بغداد 10 أكتوبر 2021 (شينخوا) شارك ملايين العراقيين في أول انتخابات مبكرة فى اليوم (الأحد) منذ الاحتلال الأمريكي وخامس انتخابات برلمانية منذ الإطاحة بنظام صدام حسين، سعيا منهم لإحداث تغيير حقيقي بحياتهم بعد سنوات من الفوضى والعنف وسوء الإدارة والفساد.
وبعد فتح مراكز الاقتراع أمام الناخبين حرص المسؤولون الكبار على أن يكونوا أول من يصوت فبعد دقائق قليلة أدلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي بصوته، وفي نفس الوقت تقريبا ادلى نجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان بصوته، ثم الرئيس العراقي برهم صالح والزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر فضلا عن زعماء سياسيين وقادة أحزاب بينهم عمار الحكيم وعادل عبد المهدي وغيرهم.
واختلفت انتخابات اليوم عن سابقتها بقانونها الجديد الذي قسم البلاد إلى 83 دائرة انتخابية على عدد مقاعد النساء، بدلا من 18 دائرة على عدد المحافظات واعتمد نظام الترشيح الفردي فضلا عن تغيير مفوضية الانتخابات واختيار قضاة لإدارتها لضمان نزاهتها وحياديتها.
ومن أجل تبديد مخاوف العراقيين حول نزاهة الانتخابات نشرت الأمم المتحدة المئات من موظفيها في عموم المحافظات لمراقبة سير الانتخابات العراقية، مؤكدة أنها أكبر بعثة انتخابية للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم.
وذكرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في بيان " أن الأمم المتحدة تفخر بدعم جميع العراقيين وهم يدلون بأصواتهم".
ويؤكد المشاركون في الانتخابات والمراقبون أن الانتخابات سارت بشكل جيد وتمت الأمور بشكل سلس ودون حدوث أية خروقات.
كما أشاد الزعيم البارز مقتدى الصدر بنجاح الانتخابات قائلا بتغريدة على ((تويتر)) "وعدناكم بانتخابات مبكرة وأوفينا وها هي تمر علينا بنجاح باهر من الناحية الأمنية والمهنية".
وقدم شكره للقائمين على الانتخابات وللناخبين ولرئيس الوزراء المنتهية ولايته ولمحبي الإصلاح.
من جانبها قالت وسن أسماعيل، مراقبة في أحد المراكز لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في المركز الذي أراقب فيه لم نسجل أي توقف في عمل الأجهزة والأمور سارت بشكل طبيعي بدون أية مشاكل".
وأضافت "أن المراقبين الدوليين زارونا واطلعوا على سير العملية الانتخابية وسألونا إن كنا قد سجلنا ملاحظات أو سلبيات خلال فترة مراقبتنا للانتخابات".
وأكد العشرات من العراقيين الذين التقيناهم بعد أن ادلوا بأصواتهم أن هدفهم وغايتهم من المشاركة في الانتخابات هو تحقيق التغيير والإصلاح والعيش حياة حرة كريمة في وطن موحد دون تفرقة.
وفي السياق وصف الفنان العراقي المشهور عزيز خيون مشاركته بالانتخابات بأنها تجربة في غاية الأهمية وهي الطريق الأسلم لتحقيق الحلم بوطن عراقي يجمع كل العراقيين.
وقال خيون لـ((شينخوا)) بعد الادلاء بصوته بمركز اقتراع المسرة بمنطقة الصالحية وسط بغداد، الانتخابات تجربة في غاية الأهمية من أجل الوطن، مضيفا اعتقد أنها الطريق الأسلم لتحقيق الحلم بوطن عراقي يجمعنا جميعا بدون حزب وبدون قومية وبدون أي شيء آخر، عراق واحد يجمع الكل تحت خيمته.
وتابع "نبحث عن وطن عراقي وديمقراطية وحرية وعيش محترم وإنسان محترم مع تحقيق العدالة وأن تكون خيرات الوطن للجميع دون استثناء وهذا ما نبحث عنه في الانتخابات".
