القاهرة 7 يوليو 2021 (شينخوا) بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الكونغو الديمقراطي فيلكس تشيسيكيدي، هاتفيا اليوم (الأربعاء) مستجدات قضية سد النهضة، عشية جلسة مرتقبة لمجلس الأمن الدولي حول هذا الملف.
وذكرت الرئاسة المصرية، في بيان أن السيسي تلقى اليوم اتصالا هاتفيا من تشيسيكيدي، تناولا خلاله "وجهات النظر بشأن مستجدات قضية سد النهضة، وذلك في إطار انعقاد جلسة لمجلس الأمن غد الخميس للنظر في القضية".
وأعرب السيسي، عن "التقدير للاهتمام الذي توليه الكونغو الديمقراطية، بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، بملف سد النهضة، والجهد الذي بذله الرئيس تشيسيكيدي لرعاية المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، من أجل التوصل إلى اتفاق يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث ويحفظ حقوقها المائية".
وأكد أن "قيام مصر والسودان بطلب عقد جلسة لمجلس الأمن للنظر في قضية سد النهضة كان نتيجة للتعنت ومحاولات فرض الأمر الواقع من جانب إثيوبيا، الأمر الذي أدى إلى تعثر مسار المفاوضات الجارية برعاية الاتحاد الإفريقي".
وأوضح أن "تحرك مصر والسودان في مجلس الأمن يهدف لتعزيز المسار الإفريقي، ويؤكد على قيادة الاتحاد الإفريقي ورئاسته للمسار التفاوضي، مع تمكين رئاسة الاتحاد الإفريقي، بالتعاون مع الدول والأطراف المشاركة، من الاضطلاع بدور فعال في تسيير النقاش، ومعاونة الدول الثلاث على التوصل لاتفاق ملزم قانونا لملء وتشغيل سد النهضة في إطار زمني وواضح ومحدد".
من جانبه، أعرب الرئيس تشيسيكيدي عن "التقدير لجهود مصر في إطار مسار المفاوضات لضمان نجاحه، بهدف الوصول إلى حل لقضية سد النهضة"، مؤكدا "استمرار التنسيق المكثف بين البلدين خلال الفترة المقبلة للعمل على الوصول إلى اتفاق عادل ومتوازن بشأن هذه القضية الحيوية".
ورأى أن "التحرك المصري - السوداني في مجلس الأمن من شأنه أن يدعم مساعي التوصل لحلول إفريقية للمشاكل الإفريقية"، مشيرا إلى "أهمية تكاتف الجهود لتوفير كافة العوامل والسبل اللازمة لتعزيز المسار الإفريقي لتمكين الدول الثلاث من التوصل لاتفاق، ومن ثم الحيلولة دون زعزعة الاستقرار في المنطقة".
وعقدت مصر والسودان وإثيوبيا مفاوضات ماراثونية على مدار سنوات حول سد النهضة دون جدوى، سواء في الإطار الثلاثي، أو تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي، وأخيرا تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.
واقترح السودان، تغيير منهجية التفاوض وتوسيع مظلة الوساطة الإفريقية لتصبح رباعية بضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما أيدته مصر، ورفضته إثيوبيا، ما دفع الخرطوم والقاهرة للجوء إلى مجلس الأمن الدولي.
وتبني أديس أبابا، سد النهضة على مجرى النيل الأزرق، وسيكون أكبر سد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا.
وتقول إثيوبيا إن المشروع حيوي لنموها الاقتصادي، بينما تتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب، فيما يحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب.
ويعد نهر النيل المصدر الرئيسي للمياه في مصر، التي تعاني من "الفقر المائي"، حيث يبلغ نصيب الفرد فيها أقل من 550 مترا مكعبا سنويا.