الدوحة 21 يونيو 2022 (شينخوا) طالب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم (الثلاثاء) المجتمع الدولي بانتهاج مقاربة تحقق المساواة في التعافي الاقتصادي بين الدول وإنقاذ أهداف التنمية المستدامة، محذرا من ركود تضخمي لم يشهد العالم مثله منذ أعوام.
وقال الشيخ تميم خلال كلمة ألقاها في افتتاح "منتدى قطر الاقتصادي 2022"، إن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) كشف عن حجم الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة وساهم في توسيعها، لا سيما من خلال تعثر الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية والحد من الفقر.
وأضاف أنه على المجتمع الدولي انتهاج مقاربة تترجم الأقوال والنوايا الحسنة إلى خطوات عملية تحقق المساواة في التعافي الاقتصادي بين الدول وإنقاذ أهداف التنمية المستدامة بما يدعم الشعوب الفقيرة وتلك التي تعاني من اضطرابات وحروب.
وذكر أن التوقعات تشير إلى تراجع نمو الاقتصاد العالمي بحوالي الثلث في العام الحالي مقارنة بالعام الماضي وذلك على وقع ارتفاع معدلات التضخم على المدى الطويل، منبها إلى أن هذا قد يكون مقدمة لركود تضخمي لم يشهد العالم مثله منذ الفترة الواقعة بين عامي 1976 و 1979 وفق تقارير البنك الدولي.
وفي الشأن المحلي، تحدث أمير قطر عن التوقعات بشأن نمو الناتج المحلي الإجمالي لقطر إلى حوالي 4.9 بالمائة هذا العام، مرجعا سبب ذلك إلى ارتفاع أسعار الطاقة والتأثير الإيجابي للسياسات والإجراءات التي اعتمدتها بلاده.
لكنه أفاد بأن قطر تدرك أن ارتفاع أسعار الطاقة لا يدوم ولا يستمر للأبد، فقد عاشت فترات طويلة كانت فيها أسعار الطاقة منخفضة، ولم يعوضها عن هذا الانخفاض سوى السياسات الرشيدة والتوفير في مراحل ارتفاع الأسعار لغرض الاستثمار وتنويع مصادر الدخل والتنويع الاقتصادي.
وذكر أن هذه الجهود أفضت إلى ارتفاع حجم الاستثمار المحلي والأجنبي بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وخاصة فيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي المباشر الذي ارتفع العام الماضي بنسبة 27 بالمائة مقارنة بالعام 2020.
ولم يفت أمير قطر التنويه باستضافة بلاده لبطولة كأس العالم لكرة القدم، حيث قال في هذا السياق "إن قطر والمنطقة بأكملها مقبلة على حدث تاريخي مهم وهو استضافة بطولة كأس العالم 2022 لأول مرة في منطقتنا".
وأعرب عن ثقته في أن المشاركة الواسعة لدول العالم في هذا الحدث ستفسح المجال ليس فقط لتعزيز الشراكات الاقتصادية الدولية وإنما ستشكل أيضا منطلقا لتقوية جسور التواصل والحوار بين مختلف الشعوب.
وتنعقد النسخة الثانية منتدى قطر الاقتصادي 2022 بالتعاون مع وكالة (بلومبيرغ) تحت شعار "تحقيق المساواة في التعافي الاقتصادي العالمي"، وذلك بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات والوزراء وكبار المسؤولين السياسيين والاقتصاديين والبرلمانيين والمفكرين وصناع القرار وأكثر من 500 من قادة الأعمال حول العالم وما يزيد عن 75 متحدثا رئيسا.
وعلى مدار ثلاثة أيام، يسلط المنتدى الضوء على موضوعات بينها تحقيق المساواة في معادلة التعافي الاقتصادي العالمي على المدى الطويل، ومستقبل الأسواق العالمية وآفاق العولمة، وسبل دعم سلاسل التوريد العالمية، والتحولات في قطاع الطاقة والاقتصاد الأخضر، وآليات الحد من الانبعاثات الكربونية.
كما يناقش الاستراتيجيات الاقتصادية المعتمدة لتنويع مصادر الدخل بما يساهم في الحد من تغيرات المناخ والقضاء على الفقر، والحد من التضخم وحماية البيئة، وفرص الاستثمار في الرياضة والاستعداد لاستضافة مونديال 2022، وآفاق تكنولوجيا المستقبل، وسبل دعم نهضة القارة الإفريقية في القرن الـ 21.