مقالة : اكتشاف مصر لحوت برمائي عاش قبل 43 مليون عام طفرة في علم الحفريات

/مصدر: شينخوا/  2021:09:13.11:31

المنصورة، مصر 11 سبتمبر 2021 (شينخوا) بقايا من العظام المتحجرة منها جمجمة كبيرة مكسورة غير بشرية وفك سفلي طويل وبعض الأسنان المعوجة الطويلة والمعزولة وأجزاء من ضلوع وفقرات كانت موضوعة في صندوق خشبي مفتوح على طاولة كبيرة في مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية شمال العاصمة المصرية القاهرة.

وتنتمي هذه الحفريات لحوت برمائي قديم ذي أربعة أرجل عاش قبل 43 مليون عام، وتم اكتشافها مؤخرا في صخور في واحة الفيوم بالصحراء الغربية في مصر، وأطلق على هذا الحوت الجديد اسم "فيومسيتس أنوبيس" (Phiomicetus anubis) من قبل باحثي مركز الحفريات بجامعة المنصورة.

ويعتبر الاكتشاف طفرة في علم الحفريات وعلم الحيوان تساعد في تتبع قصة انتقال الحيتان قديما من اليابسة إلى البحر.

وقال الدكتور هشام سلام مؤسس مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وأستاذ الحفريات الفقارية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة "نحن نسجل لأول مرة جنسا ونوعا جديدا من الحيتان البرمائية التي كانت بمثابة حلقة الوصل بين الحيتان التي عاشت قديما على الأرض وتلك التي تعيش اليوم في البحار والمحيطات".

وأضاف سلام لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه "جنس ونوع جديد لأن صفاته التشريحية تشير إلى أنه مختلف تماما عن أي نوع آخر معروف من قبل"، واصفا الاكتشاف بأنه مثل "براءة الاختراع".

وكان عبدالله جوهر وهو باحث في مركز الحفريات والمؤلف الرئيسي لدراسة الاكتشاف التي نشرت مؤخرا في أحد مجلات الأبحاث البيولوجية العالمية المرموقة، مشغولا داخل المركز بتنظيف حفريات الحوت القديم مستخدما الفرشاة وبعض الأدوات الأخرى.

وأوضح جوهر أن القطع التي تم العثور عليها تشمل جمجمة الحوت غير المكتملة والفك السفلي الأيمن وجزءا من الفك السفلي الأيسر وبعض الأسنان المعزولة وأجزاء مختلفة من الضلوع والفقرة العنقية الخامسة والفقرة الصدرية السادسة.

وقال الباحث لـ ((شينخوا)) "إنه إنجاز كبير لأنها المرة الأولى في التاريخ التي يقوم فيها فريق عربي أو مصري بتسمية جنس ونوع جديد من الحيتان لم يكن معروفا للعالم من قبل".

وأشار جوهر إلى أن الدراسة خلصت إلى أن طول الحوت 3 أمتار ووزنه 600 كيلو جرام، وعرض صورة ملونة لشكل تخيلي للحوت القديم ذي الأربعة أرجل.

وتم استخراج حفريات "فيومسيتس أنوبيس" بواسطة فريق بحثي من وزارة البيئة المصرية بقيادة الدكتور محمد سامح، وهو مؤلف مشارك في الدراسة، ثم تم نقلها بعد ذلك إلى مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية للدراسة.

وسمي جنس الحوت المصري الجديد "فيومسيتس" (Phiomicetus) نسبة إلى واحة الفيوم التي استخرجت منها حفرياته، بينما تم تسمية نوع الحوت "أنوبيس" (anubis) إشارة إلى إله الموت والتحنيط والحياة الأخرى عند قدماء المصريين وذلك لإضفاء الطابع الفرعوني على الاسم العلمي.

ويتردد بعض طلاب قسم الجيولوجيا بكلية العلوم على مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية الذي يقع داخل الكلية بغرض التدريب ومساعدة الباحثين أثناء عملهم في الحفريات.

وقال الطالب أحمد أشرف الذي يبلغ من العمر 19 عاما "إنه لشرف عظيم أن أكون متدربا في مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، وآمل أن أكون يوما ما جزءا من بحث علمي مهم هنا في المستقبل".

من جانبه أكد الدكتور أسامة العيان عميد كلية العلوم بجامعة المنصورة أن الدولة والجامعة تقدمان كل الدعم المادي والمعنوي للبحث العلمي بالكلية.

وقال عميد الكلية لـ ((شينخوا)) "إن مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وضع جامعة المنصورة، وبالأخص كلية العلوم، على خريطة العالم العلمية"، مشيرا إلى أن جامعة المنصورة تحتل المرتبة الأولى بين الجامعات المصرية من حيث البحث العلمي.