بغداد 29 أغسطس 2021 (شينخوا) أكد خبراء أن مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد يوم أمس (السبت) في العاصمة العراقية بغداد بمشاركة 9 دول حقق نجاحات جيدة ستنعكس بصورة ايجابية على العراق والمنطقة بأسرها.
وشارك في المؤتمر الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ونائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ووزراء خارجية كل من السعودية وتركيا وإيران، والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي.
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بكلمته بافتتاح المؤتمر إن "هذا المؤتمر يعقد في ظرف حساس وتاريخي ليمثل زخما جديدا لمساعي العراق بتوطيد علاقاته الخارجية على أسس التعاون والتضامن والتفاهم المشترك والعلاقات الأخوية والمصالح المشتركة".
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي ناظم علي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن نجاح المؤتمر يكمن في أنه ركز على الجانب الاقتصادي والامني وتجاوز الخلافات. والتأكيد على المشتركات لان كل الدول بحاجة للتعاون في مجال الاقتصاد، والاقتصاد يتطلب توفير الامن. وبما أن الارهاب يستهدف جميع الدول، فإن تعاون هذه الدول بمكافحة الارهاب سينعكس بصورة ايجابية على العراق ودول المنطقة والعالم".
وأوضح أن المؤتمر خلق الأجواء لعقد لقاءات ثنائية بين دول كانت تشهد صراعات وخلافات كبيرة، مبينا أن اللقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم ساهم في زيادة التقارب بين الدولتين وبما ينعكس بصورة ايجابية على العلاقات بينهما والمنطقة بأسرها.
وأعرب عن اعتقاده بأن المؤتمر خطوة للأمام باتجاه حلحلة الازمة بين طهران والرياض، خصوصا وأن العراق سبق له أن رعى مفاوضات أمنية رفيعة المستوى بين الدولتين.
وكان المشاركون في المؤتمر أصدروا بيانا في ختام أعماله أعربوا فيه عن "وقوفهم إلى جانب العراق حكومة وشعبا"، وشددوا على "ضرورة توحيد الجهود الاقليمية والدولية وبالشكل الذي ينعكس إيجابا على استقرار المنطقة وأمنها".
أما الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر فقد اعتبر استضافة العراق للمؤتمر بأنها انعطافة في غاية الاهمية من الناحية الاقتصادية والامنية، وفيها دلالة واضحة على اهمية العراق في المنطقة.
وقال الصدر في تغريدة على ((توتير)) "إن المؤتمر نجح في جمع أطراف عديدة يمكن للعراق أن يلعب فيها دورا مهما في استتباب الامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط"، مضيفا "أجمل ما في ذلك انفتاح العراق الدولي والاقليمي وكذلك انفتاحه مع الدول العربية".
بدوره، أعرب محمود الشناوي مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية والخبير في الشئون الاقليمية عن اعتقاده، بأن نجاح العراق في جمع الأضداد خلال قمة بغداد، يعد في حد ذاته تحولا استراتيجيا، يؤشر إلى أن هناك خارطة جديد للعلاقات بين دول المنطقة يتم رسمها بعناية.
وأكد الشناوي لـ((شينخوا)) أن مخرجات المؤتمر تمثل بادرة حسن نوايا ورغبة ظاهرة من المشاركين لتهيئة أرضية مواتية للتعاون الذي يعظم من قيمة ثروات وإمكانيات هذه المنطقة المهمة من العالم.
وقال إن "اللقاءات الثنائية والحوارات الجانبية التي جرت على هامش القمة، تعد تتويجا لجهود متعددة الأطراف كانت بغداد عاملا مشتركا فيها"، مضيفا أن "العراق الذي كان خلال سنوات طويلة أرضا للحرب بالوكالة، سوف يتحول خلال المرحلة المقبلة إلى أرض صالحة وقوية لبناء علاقات من التعاون البناء بين دول بلغ الشقاق بينها أشده خلال السنوات الماضية".
ونوه الشناوي بأن الحضور المصري رفيع المستوى برئاسة الرئيس السيسي وما تكنه مصر للعراق من رغبة صادقة في أن يعود إلى محيطه الإقليمي قويا معافى، سيكون له الأثر الكبير في تخفيف آثار النفوذ الخارجي في العراق الذي أثر سلبيا على مقدرات العراق خلال السنوات الماضية.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح قال خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "إن العراق بعلاقته المتوازنة يهدف لتحقيق استقرار المنطقة وسلامها وإنهاء التوترات التي تشوبها ويعمل على أن يكون ساحة لتلاقي مصالح شعوبها".
وأضاف "أن مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة يعتبر نقلة مهمة نحو تحقيق هذه الآفاق المشتركة عبر التأسيس لأطر وتفاهمات تكون مسارا لما هو مأمول لمستقبل المنطقة".
ويرى المراقبون أن أهمية المؤتمر تكمن في التركيز على المشتركات بين الدول والابتعاد عن مناقشة القضايا الخلافية حاليا، كونه يركز على تأسيس ارضية صحيحة للتعاون والشراكة لفتح صفحة جديدة يمكن في المستقبل البناء عليها لحل كل القضايا الخلافية.
وقال الدكتور نجيب الجبوري استاذ القانون بالجامعة العراقية "أعتقد أن هذا المؤتمر يمكن أن يكون نقطة انطلاق لبناء علاقات اقتصادية وأمنية بين دول المنطقة للتقارب فيما بينهما من خلال التعاون والشراكة، خصوصا وأن العراق أعلن فتح أبواب الاستثمار امام الجميع".
وأكد أن لغة الخطاب للدول المشاركة في المؤتمر تغيرت نبرتها بصورة إيجابية، بما يدل على رغبتها في مساندة العراق والوقوف معه للتخلص من مخلفات الماضي.
وأضاف أن "الرسالة التي وجهها الرئيس السيسي في خطابه للشعب العراقي كانت رسالة مؤثرة جدا وأثرت بصورة كبيرة على أبناء الشعب العراقي".
وخاطب الرئيس السيسي الشعب العراقي قائلا "إن الشعب الذي يملك هذه الحضارة وهذا التاريخ المشرف يملك بلا شك مستقبلا واعدا بفضل أبنائه وسواعدهم وما يحدوهم من أمل وحافز نحو تحقيق غد أفضل، وأؤكد أن لكم في مصر إخوة حريصين على نهضتكم، مرحبين بنقل تجربتهم وخبراتهم في مجالات مختلفة إيمانا بوحدة المصير والهدف لنسير معا على طريق المستقبل الذي تضيئه إرادتنا وثقتنا في قدرتنا الصلبة على اجتياز الصعاب أيا كانت".