تونس 6 مايو 2022 (شينخوا) اتهم الرئيس التونسي، قيس سعيد، في ساعة متأخرة من ليلة الخميس-الجمعة، أطرافا من المعارضة في بلاده باللجوء إلى "سياسة الأرض المحروقة"، و"العبث بمقدرات الدولة وخيراتها''، مؤكدا في نفس الوقت أن القوات الأمنية والعسكرية ستتصدى لها.
وقال في كلمة ألقاها خلال اجتماعه بعدد من كبار المسؤولين الأمنيين بمقر وزارة الداخلية، إنهم "يدعون تحقيق مطالب الشعب وهم يحرقون قوته ويزرعون بذور الفتنة للوصول إلى الاقتتال الداخلي".
وأضاف في هذه الكلمة التي بثت الرئاسة التونسية فجر اليوم، مقتطفات منها بمقطع فيديو في صفحتها الرسمية على شبكة ((فيسبوك))"، أن " ما نشهده هذه الأيام من أحداث هي محاولة يائسة لحرق البلاد".
واعتبر أن "الحرائق التي شهدتها عدة مناطق في البلاد ليست من قبيل الصدفة... حتى البحر لم يسلم من سياسة الأرض المحروقة، ... لا بد من تكثيف حراسة وحماية الحقول لتأمين صابة القمح لهذا العام".
وشهدت عدة مناطق تونسية منذ إجازة عيد الفطر، سلسلة من الحرائق تجاوز عددها الـ100 حريق، طالت أسواقا ومتاجر ومصانع، كان آخرها اندلاع حريقين أمس (الخميس)، اتي الأول على واحة نخيل بمدينة الحامة من محافظة قابس، والثاني أتي على مركب صيد كان يرسو بميناء الصيد البحري بمحافظة صفاقس بجنوب شرق البلاد.
وربط الرئيس التونسي هذه الحرائق بتصريحات لعدد من قادة المعارضة، حيث قال" هذه الحرائق تتناغم مع بعض التصريحات الصادرة عن "جبهة الخلاص الوطني"، وذلك في إشارة إلى جبهة المعارضة التي تم الإعلان عن تأسيسها في 26 إبريل الماضي.
ولم يتردد في هذا الصدد في مهاجمة هذه الجبهة، حيث قال إنها تعمل على "تفكيك الدولة والعبث بها من خلال محاولة تشكيل حكومة وبرلمان جديدين وبث أخبار زائفة ومضللة والارتماء في أحضان الخارج".
وتابع " أنهم يدعون سعيهم إلى تحقيق مطالب الشعب، لكن في المقابل يحرقون قوته ويزرعون بذور الفتنة ويحرضون على الاقتتال الداخلي وهتك الأعراض "، داعيا في هذا السياق، القضاة في بلاده إلى "ضرورة إنقاذ البلاد من هؤلاء الذين يحاولون العبث بمقدرات الدولة وخيراتها".
وشدد على أنه "لا تسامح مع المس من الأعراض، ولا تسامح مع المس من الدولة ومؤسساتها ومن السلم الاجتماعية والأمن الغذائي للتونسيين".
يشار إلى أن كلمة الرئيس التونسي جاءت بعد ساعات من عقد المجلس الأعلى لقوات الأمن الداخلي اجتماعا برئاسة وزير الداخلية توفيق شرف الدين، خصص "لتقييم الوضع الأمني العام بالبلاد والجهود المبذولة في مجال مكافحة الإرهاب"، بحسب بيان لوزارة الداخلية.
كما جاءت أيضا بعد ساعات من اجتماع الرئيس قيس سعيد مع وزير الدفاع، عماد مميش، قالت الرئاسة التونسية إنه تم خلاله "التأكيد على جاهزية القوات المسلحة العسكرية، وعلى دورها الكبير في حماية الوطن والحفاظ على الدولة وعلى السلم الأهلية في تونس".