بانكوك 17 نوفمبر 2022 (شينخوا) شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الخميس) على أن الصين ملتزمة بتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك في منطقة آسيا-الباسيفيك، وستبذل المزيد من الجهود لتعزيز الاستقرار والازدهار في منطقة آسيا-الباسيفيك.
أدلى شي بهذه التصريحات في كلمة مكتوبة بعنوان "التمسك بالغاية الأصلية والعمل سويا على تعزيز التنمية وفتح صفحة جديدة للتعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، في قمة الرؤساء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (أبيك).
وأشار شي إلى أن العالم وصل مرة أخرى إلى مفترق طرق. إلى أين يتجه؟ ما الذي يجب أن تفعله منطقة آسيا-الباسيفيك؟ هذه الأسئلة تتطلب إجابات عاجلة.
وقال الرئيس الصيني إنه خلال العقود الماضية، قطع أعضاء هذه المنطقة شوطا طويلا في السعي إلى تحقيق التنمية الاقتصادية. وضخ التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك زخما قويا في تنمية المنطقة، وحسّن بشكل كبير رفاهية شعوبها. وينبغي لأعضاء هذه المنطقة أن يستفيدوا من الممارسات القيمة الماضية وأن يظلوا حازمين في السعي إلى تحقيق أهدافهم الإنمائية.
وأكد شي الحاجة إلى اتباع طريق التنمية السلمية. وأضاف أن منطقة آسيا-الباسيفيك تحررت من شبح الحرب الباردة، ولهذا السبب تمكنت هذه المنطقة، ولا سيما اقتصاداتها الصغيرة ومتوسطة الحجم، من الشروع في مسار سريع نحو التحديث وخلق معجزة آسيا-الباسيفيك. إن منطقة آسيا-الباسيفيك ليست ساحة خلفية لأحد، ولا ينبغي أن تصبح ساحة لمنافسة القوى الكبيرة. لن تسمح الشعوب أو العصر أبدا بأي محاولة لإشعال حرب باردة جديدة.
وأكد شي على الحاجة إلى اتباع طريق الانفتاح والشمول. وقال إنه على مدى العقود الماضية، أصبح منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك، مسترشدا بانفتاح المنطقة ومبدأي التنوع وعدم التمييز، هيكلا للتعاون الإقليمي الشامل والمربح لجميع الأطراف. ومن خلال العمل وفقا لهذه الرؤية بعيدة النظر، تمكنت منطقة آسيا-الباسيفيك من اغتنام فرص العولمة الاقتصادية وأصبحت رائدة العصر في السعي لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي. إن أي محاولة لتعطيل أو حتى تفكيك سلاسل الصناعة والإمداد التي تشكلت في منطقة آسيا-الباسيفيك على مدى سنوات عديدة لن تؤدي إلا إلى وصول التعاون الاقتصادي في المنطقة إلى طريق مسدود.
وشدد شي على الحاجة إلى اتباع طريق التضامن. وقال إنه على مر السنين، بقيت منطقة آسيا-الباسيفيك معا كعائلة واحدة كبيرة. ولقد واجهت هذه المنطقة تحديات مباشرة في تضامن، ونزعت فتيل مختلف المخاطر، وخلقت شعورا بالانتماء لمجتمع واحد من خلال التعاون، الأمر الذي أرسى أساسا متينا لتحقيق تقدم مطرد. وأكد أنه من المهم تعزيز التعاون، ودعم ومساعدة بعضنا البعض، وتمكين منطقة آسيا-الباسيفيك من أن تصبح رائدة في تعزيز التعافي الاقتصادي العالمي.
وشدد شي على أنه في مواجهة هذه التطورات الجديدة، من المهم الاستفادة من التجارب والدروس السابقة، والاستجابة لتحديات العصر، ودفع التكامل الاقتصادي الإقليمي لمنطقة آسيا-الباسيفيك باطراد، وذلك من أجل الاشتراك معا في فتح آفاق جديدة في التنمية وبناء مجتمع مصير مشترك بين آسيا-الباسيفيك.
أولا، ترسيخ أسس التنمية السلمية. علينا الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتكريس مفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، ومعارضة بشكل مشترك عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين المعسكرات، وبناء منظومة الأمن لآسيا والمحيط الهادئ.
