عمان 10 مايو 2022 (شينخوا) أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، رفض بلاده أي إجراء إسرائيلي يستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في مقدسات القدس المحتلة، مؤكدا عدم وجود سيادة إسرائيلية على مقدسات القدس .
وقال الصفدي في مقابلة مع قناة "المملكة الاخبارية " "لا سيادة إسرائيلية على مقدسات القدس، وهي أرض فلسطينية محتلة، و"أي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس لعب بالنار، وتحد لمشاعر أكثر من مليار و200 مليون مسلم، ودفع للمنطقة باتجاه المزيد من التأزيم".
وأكد على أن الأردن يريد التهدئة والتقدم بشكل عملي وواضح باتجاه السلام، مضيفاً أن التهدئة تبدأ باحترام الوضع التاريخي والقانوني في المقدسات، وبإيجاد أفق سياسي.
وذكر أن الحرم القدسي الشريف في المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وإدارة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية هي الجهة صاحبة الصلاحية الحصرية في إدارة كل شؤون الحرم الشريف، وهذا هو الوضع التاريخي والقانوني القائم.
وأشار إلى أن لقاءات الملك في الولايات المتحدة ستركز على العديد من القضايا في مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأكد أن "الرسالة واضحة أنه لا يمكن الاستمرار بالوضع الحالي بظل غياب تام لأي أفق لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يؤكد الأردن دوما أن طريقه الوحيدة هو حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967".
ووصف الصفدي الوضع الحالي الذي يغيب عنه الأفق بأنه "وضع خطير جدا"، واعتبر أن الخطوات الإسرائيلية على الأرض تقوض هذا الحل وتقوض كل فرص تحقيق السلام الشامل.
وقال: "من هنا سيكون هنالك حوار واضح وصريح حول ضرورة تفعيل الجهود المستهدفة إيجاد أفق سياسي حقيقي".
وأشار الصفدي إلى الانتهاكات الإسرائيلية خلال رمضان هى التي أدت إلى تفجر العنف، مضيفاً أن "الحديث سيكون حول ما المطلوب من أجل عدم تكرار هذه الانتهاكات وبالتالي الحفاظ على الأمن والاستقرار وحق المصلين في أداء الشعائر الدينية بكل حرية في المقدسات في القدس المحتلة.
وتحدث الوزيرالصفدي عن "تحديات كثيرة"، فالحكومة الإسرائيلية أكدت أنها غير معنية الآن بالبدء بأي حوار سياسي وهذا الأمر يحذر الأردن من تبعاته.
وأشاد الصفدي بمواقف الإدارة الأمريكية الحالية، وقال إنها "مواقف جيدة ومنسجمة مع الطرح التاريخي الدولي حول سبل حل الصراع"، وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية أعلنت أنها تؤيد حل الدولتين.
ووصف الصفدي العلاقات الأردنية الأمريكية بأنها "علاقات استراتيجية وعلاقات صداقة تاريخية"، وقال إن زيارة الملك الحالية ستبحث كيفية المضي بهذه العلاقات إلى آفاق أوسع من التعاون الثنائي.
وقال الصفدي إن "موضوع الساعة" هو مذكرة التفاهم التي يعمل الأردن والولايات المتحدة على توقيعها، وذكر أن المذكرة تؤطر المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة إلى الأردن والتي وصلت في المرحلة السابقة إلى حوالي مليار و600 مليون دولار سنويا.
وتحدث الصفدي عن تعاون أردني أمريكي كبير في كثير من القضايا، منها محاربة الإرهاب وجهود تحقيق أمن واستقرار المنطقة، ومعالجة العديد من الأزمات مثل الأزمة السورية التي يصر الأردن على حلها عبر حل سياسي يضمن وحدة سوريا وتماسكها ويعيد لها أمنها وعافيتها ويتيح أيضا ظروف العودة الطوعية للاجئين إلى بلادهم.
ومن القضايا التي ستبحث في واشنطن، قضية الأونروا، التي قاد الملك بشأنها على مدار السنوات الماضية جهدا كبيرا ومثمرا وناجحا من أجل ضمان استمرار تدفق الدعم المالي الذي تحتاجه الوكالة لسد العجز الكبير في ميزانيتها لأن توفير الدعم المالي للوكالة هو أساس لاستمرار قدرتها على القيام بدورها وفق تكليفها الأممي إلى حين حل قضية اللاجئين في إطار حل كلي للقضية وبما يضمن حق اللاجئين في العودة والتعويض.