في الشهرين الأولين من هذه السنة بلغت القيمة الإجمالية لاستيراد وتصدير السلع في الصين 5.44 تريليون يوان بزيادة قدرها 32.2%عن نفس الفترة من العام الماضي، حيث أظهرت المؤشرات بأن نسبة الصادرات ارتفعت بشكل قوي وتجاوزت نسبة 50.1% عن السنة الماضية أيضا. ومنذ شهر يونيو الماضي استمر هذا الإتجاه في نسقه التصاعدي بعد أن كان سلبيا في بداية سنة 2020.
مع التقدم المستمر في الانفتاح رفيع المستوى ستستمر التجارة الخارجية للصين في نسقها التصاعدي لهذه السنة. إذ أنه وبمساعدة البحث والتطوير التكنولوجي وتدريب المواهب وقطارات الشحن الصين- أوروبا والتجارة الإلكترونية العابرة للحدود سوف تتعمق التجارة الخارجية للصين في السوق الدولية وتسعى جاهدة لتحقيق مزايا تنافسية أكبر.
وقال وو شياو بينغ رئيس شركة سايوو لتكنولوجيا التطبيق بمدينة سوتشو، بأنه حتى في عطلة عيد الربيع تجاوز معدل تشغيل خط إنتاج الشركة 80 بالمائة "لقد كانت لدينا العديد من الطلبيات، والجميع يعملون بنشاط وحيوية".
كشركة رائدة في مجال الألواح الخلفية الكهروضوئية العالمية، بسبب تأثير كوفيد-19 في بداية العام الماضي تقلص الطلب في الأسواق الخارجية لهذه الشركة وانخفضت صادراتها.
وفي مواجهة الصعوبات الجديدة التي واجهتها توسعت الشركة بقوة في جنوب شرق آسيا واليابان ومناطق أخرى لاكتساب عملاء جدد، حيث أرسلت الكثير من المواد الطبية لمكافحة الفيروس إلى العملاء الأجانب، ووفرت لهم خدمات تقنية عبر الفيديو، ووطدت معهم العلاقات التعاونية. وقال وو شياو بينغ: "بالنسبة لشركتنا فإنه من المهم ممارسة المهارات الداخلية، أن الابتكار التكنولوجي هو جوهر القدرة التنافسية". لذلك فإن حزمة الإجراءات التي تم اتخاذها لتحقيق الاستقرار في السوق تم استغلالها في الوقت المناسب.
الموهبة المهنية هي المفتاح. في عام 2020 ازداد عدد موظفي البحث والتطوير في الشركة من 70 إلى أكثر من 100، وسيزداد هذا العدد لهذه السنة إلى 150. ومنذ وقت قصير أنشأت الشركة مدرسة للحرفيين ، كانت تعقد دروسا منتظمة لتعزيز تدريب مجموعة من "العمال متعددي القدرات" الذين يمكنهم تولي زمام المبادرة.
وقالت وانغ شياو هونغ، نائبة مدير إدارة المعلومات بمركز الصين الدولي للتبادل الاقتصادي: "الابتكار هو القوة الدافعة للتنمية عالية الجودة للتجارة وهو المفتاح لزيادة مستوى القيمة المضافة لسلسلة قيمة السلع". في مواجهة ارتفاع تكاليف عوامل الإنتاج وتراجع المزايا النسبية التقليدية وانخفاض القيمة المضافة لسلع التصدير، من الضروري تسريع تحول القوة الدافعة لنمو التجارة الخارجية من العوامل إلى الابتكار.
في ميناء تشنغدو الدولي للسكك الحديدية، غادر قطار الشحن الصين- أوروبا السريع الذي كان يحمل على متنه 50 حاوية المحطة المركزية. سيوفر هذا القطار المليء بقطع غيار السيارات والأدوات الكهربائية معدات ميكانيكية لمجموعة "بوش" الألمانية.
وقال تشن جيانغ نان المسؤول عن شركة تشنغدو لايوانتي:" "سنرسل هذا العام 3800 حاوية لمجموعة بوش الألمانية، وسنرسل أيضًا معدات إلى شركة مرسديس وهوندا وشركات أخرى. ومن المقدر أن يتجاوز إجمالي قيمة التجارة الخارجية للشركة 4 مليارات يوان في العام بأكمله، وهو أكثر من ضعف ما كان عليه في عام 2020".
في عام 2020 ألحق فيروس كوفيد-19 ضررا كبيرا بصناعة الخدمات اللوجستية العالمية، لكن بفضل شبكة قطارات الشحن السريع بين الصين أوروبا ذات الكفاءة العالية والتشغيل المستقر في جميع الأحوال الجوية وتكلفتها المنخفضة صارت هذه الشبكة جسرا مهما وقناة خضراء تربط الصين بأوروبا عبر أوراسيا. في عام 2020 وصل عدد القطارات السريعة بين الصين وأوروبا إلى مستوى قياسي ففي العام بأكمله تم تسيير 12406 قطارا وتم تسليم 1.135 مليون حاوية، بزيادة قدرها 50% و 56%على التوالي على أساس سنوي.
في يونيو من العام الماضي وبتوجيه من حكومة مدينة نينغبو في مقاطعة تشجيانغ، بدأت 22 شركة وجامعة بشكل مشترك في إنشاء الرابطة الصينية (نينغبو) للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود وذلك لتجميع الموارد الممتازة، حيث أنه من خلال هذه الرابطة يمكن مساعدة شركات التجارة الخارجية الصغيرة والمتوسطة الحجم على تجنب الالتفافات وخفض تكاليف التشغيل.
واللحاق بالركب الناجح للتجارة الإلكترونية عبر الحدود، إذ تمتلك مؤسسات التجارة الخارجية الصغيرة والمتوسطة نموذجا جديدا للتصدير. ووفقا لإحصاءات مكتب التجارة بمدينة نينغبو فقد ساهمت الرابطة بما يقرب من 24 مليار يوان من صادرات التجارة الخارجية خلال الأشهر الستة منذ إنشائها، وقد كانت النتائج ملحوظة للغاية. في هذا العام تهدف الرابطة إلى إحداث تكتل عالي الجودة على المستوى الدولي، وتخطط لدفع صادرات التجارة الخارجية لتتجاوز 30 مليار يوان وتقديم خدمات لعشرات الآلاف من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.