الألعاب البارالمبية الشتوية في بكين .. حلم الجليد في عالم صامت (4)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:03:03.15:06

3 مارس 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في منتجع جيانغفنغ فورسيزن للتزلج الجاف بتشنغدو، انزلق الأطفال بدورهم من أعلى المسار، وتجاوزوا العوائق بسلاسة، واستداروا، وأبطأوا، ثم عادوا إلى نقطة البداية ...ولولا أن المدرب تساو جيان كان يكتب على السبورة البيضاء ويظهر الحركات باستمرار أثناء التدريب، لما رأى الآخرون الفرق بينهم وبين الأطفال الآخرين. ويتألف فريق تزلج هذا من طلاب مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة تشنغدو، مقاطعة سيتشوان. كما أنه أول فريق تزلج يتكون من ذوي ضعف السمع في سيتشوان، والذي تم تأسيسه رسميًا في نوفمبر 2018.

"كانت الريح قوية جدًا ، تلمس وجهي وأذني برفق، شعرت كأنني طائر في السماء في اللحظة التي انزلقت فيها". عبر هو هاي تاو المتزلج البالغ من العمر 15 عاما في وصف شعوره أثناء التزلج.

يبلغ طول المسار الابتدائي حوالي 80 مترًا ومنحدره حوالي 10 درجات. قال المدرب تساو جيان إن الأطفال جميعاً كانوا يرتدون أجهزة سمعية عند وصولهم المنتجع لأول مرة، ولم يجرؤ أي منهم على الانزلاق إلى أسفل. حيث بدأت ساقا هو هاي تاو ترتعش بمجرد وصوله إلى قمة مسار التزلج، وبسبب عدم تحكمه في مركز الجاذبية فقد سقط قبل أن يتزلج على بعد أمتار قليلة. " الحركات لم تكن صحيحة في البداية، الجلد على جانبي القدم متهالكاً". قال هو هاي تاو مشيرا إلى قدميه. الآن، يمكن للأخير الركض بحرية على منحدرات التزلج.

يانغ تشانغ رونغ البالغة من العمر 11 عامًا، أصغر عضو في فريق التزلج، تسقط وتنهض مرارا، وتسأل رفاقها من وقت لآخر عن الحركات من خلال لغة الإشارة. والآن، يمكن للرياضية الصغيرة أن تنزلق مثل الطائر الحر.

" أصعب شيء هو التواصل، لا توجد طريقة لوصف الحركات بالكلمات، يصعب التعبير عن العديد من المفردات الاحترافية في التزلج بلغة الإشارة، لذلك يمكنني إلا الرسم أو الكتابة أو العرض بنفسي مرارًا وتكرارًا." قال تساو جيان. "استرخي، أدخل وأخرج من الانحناءات برفق ..." نقاط تدريب وضعها تساو جيان على السبورة البيضاء الصغيرة التي كان يحملها معه، حيث أصبحت هذه السبورة الصغيرة " سلاح سحري" في الفصل.

ومن أجل الاندماج في عالم الأطفال، قام أيضًا بتنزيل تطبيقين خاصين بلغة الإشارة، وتعلم بعض مفردات الاتصال اليومية الأساسية.

تشتهر منتجع جيانغفنغ فورسيزن للتزلج الجاف خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين لأنه كل من بطلة قو ايلينغ وبطل سو إي مينغ قد تدربا في هذا المنتجع. لذلك، قام تساو جيان برسم منصة القفز الكبيرة على السبورة البيضاء وكتابة "أين يتدرب أبطال الأولمبياد" لتحفيز هؤلاء الأطفال.

لم يتخيل تساو جيان الذي درب الأطفال ضعاف السمع التزلج لأول مرة، أنه بعد ثلاثة أشهر من التدريب، يمكن لهذا الفريق الفوز بميدالية في الألعاب البارالمبية الوطنية. وقد سمح العمل الشاق للأطفال بالحصول على درجات جيدة. كما أصبح الأطفال أكثر ثقة وبهجة خارج الملعب.

بفضل استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ودورة الألعاب البارالمبية الشتوية في بكين، أصبحت رؤية "300 مليون شخص بالمشاركة في رياضات الجليد والثلج" واقعا. ومثل فريق أطفال ضعاف السمع للتزلج، يستمتع المزيد من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بمتعة الرياضات الجليدية والثلجية، خاصة التزلج والكرلنج وغيرها من الرياضات يفضلها بشدة من مجموعة المعاقين.