بغداد 8 أبريل 2021 (شينخوا) في منطقة العامرية غربي بغداد يجلس المعالج العراقي رائق طارق، داخل عيادته الخاصة لاستقبال مرضاه، الذين يعانون من أمراض مختلفة ويفضلون العلاج بالطب الصيني التقليدي لتجنب أي أعراض جانبية للأدوية المصنعة بطرق كيميائية.
ويقدم طارق خدماته العلاجية لكثير من الأمراض ابتداء من أوجاع المفاصل وآلام الظهر والفقرات العنقية والانزلاق الغضروفي والجلطات الدماغية وأمراض الركبتين، وصولا إلى الأمراض الأكثر خطورة مثل الضغط والسكر والحساسية.
وتغطي جدران العيادة الواقعة في مبنى من طابق واحد في حي شعبي غربي العاصمة العراقية مجموعة صور تظهر طرق العلاج بالطب الصيني التقليدي، من بينها صور لمجسمات تظهر النقاط التي يستخدمها المعالجون لغرز الإبر الصينية في الجسم، فضلا عن أدوات المعالج.
ويعمل طارق في عيادته الخاصة منذ أكثر من 15 عاما، وتنقل في مناطق مختلفة من بغداد إلى أن استقر به الحال ليخصص جزءا من منزله بمنطفة العامرية كعيادة لاستقبال المرضى.
وبدأ الرجل مشواره في ممارسة الطب الصيني التقليدي بعدما دخل دورات عديدة على أيدي أطباء عراقيين تلقوا تدريبات متخصصة في هذا المجال في جمهورية الصين الشعبية، وهو الآن مسؤول مركز الطب الصيني التابع لوزارة الصحة في العراق.
وبجانب التدريبات، التي تلقاها ليزيد من خبرته ويكتسب المزيد من المهارات العلاجية، رشحته وزارة الصحة لدورة تدريبية في الصين مطلع العام الماضي، إلا أن تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) حال دون تحقيق حلمه.
ويقول طارق، الذي تخرج من كلية التمريض بجامعة بغداد قبل أكثر من 30 عاما، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الطب الصيني التقليدي يحظى بثقة في العراق، وهو جزء من المؤسسة الطبية الرسمية، مشيرا إلى أن مركز الطب الصيني التابع لوزارة الصحة العراقية افتتح لأول مرة في مستشفى الواسطي الحكومي عام 1980، ومن ثم انتقل إلى مجمع مدينة الطب، وتحديدا في مستشفى غازي الحريري للجراحة.
ويضيف أن المركز ينظم دورات للأطباء الراغبين باستخدام الطب الصيني في معالجة مرضاهم، لافتا إلى أنه يستقبل أطباء من مختلف التخصصات، ومنها العظام والمجاري البولية والباطنية وغيرها من التخصصات.
كما أن الكثير من الأطباء العراقيين سافروا إلى الصين، وتلقوا تدريبات هناك ثم عادوا إلى العراق لمعالجة المرضى، بحسب طارق.
ويشير إلى أن الطب الصيني أو الطب البديل ازدهر بشكل كبير في العراق في حقبة التسعينيات من القرن الماضي عندما افتقد العراق الكثير من الأدوية بسبب الحصار الأمريكي، مما جعل الحكومة العراقية في ذلك الوقت تتجه إلى استخدام الطب الصيني لمعالجة الكثير من الأمراض وإيجاد بدائل للأدوية الناقصة بالسوق العراقي.
وما يميز العلاج بالطب الصيني، وفق طارق، أنه لا يخلف أعراضا جانبية على المرضى كما يحدث في بعض الأحيان عند استخدام الأدوية العادية المصنعة بطرق كيمائية، كما أنه غير مكلف من الناحية المادية.
ويقول طارق "يلجأ إلينا المرضى بسبب انخفاض تكلفة العلاج، كما أن الكثير منهم يتخوفون من آثار وأعراض الأدوية التقليدية (..) لذلك يلجأون إلى الطب البديل، وخاصة الطب الصيني".
ويستخدم الطب البديل الأعشاب والمراهم والإبر الصينية، وهي مجموعة من الإبر تغرز في نقاط معينة منتشرة في جسم الإنسان من الرأس إلى القدم بحسب الحالة المرضية لإزالة الألم والمساعدة على التعافي.
ويشير طارق إلى أن الإبر الصينية تعد واحدة من أهم طرق العلاج بالطب الصيني، بجانب عشبة الموكسا، التي تستخدم في علاج الكثير من الأمراض، فضلا عن مراهم وعلاجات طبيعية أخرى.
ومن أبرز الأمراض، التي يعالجها الطب الصيني، أمراض المفاصل وآلام الظهر والفقرات العنقية، بالإضافة إلى أمراض الحساسية والربو والضعف الجنسي والسمنة المفرطة وأمراض أخرى، بحسب طارق.
وفي عيادته، وخز طارق مجموعة من الإبر الرفيعة في ظهر مريض كان ممددا على سرير أمامه، مشيرا إلى أن هذه الإبر هي الجزء الأساسي من علاج ألم أسفل الظهر، الذي يعاني منه المريض منذ فترة ليست بالقليلة.
وقال العراقي محمد ياسر بعد جلسة العلاج لـ(شينخوا) إنه "يشعر بتحسن كبير بعد أربع جلسات للعلاج بالإبر الصينية، وأصبح أكثر قدرة على الحركة وممارسة حياته بشكل طبيعي".
وأشار إلى أنه كان قد أصيب بألم أسفل الظهر أقعده عن العمل لعدة أشهر راجع خلالها العديد من الأطباء المختصين بأمراض المفاصل والفقرات، إلا أن وضعه لم يتغير رغم أنه أنفق أموالا طائلة، وجرب الكثير من الأدوية، التي سببت له مضاعفات صحية.
ويؤكد المعالج رائق طارق "أننا اليوم بحاجة إلى الطب الصيني التقليدي لعلاج الكثير من الحالات المرضية، التي يفشل الطب الحديث في إيجاد حلول لها أو تسبب فيها العلاجات الكيميائية آثارا جانبية"، مشيرا إلى أن الطب الصيني "يوفر علاجات آمنة ونافعة بتكاليف مادية بسيطة".