وفي رده على سؤال بشأن جلب واشطن للديمقراطية للعراق، قال "أي محتل وأي غازي لا يمكن أن يعطيك ما تحلم به، هو يختار لك الزي ويختار لك اللون ولن يعطيك حياة كما تهوى".
وأضاف "مرت نحو 19 سنة وبقي نفس الحلم لدينا وهو وطن وعدالة اجتماعية ومواطن عراقي يعيش بأمان وبحرية وباحترام وبكرامة" متسائلا هل منحنا الاحتلال هذه الأشياء؟ ثم يجيب لم يمنحنا أي شيء وما نزال نحلم بوطن عراقي وديمقراطية وبحاكم يضع العراق بين عينيه، أمريكا فعلت شيئا واحدا أنها دمرت هذا الوطن وأخرت تحقيق حلمنا وأنها لم تحترم الإنسان العراقي".
من جانبها قالت لمى ليث مدرسة لغة إنجليزية لـ((شينخوا)) "شاركت في الانتخابات من أجل العراق الذي أحبه، شاركت للمساهمة بالقضاء على الفساد وأن تتوفر الحقوق لكل مواطن عراقي، وأن لا أرى أي فقير في العراق ".
وأضافت "هذا الذي نطمح به أن يتحقق من خلال الانتخابات ونأمل أن يتحقق".
بدوره قال المهندس محمد شيوي (30 سنة) اتمنى أن يتقدم البلد نحو الأمام وأن يعم الأمن والأمان وأن تتوفر الخدمات الرئيسية، مؤكدا أن سبب مشاركته في الانتخابات هو تحقيق التغيير الذي يصبوا اليه الشعب العراقي.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السابعة صباحا بتوقيت بغداد المحلي ولغاية الساعة السادسة مساء، حيث أغلقت صناديق الاقتراع إلكترونيا.
وتنافس 3249 مرشحا بينهم 951 امرأة و789 مستقلا و959 مرشحا ضمن 21 تحالفا و1501 مرشح ضمن قوائم الأحزاب البالغة 167 حزبا بينها 58 حزبا ضمن التحالفات، للفوز بمقاعد البرلمان الـ 329 في 83 دائرة انتخابية.
وجرت الانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الأمن شملت إغلاق المطارات والمنافذ الحدودية منذ الساعة التاسعة من مساء أمس ومنع الانتقال بين المحافظات ومنع حركة عجلات الحمل والقطارات والدراجات والعربات، ونشرت قوات خاصة في العاصمة والمحافظات لتوفير أجواء آمنة للناخبين.
ولم يسجل أي خرق أمني في هذه الانتخابات التي لم تفرض فيها القوات الأمنية حظرا للتجوال على العكس من الانتخابات السابقة.
وكان الاقتراع الخاص الذي شمل القوات الأمنية والنازحين والسجناء أجري يوم أمس الاول وبلغت نسبة المشاركة فيه 69 % وفقا لما أعلنته مفوضية الانتخابات.
وزارة الصحة من جانبها كانت حريصة على تطبيق إجراءات الوقاية من (كوفيد-19) فنشرت في كل مراكز الاقتراع كوادر طبية تقوم بفحص درجة حرارة كل الداخلين للمراكز وتوزيع الكمامات وتعقيم أيديهم فضلا عن نشر لوحات تشير إلى ضرورة المحافظة على التباعد الاجتماعي وترك المسافة بين كل شخص وآخر.
وجرت آخر انتخابات برلمانية عراقية في 12 مايو عام 2018.
وكان من المفترض أن تجري الانتخابات المقبلة في عام 2022، لكن تقرر إجراء انتخابات مبكرة بعد احتجاجات شعبية انطلقت في أكتوبر 2019 في بغداد وتسع محافظات وأجبرت الحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي على الاستقالة.