بغداد 11 مارس 2021 (شينخوا) حظي لقاح (سينوفارم) الصيني بإشادة عالية من الكوادر الطبية العراقية التي وصفته بأنه آمن ومفيد ويساهم في حمايتهم من (كوفيد-19)، مؤكدين دوره الفعال في إعادة الحياة إلى طبيعتها.
فيما أكد خبير في الاقتصاد أن اللقاح الصيني يبعث الأمل لإنعاش اقتصاد العراق الذي يعاني من أزمات كبيرة بسبب القيود والاجراءات المتخذة نتيجة تفشي جائحة كورونا.
ووصلت طائرة عراقية عسكرية نوع (سي 120) فجر الثاني من مارس الجاري إلى قاعدة "الشهيد علاء محمد" الواقعة بمحيط مطار بغداد الدولي غربي العاصمة، حاملة أول شحنة من لقاح (سينوفارم) تبرعت بها الصين هدية من شعبها إلى الشعب العراقي.
وأعلن وزير الصحة العراقي حسن التميمي بعد استلام اللقاح، البدء بتوزيعه على كل محافظات العراق، وإعطائه للكوادر الطبية العاملة في المراكز المخصصة لمرضى كورونا لحمايتهم، كونهم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، واصفا اللقاح بأنه آمن ومهم.
ويتمتع اللقاح الصيني بسمعة طيبة بعد استخدامه في بعض دول الشرق الأوسط، وقالت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد بعد البدء بعمليات التطعيم في بلادها نهاية شهر يناير الماضي، إن "لقاح سينوفارم الصيني أثبت فاعلية في التجارب الإكلينيكية تصل إلى 89 بالمائة في إنتاج أجسام مضادة، و99 بالمائة حماية من الإصابة، و100 بالمائة حماية من ظهور الأعراض العنيفة والحرجة".
دور اللقاح
أوصى الأطباء والمختصون العراقيون في المجال الصحي بأخذ الجرعات من لقاح سينوفارم كونه لقاحا آمنا ومفيدا ويساهم في حماية الكوادر الطبية من الإصابة بمرض (كوفيد-19).
وقال مدير مستشفى الضلوعية العام بمحافظة صلاح الدين الدكتور حسام بابان بعد أخذه جرعة من لقاح سينوفارم، إن "اللقاح جيد جدا، ولم أعاني من أي آلام أثناء حقنه أو أي أعراض جانبية بعد حقنه كما أن فعاليته جيدة جدا".
وأضاف بابان لوكالة أنباء ((شينخوا))، "أوصي جميع الكوادر الصحية والمجاميع التي تدخل بدائرة الخطر من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بأخذه".
وأكد أن دور اللقاح الصيني مهم كونه سيساهم في عودة الحياة إلى طبيعتها واستئناف جميع الأنشطة التي تتعرض للإيقاف بين فترة وأخرى كلما ارتفعت أعداد الإصابات بمرض (كوفيد-19).
من جانبه، قال الخبير في الأمراض الباطنية الدكتور فرياد الضاري، لـ ((شينخوا))، "أدعو جميع الزملاء من الكوادر الصحية وجميع الأشخاص الذين لديهم أولوية في أخذ اللقاح إلى الاسراع في ذلك لحماية أنفسهم وللمساهمة في الحد من انتشار هذا الوباء".
وأكد الضاري، وهو أحد المهتمين والمتابعين لمرض (كوفيد-19) منذ ظهوره، بعد أخذه للجرعة الأولى من لقاح (سينوفارم)، أن اللقاح آمن وليست له أية أعراض جانبية خطيرة.
وأضاف أن "أعراض أو مخاطر أخذ اللقاح إن وجدت، فهي أقل بكثير من مخاطر الإصابة بالمرض".
وساعدت الصين، العراق بمكافحة الجائحة وأرسلت في السابع من مارس الماضي فريقا من سبعة خبراء بقي لمدة 50 يوما في العراق للمساهمة في احتواء المرض، من خلال بناء مختبر (PCR ) وتركيب جهاز (CT) وهو جهاز متقدم للأشعة المقطعية في بغداد، كما أرسلت ثلاث دفعات من المساعدات الطبية.
