحقق إنتاجية عالية، ويمكن استخدامها بشكل مستدام في التشجير.

يتوزّع الخيزران على مساحات واسعة ويتم انتاجه بكميات ضخمة. وبحسب الإحصائيات، يوجد أكثر من 1600 نوع معروف من نباتات الخيزران في العالم، وتزيد مساحة غابات الخيزران عن 50 مليون هكتار، موزعة بشكل رئيسي في آسيا وإفريقيا وأمريكا.

الجدير بالذكر أن قدرة الخيزران على خفض وامتصاص الكربون تفوق بكثير قدرة الأشجار العادية. وتُظهر أحدث الأبحاث أن هكتارًا واحدًا من غابات الخيزران ومنتجاتها المصنوعة من الخيزران يمكنها إصلاح 300 طن من الكربون في غضون 60 عامًا، وفي ظل نفس الظروف، يمكن لغابات التنوب امتصاص أقل من 200 طن من الكربون.

وحول هذا الموضوع يقول لوان جونوي، الباحث بالمركز الدولي للبامبو التابع لوزارة الغابات والمراعي الصينية أن استخدم العالم 600 مليون طن من منتجات الخيزران سنويا لتعويض بلاستيك "بي في سي"، يمكن أن يقلل 4 مليارات طن من الانبعاثات الكربونية.

في الواقع، ان استعمال الدول النامية على استخدام مواد الخيزران بكفاءة، يمكن أن يحسّن قدرتها على التعامل مع قضايا تغير المناخ والتلوث البيئي والفقر المدقع وغيرها من التحدّيات.

الإكوادور على سبيل المثال، هي إحدى الدول الغنية بغابات الخيزران. وفي عام 2018، صاغت الإكوادور "استراتيجية الخيزران 2018-2022 "، حيث تهدف من خلالها إلى زيادة زراعة الخيزران وتوسيع الغابات. وتدمج صناعة الخيزران في الأكوادور مايزيد عن 500 ألف عامل بشكل مباشر وغير مباشر. وقامت الصين بتقديم 4 دورات تدريبية حول صناعة الخيزران للخبراء الإكوادوريين في إطار تعزيز التعاون بين البلدين في هذه الصناعة.

جورج سالبوني من غانا، هو أحد المستفيدين من الدورات التي تقدمها الصين في استغلال الخيزران. وقد شارك في فصل تدريبي أقيم في مدينة ميشان بمقاطعة سيتشوان، وتعلم تقنيات مثل نسج الخيزران ثلاثي الأبعاد، ونسج الخيزران المسطح، وصنع أثاث الخيزران. وحول ماتعلمه في الصين يقول جورج: " بعد أن جئت إلى الصين فقط، عرفت بأن يمكن تحويل الخيزران إلى هذا العدد من المنتجات. وعلى مدار السنوات القليلة الماضي، قمت بتطبيق ما تعلمته في الصين لتدريب مايزيد عن 200 حرفي في غانا، تمكنوا فتح أعمالهم الخاصة. وآمل أن أنقل هذه المعرفة إلى المزيد من الشباب الحرفيين".