ثانيا، التمسك بمفهوم التنمية الذي يضع الشعب فوق كل الاعتبارات. علينا الاهتمام بضمان معيشة الشعب في عملية التنمية الاقتصادية، وخلق بيئة شاملة للتنمية. يجب على الاقتصادات المتقدمة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أن تلعب دورا إيجابيا لدعم الاقتصادات النامية، وبناء شراكة جديدة تتسم بالتضامن والمساواة والتوازن والنفع للجميع.
ثالثا، تكوين معادلة انفتاح على مستوى أعلى. علينا الدفع بعملية إنشاء منطقة التجارة الحرة لآسيا والمحيط الهادئ، والمشاركة في إصلاح منظمة التجارة العالمية على نحو شامل ومعمق، والدفع بالمواءمة بين اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة والاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة العابرة للمحيط الهادئ واتفاق شراكة الاقتصاد الرقمي، وبناء اقتصاد منفتح في آسيا والمحيط الهادئ.
رابعا، تحقيق التواصل والترابط بدرجة عليا. علينا الدفع بترابط البنية التحتية وتواصل السياسات وتبادل الأفراد بشكل منتظم، استرشادا بالخطوط العريضة للتواصل والترابط لمنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ. ستعمل الصين بنشاط على تعزيز المواءمة بين بناء "الحزام والطريق" والاستراتيجيات التنموية لمختلف الأطراف، وتضافر جهود لبناء شبكة التواصل والترابط العالية الجودة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
خامسا، بناء سلاسل الصناعة والإمداد المستقرة والسلسة. علينا اتباع قوانين السلوك الاقتصادي والالتزام بمبادئ السوق، وبناء سلاسل الصناعة والإمداد الميسرة والفعالة والآمنة لآسيا والمحيط الهادئ. كما علينا معارضة سويا الأحادية والحمائية.
سادسا، الدفع بتحسين وترقية الاقتصاد. علينا الإسراع في الابتكار التكنولوجي والمؤسسي، وتكوين الاقتصاد الجديد والأشكال الجديدة للأعمال والنماذج التجارية الجديدة، من شأن ذلك تحقيق التحول الرقمي لاقتصاد آسيا والمحيط الهادئ. كما علينا التمسك بالتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون، وتكوين القطاعات الخضراء والمالية الخضراء، وتسريع وتيرة بناء معادلة التعاون الأخضر في آسيا والمحيط الهادئ.
وأوضح شي بشكل معمق الخصائص الأساسية والمتطلبات الجوهرية للتحديث الصيني النمط، حيث أشار إلى أن تحقيق التحديث لـ1.4 مليار نسمة من عدد سكان الصين هو حدث كبير لا مثيل له في تاريخ التنمية للبشرية. ستتمسك الصين بوضع الشعب في المقام الأول، وجعل عدد السكان المنتمين إلى الفئة المتوسطة الدخل يتجاوز 800 مليون نسمة في السنوات الـ15 المقبلة، ودفع التطور المستمر للسوق الفائقة الضخامة. ستواصل الصين المضي قدما في تحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب، وزيادة الاستثمار في التعاون الإنمائي على الصعيد العالمي، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، والعمل على بناء مجتمع عالمي للتنمية المشتركة.
ستعمل الصين على رفع مستوى الحياة المادية والمعنوية للشعب باستمرار، وتكريس القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والعدالة والديمقراطية والحرية، وتساهم في دفع تطور الحضارة العالمية نحو التوازن والإيجابية والخير. ستعمل الصين على دفع التحول الأخضر على نحو شامل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبناء المجتمع المشترك للكائنات الحية بين الإنسان والطبيعة. تسعى الصين إلى تحقيق التنمية في عملية الدفاع الثابت عن السلام والتنمية في العالم، وتحافظ على السلام والتنمية في العالم بشكل أفضل من خلال تنميتها.
وأكد شي على أن الصين حققت تنميتها مستفيدة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهي تعود بالخير على هذه المنطقة بتنميتها أيضا. ستعمل الصين بكل ثبات على بناء مجتمع المستقبل المشترك لآسيا والمحيط الهادئ، وتقدم المزيد من المساهمات في سبيل الاستقرار والازدهار في آسيا والمحيط الهادئ. نأمل من الأصدقاء في قطاع الأعمال العمل على تعزيز التعاون الاقتصادي والمشاركة النشطة في عملية الإصلاح والانفتاح والتحديث في الصين، بما يسهم بطاقة إيجابية في التنمية والازدهار في آسيا والمحيط الهادئ والعالم.