أصدرت منظمة الصحة العالمية، يوم 30 يونيو، بيانًا صحفيًا جاء فيه أن الصين قد حصلت رسميًا على شهادة منظمة الصحة العالمية للتخلص من الملاريا. وذكر البيان أن خفض حالات الإصابة بالملاريا في الصين من 30 مليون حالة في الأربعينيات من القرن الماضي إلى صفر حالة الآن يعد إنجازًا رائعًا.
قام المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بتهنئة الصين على القضاء على الملاريا في بيان صحفي. وقال تيدروس إن نجاح الصين لم يتحقق بسهولة، ويرجع ذلك أساسًا إلى عقود من الوقاية والسيطرة الدقيقة المستمرة في الصين.
وقال تاكيشي كاساي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة غرب المحيط الهادئ: "إن جهود الصين الدؤوبة لتحقيق هذا الإنجاز الهام تُظهر أن الالتزام السياسي القوي وتعزيز نظام الصحة الوطني يمكن أن يتغلب على التحدي الرئيسي للصحة العامة المتمثل في الملاريا. إن إنجازات الصين تجعل منطقة غرب المحيط الهادئ أقرب خطوة نحو هدف القضاء على الملاريا".
وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، لا يمكن لأي بلد أو منطقة الحصول على شهادة القضاء على الملاريا، إلا في حال عدم وجود حالات ملاريا محلية لمدة 3 سنوات متتالية، بالإضافة إلى إنشاء نظام فعال للكشف السريع عن الملاريا ومراقبتها، ووضع خطة للوقاية من الملاريا ومكافحتها. لم تسجل الصين أي حالات ملاريا أولية محلية تم الإبلاغ عنها لمدة 4 سنوات متتالية، وذلك منذ عام 2017، وتقدمت رسميًا إلى منظمة الصحة العالمية للحصول على شهادة القضاء على الملاريا العام الماضي.
خلال البيان الصحفي، أوضحت منظمة الصحة العالمية كذلك بالتفصيل ممارسات الصين وخبراتها في القضاء على الملاريا. اكتشف العلماء الصينيون مادة الأرتيميسينين واستخلصوها من طب الأعشاب الصيني، ويعتبر العلاج المركب المكون من مادة الأرتيميسينين أكثر الأدوية فعالية في علاج الملاريا. واستنادا إلى ذلك، تحصلت تو يويو على جائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء. وتعد الصين أيضًا واحدة من أوائل الدول التي تستخدم الناموسيات الطبية على نطاق واسع للوقاية من الملاريا.
بالإضافة إلى ذلك، أنشأت الصين نظامًا وطنيًا للإبلاغ عن الملاريا والأمراض المعدية الأخرى وشبكة اختبار معملية للملاريا، وحسّنت نظام رصد ناقلات الملاريا ورصد مقاومة الملاريا، وتمت صياغة استراتيجية العمل المتمثلة في "تتبع القرائن، والتحقق من مصدر العدوى"، وتم استكشاف نموذج العمل "1-3-7" للإبلاغ عن الملاريا والتحقيق والتخلص منها و "خط الدفاع 3+1" في المناطق الحدودية وتلخيصها. نموذج العمل "1-3-7"، بمعنى الإبلاغ عن حالة في غضون يوم واحد، ومراجعة الحالة وتداولها في غضون ثلاثة أيام، والتحقيق في مكان الوباء ومعالجته في غضون سبعة أيام. أصبح هذا النموذج نموذج عمل عالميا للقضاء على الملاريا وتمت كتابته رسميًا في الوثائق الفنية لمنظمة الصحة العالمية لترويجه وتطبيقه على مستوى العالم.
وأشاد بيدرو ألونسو، مدير البرنامج العالمي لمكافحة الملاريا بمنظمة الصحة العالمية، بإنجازات الصين وخبرتها في القضاء على الملاريا. وأشار إلى أن الصين تقوم منذ عقود باستكشافات متواصلة، وتحقق نتائج ملموسة، ولها تأثير مهم في الحرب العالمية ضد الملاريا. أدى استكشاف وابتكار الحكومة الصينية والشعب الصيني إلى تسريع وتيرة القضاء على الملاريا.
وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، في عام 2019، كان هناك ما يقرب من 229 مليون حالة ملاريا في جميع أنحاء العالم و409000 حالة وفاة. من بينها، أكثر من 90٪ من الإجمالي العالمي لحالات الإصابات بالملاريا والوفيات تتواجد في المنطقة الأفريقية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.