من التخزين إلى إعادة التدوير، أولمبياد بكين الشتوية تحقق كفاءة عالية في استخدام الثلج

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:02:08.09:54

8 فبراير 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ "جئت أول مرة إلى هنا (منطقة المسابقات بيانتشينغ من مدينة بكين) في عام 2014. في ذلك الوقت، لم يكن هناك أي شيء هنا، ولكن الآن حينما أنظر إلى أسفل الجبل، يمكنني أن أرى الثلج ومختلف المناظر الجميلة." صرح بذلك، رئيس لجنة التزلج الآلبي برنارد روسيو، والذي صمم مسارات التزلج الآلبي لتسع دورات على التوالي من الألعاب الأولمبية الشتوية، أثناء إحاطة إعلامية عقدت مؤخرا.

وفي حديثه عن جودة الثلج في مضامير التزلج بأولمبياد بكين، قال برناد روسيو إن الثلج في مسارات التزلج يبدو مثاليا وبجودة عالية.

لكن ما هو مصدر ثلوج مضامير التزلج؟ وهل يمكن استعمال الثلوج الطبيعية؟ الجواب هو أن الثلوج الطبيعية ليست إلا عاملا أساسيا فحسب، في حين يعد الثلج الاصطناعي المادة الرئيسية لمسارات التزلج. ونظرا لأن مختلف الرياضات الثلجية لديها متطلبات مختلفة لجودة الثلج، فإنه حتى في حال وجود وفرة من الثلوج الطبيعية، تبقى هناك حاجة لإعادة إنشائها اصطناعيا. ولذلك أصبح صنع الثلج الاصطناعي كلمة السر في صناعة مسارات تزلج ذات جودة عالية.

علاوة على ذلك، بدأ تطوير تقنيات إنتاج الثلج الاصطناعي منذ عقود، وبدأ استخدامها في الثمانينيات، بما في ذلك دورات الألعاب الأولمبية الشتوية في تورينو وفانكوفر وسوتشي وبيونغتشانغ.

ولا تمثل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين استثناءً عن هذا التوجه، فقد تم استخدام الثلج الاصطناعي في منطقة المسابقات بيانتشينغ ومنطقة تشانغجياكو ومنصة شوقانغ للقفز. وفي هذا الصدد، قال وي تشينغهوا، المسؤول على فريق صناعة الثلج في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، بأن الجهة المنظمة قد أولت الأهمية لإعادة تدوير الثلج.

ويضيف وي تشينغهوا بأن صناعة الثلج الاصطناعي يعد عملية فيزيائية للتحول من الماء إلى الثلج. وبعد الذوبان، يتم تخزين المياه الذائبة بواسطة معدات التخزين ومعالجتها، ثم إعادة صناعة الثلج الاصطناعي. علاوة على ذلك، وبسبب عدم إضافة أي إضافات أخرى في عملية الصنع، يمكن أيضًا استخدام مياه الثلج المذابة لتخضير المناظر الطبيعية والري الزراعي لتحقيق إعادة التدوير.

كما عملت الجهة المنظمة على استخدام أقل قدر ممكن من المياه لبناء أكبر عدد ممكن من مسارات الثلج عالية الجودة. كما قامت بتخزين ثلج شتاء العام الماضي داخل مبرّدات وأعادت استعماله في فصل الشتاء الحالي.

وأشار برنارد روسيو إلى أن فكرة تخزين الثلج لم تأت من فراغ، حيث قامت عدة دول أوروبية بتخزين كميات كبيرة من الثلوج لتوفير 30٪ إلى 50٪ من كمية الثلوج المستعملة في فصل الشتاء المقبل.

وقد استطاعت الفرق العلمية الصينية من ابتكار تقنيات ومعدات خاصة لتخزين الثلج. حيث شارك فريق وانغ في تنغ بمعهد الموارد الايكولوجية والبيئية لشمال غرب الصين التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في اختبار تخزين الثلج الذي أجرته اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين الشتوية في منتجع شي جينغ لونغ للتزلج في يانتشينغ الواقعة في ضواحي بكين في عام 2017. ونجح في اجتياز حرارة الصيف وتخزين حوالي 60 % من الثلوج.

في نوفمبر 2021، شهدت منطقة المسابقات بتشانغجياكو تساقطا للثلوج بسمك 30 سم. وقد استفادت المنطقة من هذه الكمية الكبيرة لاستعمالها كأساس للثلج الاصطناعي المستخدم في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية وتحقيق كفاءة عالية في استخدام الموارد.