بارقة أمل
أكد خبير عراقي في الاقتصاد أن لقاح (سينوفارم) الصيني جلب الأمل لانعاش الاقتصاد وتجاوز الأزمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها العراق بسبب جائحة كورونا.
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة بغداد الدكتور زياد الجبوري لـ ((شينخوا))، إن "الاقتصاد العراقي يعاني من صعوبات كثيرة بسبب تفشي كورونا، لكن بعد وصول لقاح سينوفارم الصيني هناك بارقة أمل بأن نرى الضوء في نهاية النفق" متوقعا أن يساهم اللقاح في القضاء على المرض وعودة جميع الأنشطة الاقتصادية وبالتالي تعزيز ايرادات البلاد.
وأشار إلى أن اللقاح سيخدم الطبقات الفقيرة التي كانت أعمالها تتعرض للتوقف بسبب الاجراءات المشددة ومنها حظر التجوال، مؤكدا أن الوضع الاقتصادي سيتحسن كثيرا بعد توزيع اللقاح بشكل أوسع.
ولأهمية اللقاح الصيني بالنسبة للعراق خاصة بعد زيادة أعداد الاصابات بكوفيد-19 نتيجة ظهور السلالة الجديدة للمرض، أعلنت وزارة الصحة عن رغبتها في الحصول على مليوني جرعة من لقاح (سينوفارم) بشكل عاجل لتعزيز جهودها في السيطرة على المرض.
منفعة عامة عالمية
يواجه العراق مثل دول الشرق الأوسط الأخرى، صعوبة في الحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بسبب التوزيع غير المتكافيء وغير العادل لهذه اللقاحات في جميع أنحاء العالم.
ويعتقد المراقبون أن تعهد الصين بجعل لقاحات فيروس كورونا منفعة عامة عالمية سيلعب دورا حاسما في معالجة حالة التطعيم العالمية غير المتكافئة.
وقال المحلل السياسي والخبير لدى المنتدى العربي لتحليل الدراسات الاستراتيجية ناظم علي عبدالله، إن "الصين لم تعمل على تسييس قضية اللقاح، مثل الدول الغربية، بل على العكس، أعلنت استعدادها لتزويد جميع الدول باللقاح، وهذا ما أكده وزير خارجيتها عندما أعلن معارضة الصين لأي محاولة لتسييس التعاون في مجال اللقاحات".
وأوضح عبدالله أن الدول الغربية تضع بعض الشروط السياسية لإعطاء اللقاح ومثال على ذلك شركة (فايزر) التي اتفق العراق معها على توريد مليون ونصف مليون جرعة، لكنها بعد أكثر من شهر اشترطت على العراق اصدار تشريع من البرلمان يمنحها الحصانة من الملاحقة القانونية.
من جانبه، قال أستاذ الجغرافيا السياسية في الجامعة المستنصرية الدكتور مثنى المزروعي إن "الصين ومنذ ظهور الجائحة، سعت إلى تقديم الدعم والاسناد لمعظم دول العالم لمواجهة هذه الجائحة، ومن بين هذه الدول العراق"، مشيرا الى أن "العراق تلقى دعما كبيرا من الصين ما سهل كثيرا على الجهات المختصة في العراق وضع الخطط المناسبة لمواجهة الجائحة".
وأضاف المزروعي لـ ((شينخوا))، أن الصين سعت منذ بداية ظهور الجائحة لايجاد اللقاح المناسب، وعندما توصلت للقاح قدمت الكثير من الدفعات وبشكل مساعدات للكثير من الدول، منها العراق.
وأكد أن "الصين عملت وبشكل كبير على توفير كل سبل مواجهة جائحة كورونا، وهذا يجعلها في مقدمة الدول التي تسعى لاعادة الحياة إلى طبيعتها بعد أن تعثرت بسبب هذه الجائحة".