9 سبتمبر 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ قال يو شيه جون الباحث في مركز أبحاث التكنولوجيا الفائقة التابع لأكاديمية خنان للعلوم لمراسل صحيفة العلوم التكنولوجية اليومية "إنها المرة الأولى التي نستخدم فيها عشب جيونتساو" الواحة رقم 1" للتحكم الشامل في تلوث المعادن الثقيلة في الأراضي الزراعية الجافة في شمال الصين، حيث أن بحثهم هذا يسدّ فجوة في مجال معالجة التربة المحلية وهم بصدد تقديم طلب للحصول على براءة اختراع.
بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ برسالة تهنئة إلى منتدى التعاون الدولي للتنمية المستدامة بمنافسة الذكرى العشرين لمساعدة تكنولوجيا جيونتساو الذي عقد في بكين مؤخرا، مشيرا إلى أن " تكنولوجيا جيونتساو هي تقنية صينية فريدة تم تطويرها من أجل "استبدال العشب بالخشب" في مجال زراعة الفطريات، "ونسعى لجعل نبات جيونتساو نبات خير وسعادة والذي يعود بالفائدة على الناس في البلدان النامية. "
كما أضاف يو شيه جون أن دور نبات جيونتساو بشكل عام هو أولا تحسين التربة وخاصة تثبيت الرمال ومنع تآكل التربة وزيادة محتوى المادة العضوية، كما تم استخدامه في جنوبي الصين لإصلاح الأراضي الملوثة بالمعادن الثقيلة.
وبتوجيه من البروفيسور لين تشان شوان كبير العلماء في المركز الوطني لبحوث التكنولوجيا الهندسية ومخترع تكنولوجيا جيونتساو، قام الباحثون في مقاطعة خنان بتحويل جيونتساو إلى "عشب بيئي" ونجحوا في استكشاف طريق تكنولوجيا معالجة حيوية منخفضة التكلفة وذات فائدة كبيرة ومستدامة على المدى والتي جلبت أفكارًا جديدة لمعالجة التربة للأراضي الزراعية الجافة في الشمال، كما وسعت الاستخدامات الجديدة لتكنولوجيا جيونتساو الفريدة من نوعها في الصين.
قال يو شيه جون بأن خنان هي مقاطعة زراعية رئيسية، وأن حل مشكلة ترميم التربة الزراعية وخاصة التغلب على "المرض المستعصي" المتمثل في تلوث الأراضي بالمعادن الثقيلة هي أهم قضية يواجهها الباحثون والعلماء.
وقال إن تقنية معالجة التربة بشكل عام لها نوعان من الطرق التقنية أحدهما هو تعطيل المعادن الثقيلة في التربة من خلال الوسائل الكيميائية لتقليل امتصاص المحاصيل الزراعية لهذه المعادن. لكن تأثير تطبيق هذا النوع من التكنولوجيا ليس مثاليا والتكلفة مرتفعة للغاية.
أما الخيار الثاني فيتمثل في المسار البيولوجي، مثل إزالة المواد الضارة في التربة من خلال تقنية استخراج النباتات. ولكن هذه الطريقة واجهت مشكلة التكيف البيئي، فالعديد من النباتات التي أعطت مردودا جيدا خلال التجارب التطبيقية في الجنوب لا يمكنها تحمل الشتاء في الشمال. بالإضافة إلى ذلك يجب حرق النباتات المستخرجة بشكل احترافي، مما سيؤدي إلى مشاكل جديدة في التكلفة وانبعاثات الكربون.
كيف تم إيجاد طريق تقني بتكلفة منخفضة وقدرة قوية على التكيف مع البيئة؟
بعد الفحص المستمر دخل جيونتساو إلى مجال رؤيتهم. وقال يو شيه جون بأن جيونتساو هو مصطلح جماعي لـ 47 نوعا من الأعشاب الهجينة الصالحة لزراعة الفطريات. وقد قدمت أكاديمية خنان للعلوم منذ 4 سنوات جيونتساو "واحة رقم 1"، والذي يعتبر سلالة جديدة من جيونتساو في الصين. وبالمقارنة مع نباتات الذرة فإن هذا العشب يتميز بوفرته وهو ينمو بسهولة إذ يمكن أن يصل ارتفاعه إلى أربعة أو خمسة أمتار. علاوة على ذلك هو مقاوم للجفاف والفيضانات والتجمد ولا يحتاج إلى أسمدة كيميائية وينمو في البرّية ويصل عمره إلى 20 إلى 30 سنة.
تولي مجموعة أبحاث جيونتساو التابعة لأكاديمية خنان للعلوم أهمية كبيرة لقدرته الفائقة في معالجة التربة. أثبتت التجارب أن قدرته على إزالة المعادن الثقيلة قوية جدًا حيث أنه في الأراضي المتوسطة التلوث يمكن لمو واحد من هذه الأعشاب أن يُزيل 20 جراما من الرصاص و2 جراما من الكادميوم كل سنة.
في 27 مايو من السنة الماضية، اقترحت مقاطعة خنان خطة لبناء حاجز بيئي لآلاف الأميال من جيونتساو، وتسعى جاهدة لزراعة 500 ألف مو منه في غضون ثلاث سنوات وأكثر من مليون مو في خمس سنوات. وقد أكد الباحث لين تشان شي على هذا الأمر، حيث أنه تم تحديد محافظة لانكاو للاختبارات كقاعدة توضيحية للمركز الوطني لأبحاث الهندسة التكنولوجية لجيونتساو.
وفي 18 يونيو من هذه السنة، تم البدء في تشييد المجمع الصناعي لعلوم وتكنولوجيا الابتكار لجيونتساو البيئي على النهر الأصفر بووتشي وشنمو، حيث أنه من خلال بناء عشرة آلاف مو من هذا المجمع الصناعي، سيتم إنشاء نموذج توضيحي لسلسة صناعة جيونتساو.