القاهرة 6 يناير 2022 (شينخوا) أكد خبراء مصريون، أن نجاح قناة السويس في تحقيق أعلى إيراد سنوي بتاريخها عام 2021، يرجع إلى قناة السويس الجديدة والسياسة التسعيرية التي انتهجتها إدارة القناة لتجاوز أزمة جائحة كورونا الجديد "كوفيد – 19".
وأعلن رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، (الأحد) الماضي، أن إحصائيات الملاحة بالقناة خلال العام 2021 سجلت أرقاما قياسية جديدة وغير مسبوقة على مدار تاريخها، محققة أعلى إيراد سنوي في تاريخ القناة بلغ 6.3 مليار دولار، وأكبر حمولات صافية سنوية 1.27 مليار طن متجاوزة بذلك كافة الأرقام التي تم تسجيلها من قبل.
وأضاف ربيع، أن عائدات قناة السويس خلال العام 2021 حققت زيادة كبيرة قدرها 12.8 بالمائة من حصيلة إيراداتها بالدولار، حيث سجلت عائدات القناة 6.3 مليار دولار، مقابل 5.6 مليار دولار خلال العام 2020.
وعزا الدكتور محمد على إبراهيم أستاذ النقل واللوجستيات بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، الزيادة الكبيرة وغير المسبوقة في دخل قناة السويس إلى قناة السويس الجديدة، التي افتتحتها مصر عام 2015، والتي أدت إلى تخفيض زمن مرور السفن للقناة، واستقطاب نوعيات جديدة من السفن والحاويات لم تكن تمر بالقناة من قبل.
وقال إبراهيم، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن السياسة السعرية التي انتهجتها إدارة القناة وقيامها بتخفيض رسوم المرور لبعض السفن خاصة مع استمرار جائحة فيروس كورونا، أدى إلى استقطاب هذه النوعيات من السفن للمرور بالقناة.
واستطرد قائلا، أنه رغم تحقيق قناة السويس لأكبر إيراد في تاريخها، إلا أنه لا يمثل سوى 0.13 بالمائة من حجم التجارة المارة بالقناة، مشيرا إلى أن 12 بالمائة من حجم التجارة العالمية تمر بالقناة، بالإضافة إلى 25 بالمائة من حجم الحاويات.
وأوضح أن هذا لا يتناسب مع الخدمات التي تقدمها مصر للتجارة الدولية، والتي ظهر جليا مدى تأثرها خلال أزمة السفينة البنمية "ايفرجيفن"، والتي ألقت بظلالها على سلاسل الإمداد بالكامل في العالم.
ونوه الدكتور محمد على إبراهيم، وهو أيضا مستشار وزير النقل السابق، إلى أن تحقيق القناة لدخل غير مسبوق، يعد مؤشرا على أهمية القناة الجديدة، وحسن السياسات السعرية التي انتهجتها إدارة القناة خلال العام المنصرم.
وبحسب رئيس هيئة قناة السويس، فإن حركة الملاحة بالقناة خلال العام 2021 شهدت عبور 20694 سفينة من الاتجاهين مقابل عبور 18830 سفينة خلال العام 2020 بفارق 1864 سفينة بنسبة زيادة قدرها 10 بالمائة، كما بلغ إجمالي الحمولات الصافية 1.27 مليار طن مقابل 1.17 مليار طن خلال العام 2020 بفارق 100 مليون طن بنسبة زيادة بلغت 8.5 بالمائة.
وأكد أن المؤشرات الخاصة بحجم التجارة العابرة لقناة السويس نجحت في تخطي نسب الزيادة في معدلات نمو التجارة العالمية فعلى الرغم من أن نسبة الزيادة في حجم التجارة العالمية المنقولة بحرا خلال العام 2021 بلغت 3.7 بالمائة، جاءت نسبة الزيادة في حجم التجارة العالمية المارة عبر القناة نحو 8.5 بالمائة، كذلك زادت حجم تجارة الحاويات المارة بالقناة بنسبة 7.2 بالمائة خلال العام 2021 فيما بلغت نسبة الزيادة بحجم تجارة الحاويات عالميا 6 بالمائة خلال نفس الفترة، وبلغت نسبة الزيادة في حجم تجارة البضائع الصب المارة عبر القناة 19.5 بالمائة مقابل 4.1 بالمائة وهي نسبة الزيادة العالمية في حجم تجارة البضائع الصب خلال العام 2021.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الدكتور كريم العمدة، إن الفضل في تحقيق قناة السويس دخل تاريخي غير مسبوق يرجع إلى مرونة السياسة السعرية التي انتهجتها قناة السويس ونجحت في جذب عدد من خطوط الملاحة التي كانت تسلك مسارات ملاحية أخرى.
وأضاف العمدة، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن التوسعات المتكررة التي تنفذها الحكومة المصرية على قناة السويس، جعلت القناة أكثر قدرة على استيعاب أحجام أكبر وبغاطس أكبر.
وأشار إلى أن الأجيال الجديدة من السفن تحمل عددا أكبر من الحاويات، خاصة مع التوسعات المستمرة بالقناة، ما يحقق زيادة في الرسوم المفروضة عليها.
ونوه العمدة إلى الأثر الإيجابي الكبير لزيادة دخل قناة السويس على الاقتصاد المصري، خاصة وأنه يعد أحد أبرز مصادر الدخل الأجنبي لمصر.
وأوضح أن ذلك من شأنه أن يزيد الثقة في الاقتصاد المصري، وينعكس أهميته أيضا على حركة التجارة العالمية، لا سيما بعد نجاح القناة في إدارة أزمة السفينة البنمية "ايفرجيفن".
وارتفع أعداد ناقلات الغاز الطبيعي المسال العابر بقناة السويس بنسبة 36.6 بالمائة من 686 سفينة عام 2020 إلى 937 سفينة عام 2021، وزادت سفن الحاويات العابرة للقناة بنسبة 10.1 بالمائة ليصل إجمالي عددها 5186 سفينة حاويات مقابل 4710 سفينة خلال عام 2020، بحسب بيان هيئة قناة السويس.
فيما بلغت نسبة زيادة أعداد سفن الصب 15.3 بالمائة بواقع 5893 سفينة مقابل عبور 5113 سفينة خلال عام 2020 وهي الزيادة التي انعكست على تحقيق طفرة بالمؤشرات العامة لسفن الصب العابرة كأعلى معدل تسجله في تاريخ القناة، محققة أعلى إيراد، حيث تخطت إيراداتها حاجز المليار دولار لأول مرة في تاريخ القناة.
كما استحوذت قناة السويس على حوالي 15.7 بالمائة من إجمالي تجارة الحبوب المنقولة بحراً عالمياً بإجمالي كمية بضائع 83.5 مليون طن.