في صباح يوم 16 نوفمبر، عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ لقاء بالفيديو مع الرئيس الأمريكي بايدن في بكين. |
أكد الرئيس شي جين بينغ خلال لقاء بالفيديو مع الرئيس الأمريكي بايدن صباح يوم 16 نوفمبر بأن "الصين والولايات المتحدة سفينتان عملاقتان تبحران في المحيط. ومن المهم لنا الحفاظ على يد ثابتة على الدفة، حتى تحطم السفينتان العملاقتان الأمواج وتتحركان للأمام معا دون فقد الاتجاه أو السرعة أو حتى الاصطدام ببعضهما البعض. "
يعد أول لقاء بالفيديو بين رئيسي الدولتين في تاريخ العلاقات الصينية الأمريكية حدثًا مهما في العلاقات الصينية الأمريكية والعلاقات الدولية. وقد قام الجانبان بإجراء تبادلات متعمقة حول القضايا الاستراتيجية والشاملة والأساسية المتعلقة بتنمية العلاقات الصينية الأمريكية، فضلا عن القضايا الهامة ذات الاهتمام المشترك. وأكد زعيما البلدين على أهمية العلاقات الصينية الأمريكية، وعارضا "الحرب الباردة الجديدة"، ويعتقد كل منهما أن الصين والولايات المتحدة يجب ألا تكونا في صراع ومواجهة. قرن من التغيير يتشابك مع وباء القرن، والعالم يقف عند مفترق طرق، والعلاقات الصينية الأمريكية أيضا تقف على مفترق طرق. في هذه اللحظة الحاسمة، وجه رئيسا الدولتين البوصلة نحو العلاقات الصينية الأمريكية، وأشارا إلى الاتجاه الصحيح في تنمية العلاقات الصينية الأمريكية في المستقبل. وهو ما يمثل حافزا مهما يصب في مصلحة البلدين ويلبي توقعات المجتمع الدولي.
لفهم الاتجاه الصحيح لتنمية العلاقات الصينية الأمريكية، يجب ألا ننظر فقط إلى الماضي من خلال تلسكوب تاريخي، بل يجب أيضًا أن نتطلع إلى المستقبل. خلال المكالمة بين رئيسي الدولتين عشية رأس السنة الجديدة في 11 فبراير من هذا العام والمكالمة الثانية بين رئيسي الدولتين في 10 سبتمبر، تحدث الرئيس شي جين بينغ على التوالي عن تاريخ "أكثر من نصف قرن" و " منذ "كسر الجليد" في العلاقات الثنائية عام 1971". وخلال هذا الاجتماع بالفيديو، أكد الرئيس شي جين بينغ أن أهم حدث في العلاقات الدولية على مدار الـ50 عاما الماضية كان إعادة فتح العلاقات الصينية الأمريكية وتنميتها، ما عاد بالفائدة على البلدين والعالم بأسره. وسيكون أهم حدث في العلاقات الدولية في الـ50 عاما القادمة هو أن تجد الصين والولايات المتحدة الطريق الصحيح للتوافق. التاريخ عادل، وأي شيء يفعله السياسي، سواء أكان مزايا أو عيوبًا، يجب أن يُسجّل في التاريخ. قال الرئيس بايدن إنني أتفق مع تصريح الرئيس شي جين بينغ بأن التاريخ عادل وأن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين لا يمكن أن تتم إلا بشكل جيد، ولا يتم إفسادها. يظهر الاجتماع بين قادة البلدين أن الشعور بالمسؤولية التاريخية يجب أن يكون أساسًا مهمًا لقيادة تنمية العلاقات الصينية الأمريكية.
لفهم الاتجاه الصحيح لتنمية العلاقات الصينية الأمريكية، يجب علينا تحمل مسؤوليات كبيرة، والاستمرار في التطلع إلى الأمام، والمضي قدما، وإظهار الشجاعة الاستراتيجية والشجاعة السياسية. لخص الرئيس شي جين بينغ بعمق التجربة والدروس المستفادة من تطوير العلاقات الصينية الأمريكية، وشدد على أنه يجب على الصين والولايات المتحدة الالتزام بالمبادئ الثلاثة للاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين في العصر الجديد. منذ بداية هذا العام، تفاعلت الصين والولايات المتحدة عدة مرات من أنكوريج وتيانجين إلى زيورخ وروما. لطالما أكدت الصين على أن الاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية شرطان أساسيان هامان للتطور الصحي والمستقر للعلاقات الصينية الأمريكية. إن التعايش السلمي بين الصين والولايات المتحدة يخدم المصالح المشتركة للمجتمع الدولي، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة. إن لا صراع ولا مواجهة هو خط يجب على الجانبين التمسك به. ونوه الرئيس شي إلى أن مصالح البلدين متشابكة بشدة، فإن الصين والولايات المتحدة ستستفيدان من التعاون وتخسران من المواجهة. مشيرا إلى أن العالم كبير بما يكفي لتطور البلدين منفردين ومجتمعين، قائلا "الشيء الصحيح الذي يجب القيام به هو اختيار المنفعة المتبادلة والتخلي عن "لعبة المحصلة الصفرية" أو منهج "أنا أربح وأنت تخسر".
