تعليق: مكونات النظام الديمقراطي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2022:01:12.10:54

بقلم ليان لاي فان،: أستاذ في كلية القانون بجامعة تسينغهوا

منذ العصور القديمة وحتى الآن، قد يكون لدى الناس مفاهيم مختلفة لمفهوم الديمقراطية، لكن أي حكم استعماري في تاريخ البشرية يتعارض مع المعنى الأصلي للديمقراطية. لذلك لم تكن هناك ديمقراطية في هونغ كونغ تحت الحكم الاستعماري البريطاني لها. في عام 1997 استعادت الحكومة الصينية ممارسة السيادة على هونغ كونغ، وأقامت النظام الديمقراطي الخاص بها، وأطلقت حقبة جديدة من ديمقراطية هونغ كونغ في ظل "دولة واحدة ونظامان". تدعم الحكومة المركزية بقوة تطوير النظام الديمقراطي في هونغ كونغ والذي يتوافق مع وضعها الدستوري ووضعها الفعلي، وقد بذلت جهودًا كبيرة لتعزيز التطور الديمقراطي فيها. يقوم النظام الديمقراطي في هونغ كونغ على أساس الدستور الوطني والقانون الأساسي لها. وبعد التطوير والتحسين المستمر أظهر نظامًا جديدًا ولعب دورًا مهمًا في الحفاظ على ازدهار هونغ كونغ واستقرارها على المدى الطويل.

أولاً: النظام الانتخابي في هونغ كونغ. وفقًا للدستور والقانون الأساسي لهونغ كونغ، أنشأت هونغ كونغ نظامًا انتخابيًا يتوافق مع ظروفها الفعلية. ويتبع النظام الانتخابي سياسة "دولة واحدة ونظامان"، وضمان مبدأ "الوطنيون يحكمون هونغ كونغ"، ومراعاة مصالح جميع الشرائح الاجتماعية وعكس المشاركة المتوازنة، ودفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وما إلى ذلك من المبادئ. من خلال التحسين المستمر تم الارتقاء بالدرجة الديمقراطية للنظام الانتخابي بشكل دائم. بالإضافة إلى ذلك، ينص القانون الأساسي أيضًا على أنه وفق مبدأ التقدم التدريجي والمنظم المناسب والوضع الفعلي في هونغ كونغ، سيحقق في النهاية هدف انتخاب الرئيس التنفيذي بالاقتراع العام بعد ترشيح لجنة ترشيح تمثيلية واسعة النطاق وفقًا للإجراءات الديمقراطية وجميع أعضاء المجلس التشريعي بالاقتراع العام. يمكن لمثل هذا التصميم الديمقراطي أن يضمن أن النظام الانتخابي في هونغ كونغ يطبق سياسة "دولة واحدة ونظامان"، كما أنه يساعد على التطور التدريجي والمطرد للنظام الديمقراطي فيها وفقًا للقانون.

ثانيًا: نظام يضمن الحقوق والحريات الديمقراطية الواسعة لسكان هونغ كونغ. يضمن القانون الأساسي لهونغ كونغ بوضوح الحقوق والحريات الديمقراطية لسكان المنطقة. وفقًا للقانون الأساسي يحق للمقيمين الدائمين فيها التصويت والترشح للانتخابات وفقًا للقانون، ويتمتع سكان هونغ كونغ بحرية التعبير والصحافة والنشر وتكوين الجمعيات والتجمعات وتنظيم المسيرات والمظاهرات فضلا عن الحقوق والحريات الأخرى التي يكفلها القانون الأساسي وقوانين منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة. بموجب الضمان المؤسسي المنصوص عليه في الدستور والقانون الأساسي، تم تطوير الممارسة السياسية الديمقراطية في هونغ كونغ على نطاق واسع. من أجل الاستجابة الفعالة للآراء العامة حول تطوير هذا النظام تولي حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة أهمية كبيرة للآراء العامة في إصلاح وتحسين النظام الانتخابي. خلال الممارسة الفعلية بالإضافة إلى استيعاب آراء كافة شرائح المجتمع من خلال الهيئات الاستشارية القانونية، تُستخدم الاستشارة العامة أيضًا لفهم مطالب وآراء الناس.

ثالثا: آلية الحوكمة الاجتماعية من خلال التشاور بين جميع الأطراف. يمكن أن تؤدي المشاركة الواسعة لجميع قطاعات المجتمع في عملية صياغة السياسة العامة والحوكمة العامة إلى تحسين كفاءة الحوكمة بشكل فعال. تحت قيادة حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، يشارك الناس من مختلف شرائح المجتمع في الحكم معًا، ويمكن للمشاركين المختلفين أداء واجباتهم الخاصة والتعاون مع بعضهم البعض في الحوكمة الاجتماعية للمنطقة. لا تلعب هذه الآلية الدور الريادي للحكومة فحسب، بل تعزز أيضًا التعاون في مختلف المجالات والذي يعلق أهمية كبيرة على الحوكمة الاجتماعية. إن حق الناس في المعرفة والحق في المشاركة في صياغة السياسات العامة مضمون، ويمكنهم المشاركة بفعالية في الحوكمة الاجتماعية. في ذات الوقت تسعى هذه الآلية أيضًا إلى استيعاب الأشخاص من جميع شرائح المجتمع في نظام الإدارة الاجتماعية المحلي، مما يسمح للأشخاص ذوي المعرفة والخبرة المهنية بلعب دور إيجابي في الحوكمة الاجتماعية، مما يعكس الطبيعة الواسعة والشاملة للديمقراطية الاستشارية.

إن الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية هما المصممان والمؤسسان والمدافعان والمروجان للنظام الديمقراطي في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة. يمكن لهونغ كونغ تطبيق نظام ديمقراطي بخصائصها هي والتي تختلف عن البر الرئيسي وفقًا للأحكام القانونية والوضع الفعلي لها. إن مبدأ "الوطنيون يحكمون هونغ كونغ" هو المبدأ الأساسي لتحسين النظام الانتخابي والأساس الرئيسي لتعزيز التنمية الديمقراطية فيها. يمكن لأي مقيم في هونغ كونغ المشاركة في الانتخابات وفي الحكم المستقبلي لها وفقًا للقانون طالما يتمسك بموقف المحبة للبلاد والحب لهونغ كونغ ولا ينخرط في أنشطة تعرض السيادة الوطنية والأمن والمصالح التنموية وازدهار هونغ كونغ واستقرارها للخطر. بموجب مبدأ "دولة واحدة ونظامان"، تتمتع منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة بمستقبل مشرق للتنمية الديمقراطية ومن المؤكد أن الطريق إلى الديمقراطية سيصبح مشرقا أكثر وأوسع.