تقرير إخباري: مصر والسعودية تبحثان "تعميق التحالف الاستراتيجي" بينهما وتوقعان 14 اتفاقية باستثمارات 7.7 مليار دولار

القاهرة 21 يونيو 2022 (شينخوا) وقعت مصر والسعودية اليوم (الثلاثاء) 14 اتفاقية باستثمارات قيمتها 7.7 مليار دولار، وذلك خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للقاهرة، والتي بحث خلالها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي "تعميق التحالف الاستراتيجي" بين البلدين.

ووقعت الاتفاقيات بين مجموعة من المؤسسات الحكومية والخاصة المصرية ومجموعات استثمارية سعودية، وشملت قطاعات البنية التحتية، والخدمات اللوجستية، وإدارة الموانئ، والصناعات الغذائية والأدوية، والطاقة التقليدية والطاقة المتجددة، ومنظومة الدفع الإلكتروني والحلول التقنية المالية والمعلوماتية، بحسب بيان للحكومة المصرية.

وشهد مراسم توقيع الاتفاقيات من الجانب المصري وزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ومن الجانب السعودي وزيري التجارة، والاستثمار، ورئيس مجلس إدارة اتحاد الغرف السعودية، ورئيس مجلس الأعمال المصري السعودي بالإضافة إلى ممثلي أكثر من 60 مؤسسة وشركة سعودية.

وتضمنت الاتفاقيات، توقيع اتفاقية مع شركة (أكواباور) السعودية لإنشاء أكبر محطة في الشرق الأوسط لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح في مصر بقدرة مركبة 1100 ميجاوات، وذلك باستثمارات قدرها 1.5 مليار دولار.

بينما وقعت شركة (الفنار) السعودية، اتفاقيتين إحدهما مع الهيئة العربية للتصنيع لإنتاج طاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، والثانية مع مجموعة (بنية) في مجال تقنية المعلومات والحلول الرقمية.

في حين وقعت مجموعة (عجلان وإخوانه) القابضة السعودية، عدة اتفاقيات استثمارية مع شركات مصرية في مجالات المنتجات البترولية والبنية التحتية والطاقة المتجددة واللوجستيات والصناعات الغذائية والأمن الغذائي وصناعة الأدوية وصناعة السيارات وصناعة الترفيه.

فيما وقعت شركة أبحاث وتطوير الأعمال التجارية (T2) السعودية، اتفاقا استثماريا مع شركة (فوري) لتكنولوجيا البنوك والمدفوعات الإلكترونية المصرية لتطوير الحلول التقنية المالية لخدمة حركة التبادل التجاري والحوالات المالية بين مصر والسعودية.

أما شركة "أقوات" للصناعات الغذائية السعودية فقد وقعت مذكرة تفاهم مع شركة (حلواني مصر) من أجل منح الشركة المصرية حقوق تصنيع منتجات "أقوات" و"البيك" في مصر.

وفي القطاع الطبي والدوائي، أعلنت شركة (جمجوم فارما) السعودية عن تدشين مصنع جمجوم فارما في مصر.

واعتبر الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة المصرية محمد عبد الوهاب أن هذه الاتفاقيات "نقل نوعية في العلاقات الاستثمارية بين البلدين ليس فقط من ناحية القيمة المادية، لكن من حيث القيمة المضافة لاقتصاد البلدين، لدعم قطاعات البنية التحتية والخدمات اللوجستية والتكنولوجية، مما يعمل على تطوير قدرات الاقتصاد المصري".

وأكد عبدالوهاب أن توقيع هذه الاتفاقيات يأتي انعكاسا لقوة العلاقات التاريخية والاقتصادية التي تربط البلدين، مشيرا إلى أن الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ستقوم بدورها لدعم المشروعات الاستثمارية السعودية في مصر، وإزالة التحديات التي تواجهها.

وأوضح أنه "سيتم منح الرخصة الذهبية للشركات التي تؤسس لإقامة مشروعات استراتيجية أو قومية، وتقديم مختلف التيسيرات" لها.

بموازاة ذلك، وقع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر ووزارة الإعلام السعودية بروتوكولا للتعاون الإعلامي في مجالات الصحافة والإذاعة والتليفزيون والإنتاج الدرامي والإعلام الرقمي.

وقال وزير التجارة والإعلام السعودي الدكتور ماجد القصبي إن البروتوكول يستهدف التواصل المستمر بين الإعلام في البلدين ليرتقي إلى مستوى العلاقات الطيبة التي تربط زعماء وشعبي البلدين، ويجسد العلاقات التاريخية بين البلدين.

في حين أكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر كرم جبر أن المسئولية الملقاة على عاتق المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووزارة الإعلام السعودية كبيرة لتفعيل البروتوكول، حيث تمتلك الدولتان أكبر منظومة إعلامية، وبتعاونهما تحدث طفرة كبيرة في الإعلام العربي برمته.

وجاء توقيع هذه الاتفاقيات خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للقاهرة، والتي التقاه خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وتناول اللقاء بين السيسي ومحمد بن سلمان "سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية، لاسيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة، فضلا عن الاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما".

وأشاد السيسي، خلال اللقاء بـ "التطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقات المصرية السعودية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، والنمو الملحوظ في معدل التبادل التجاري وحجم الاستثمارات"، مشيرا إلى الحرص المشترك للمضي قدما نحو مزيد من تعميق وتطوير تلك العلاقات، وفقا للمتحدث الرئاسي بسام راضي.

بينما أكد الأمير محمد بن سلمان أن زيارته الحالية لمصر "تأتي تعزيزاً لمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين واستمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدوري والمكثف بين مصر والسعودية حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الاستراتيجي الراسخ بينهما".

واتفق السيسي وولي العهد السعودي، وفقا لبيان مشترك، على "تعزيز الشراكة الاقتصادية استثماريا وتجاريا بين البلدين، ونقلها إلى آفاق أوسع لترقى إلى متانة العلاقة التاريخية والاستراتيجية بينهما".

ورحب الجانبان بالاتفاقيات الاستثمارية والتجارية الضخمة التي تم الإعلان عنها اليوم، كما "تم الإعلان عن عزم السعودية قيادة استثمارات في مصر تبلغ قيمتها 30 مليار دولار".

وأكدا عزمهما على إنهاء مفاوضات اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار والتوقيع عليها في أقرب وقت ممكن، واتفقا على أن "إقامة قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ومنتدى مبادرة السعودية الخضراء خلال فترة انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 27) في شرم الشيخ".