لدفع العلاقات الصينية الأمريكية إلى المسار الصحيح للتنمية السليمة والمستقرة، يجب أن نركز على الإجراءات ونلتزم باتجاهات بعضنا البعض. أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أنه يجب على الصين والولايات المتحدة التركيز على أربع أولويات: الأولى هي تركيز جهودهما على تحمل مسؤولياتهما كدولتين كبيرتين وقيادة الاستجابات العالمية للتحديات القائمة؛ والثانية هي تعزيز التبادلات على جميع المستويات وفي مختلف المجالات، بروح المساواة والمنفعة المتبادلة من أجل ضخ المزيد من الطاقة الإيجابية على العلاقات الصينية الأمريكية؛ والثالثة هي إدارة الخلافات والقضايا الحساسة بطريقة بناءة لمنع خروج العلاقات الصينية الأمريكية عن مسارها؛ والرابعة هي تركيز على تعزيز التنسيق والتعاون في القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية الساخنة لتوفير المزيد من المنافع العامة للعالم. تمثل الأولويات في هذه المجالات الأربعة اتجاهات العمل التي يجب أن تركز عليها الصين والولايات المتحدة من أجل التعامل مع شؤونهما الداخلية بشكل جيد وتحمل مسؤولياتهما الدولية. إن اتخاذ الجانبين قرارات سياسية وخطوات إلى الأمام في هذه المجالات سيعود بفوائد ملموسة على شعبي الصين والولايات المتحدة وشعوب جميع دول العالم.
إن تعزيز العلاقات الصينية الأمريكية للعودة إلى المسار الصحيح للتنمية الصحية والمستقرة واحترام المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لبعضهما البعض هو المعنى الصحيح لإدارة الخلافات والسيطرة عليها. لطالما كانت قضية تايوان أهم قضية وأكثرها حساسية في العلاقات الصينية الأمريكية. أشار شي إلى الموجه الجديدة من التوترات عبر مضيق تايوان، وعزا التوترات إلى المحاولات المتكررة من سلطات تايوان للبحث عن الدعم الأمريكي لأجندتها الخاصة بالاستقلال، وكذلك نية البعض من الأمريكيين لاستخدام تايوان لاحتواء الصين. وقال إن "مثل هذه التحركات خطيرة جدا، مثل اللعب بالنار، وكل من يلعب بالنار سيحترق". كما يعد الوضع الراهن الحقيقي لقضية تايوان وما يكمن في قلب مبدأ صين واحدة هو ما يلي: لا يوجد سوى صين واحدة في العالم وتايوان جزء من الصين، وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين، بحسب شي. وأعاد بايدن التأكيد على سياسة الحكومة الأمريكية طويلة الأمد بشأن صين واحدة، وذكر أن الولايات المتحدة لا تدعم "استقلال تايوان" وأعرب عن أمله في أن يحافظ مضيق تايوان على السلام والاستقرار. يتعين على الولايات المتحدة أن تترجم التزاماتها إلى أفعال، وأن تعارض بوضوح وحزم أي إجراءات تتعلق بـ "استقلال تايوان"، وأن تتوقف عن إرسال إشارات خاطئة إلى قوى "استقلال تايوان".
عزز اجتماع الفيديو الصريح والبناء والموضوعي والمثمر بين الصين والولايات المتحدة التفاهم المتبادل بين الجانبين، وزاد من التوقعات الإيجابية للمجتمع الدولي بشأن العلاقات الصينية الأمريكية، وأرسل إشارة قوية إلى الصين والولايات المتحدة والعالم. في الخطوة التالية، يتعين على الولايات المتحدة العمل مع الصين للالتزام بالالتقاء في منتصف الطريق، وتنفيذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا الدولتين بإجراءات ملموسة، والحفاظ على الحوار والتواصل، وتعزيز التعاون متبادل المنفعة، وإدارة الخلافات بمسؤولية، ودفع عودة العلاقات الصينية-الأمريكية إلى المسار الصحيح للتنمية الصحية والمستقرة، بما يعود بالنفع على شعبي الصين والولايات المتحدة وشعوب جميع دول العالم.