بكين 24 فبراير 2021 (شينخوا) أكمل فريق من الخبراء بقيادة منظمة الصحة العالمية دراستهم الميدانية في وقت سابق من هذا الشهر في مدينة ووهان بوسط الصين، واكتسبوا رؤى جديدة حول أصول فيروس كورونا الجديد.
في مناسبات متعددة منذ وصولهم إلى ووهان في 14 يناير، حطم الخبراء، المؤلفون من 17 عالما دوليا و17 عالما صينيا، نظرية التسرب من مختبر، ودعوا إلى مناهج قائمة على العلم، وأشادوا بانفتاح الصين وصراحتها.
إن المهمة "ناجحة من نواح كثيرة"، هذا ما قال بيتر بن إمبارك، رئيس فريق خبراء منظمة الصحة العالمية في ووهان، في مؤتمر صحفي افتراضي من جنيف في 12 فبراير، بعد وقت قصير من زيارتهم لووهان.
وقال العالم الدنماركي "لقد توصلنا إلى الكثير من المعلومات الجديدة حول بداية الأحداث"، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك مجموعات واسعة أو كبيرة من الإصابات بكوفيد-19، في ووهان أو حولها، في الأشهر التي سبقت ديسمبر 2019.
وفيما يتعلق عمل تتبع المنشأ، ربما تكون سوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان، قد أتاحت انتشار فيروس كورونا الجديد، لكن هذا لا يعني أن الفيروس نشأ هناك، وفقا لفلاديمير ديدكوف، عضو فريق خبراء منظمة الصحة العالمية.
ونقلت ((سبوتنيك)) عن الخبير الروسي قوله "لا يوجد دليل على أن الفيروس نشأ هناك" ولكن "من الناحية الافتراضية، هناك كل الظروف لانتشار الفيروس هناك".
كتب البروفيسور دومينيك دواير، من جامعة سيدني في مقال على موقع ((ذا كونفرسيشن))، الذي ينشر الأخبار والتحليلات القائمة على الأبحاث، أن الفيروس كان على الأرجح من أصل حيواني، ولكن ليس بالضرورة في السوق الرطبة في ووهان.
وقال عضو فريق خبراء منظمة الصحة العالمية، إنه "من المحتمل أن يكون قد انتقل إلى البشر من الخفافيش، عبر حيوان وسيط غير معروف حتى الآن في مكان غير معروف"، مضيفا أن الخبراء "ما زالوا يعملون لتأكيد سلسلة الأحداث التي أدت إلى الوباء الحالي".
وخلص العلماء أيضا إلى أنه من المستحيل أن يكون الفيروس من صنع بشر، وفقا لما قاله ليانغ وان نيان، وهو عضو آخر في فريق الدراسة المشتركة بين منظمة الصحة العالمية والصين.
وأكد قائلا "لم يكن هناك فيروس كورونا جديد في مختبر ووهان على الإطلاق، فكيف يمكن للفيروس أن يتسرب من المختبر؟".
وأعاد البروفيسور دواير، تأكيد هذا الرأي، قائلا إن "الخيار الأكثر حساسية من الناحية السياسية الذي نظرنا إليه، هو هروب الفيروس من المختبر".
وقال إن معهد ووهان لعلم الفيروسات "هو مرفق بحثي مثير للإعجاب، ويظهر أنه يُدار بشكل جيد، مع إيلاء الاهتمام الواجب لصحة الموظفين"، و"خلصنا إلى أن هذا أمر مستبعد تماما".
قال عالم الحيوان البريطاني بيتر داتشاك، وهو عضو آخر في فريق منظمة الصحة العالمية، إنه خلال الزيارة إلى المعهد، قوبل الخبراء بمستوى من الانفتاح حتى لم يتوقعه، وأن الشكوك المحيطة به "تم تسييسها على نطاق عالمي".
إن النهج القائم على العلم التخطيطي في الدراسة مع الانفتاح التام للصين لم ينعكس في زيارة الخبراء إلى معهد علم الفيروسات فحسب، بل طوال رحلتهم في ووهان.
قالت ثيا كولسن فيشر، وهي أيضا عضو بفريق منظمة الصحة العالمية، "لا أستطيع أن أوضح بما فيه الكفاية كيف كانت عملية الرحلة مثمرة. لقد تجاوزت كافة التوقعات من نواح كثيرة. عندما أجرينا مناقشات في فريق الخبراء، كانت تستند فقط إلى البيانات والوثائق".
كانت الأستاذة الدنماركية بعلم الأوبئة والالتهابات الفيروسية بجامعة كوبنهاغن، صريحة أيضا في انتقادها لتقرير مضلل نشرته صحيفة ((نيويورك تايمز)) في 12 فبراير، والذي اتهم علماء صينيين برفض مشاركة بيانات مهمة حول وباء كوفيد-19، نقلا عن محققين مستقلين لمنظمة الصحة العالمية.
وأوضحت على تويتر أنه "لم تكن هذه تجربتي على جانبي فريق البحث. لقد أنشأنا علاقة جيدة في فريق البحث الدولي/ والصينيين! والسماح بالنقاشات الساخنة يعكس مستوى عميقا من المشاركة في المكان"، قائلة إن التقرير "تعمد تحريف" ملاحظات مَن تمت مقابلتهم، وألقى "بظلال على العمل العلمي المهم".
وأوضح داتشاك على تويتر بعد أن نقلت عنه ((نيويورك تايمز))، قائلا "لقد حصلنا فعلا على إمكانية الوصول إلى البيانات الجديدة الهامة طوال الوقت. وقد قمنا فعلا بزيادة فهمنا لمسارات الانتشار المحتملة".
ونقلت وكالة ((أسوشيتد برس)) عن داتشاك قوله، إن الجانب الصيني منح حق الوصول الكامل إلى جميع المواقع والأفراد حسب الطلب - وهو مستوى من الانفتاح يفوق التوقعات.
وقال "لقد سُئلنا أين نريد أن نذهب. وقدمنا لمضيفينا قائمة ... ويمكنك أن ترى منها أين كنا، لقد ذهبنا إلى جميع الأماكن الرئيسية".
وأضاف "هذا فهم عميق ومعمق للمواقع والأشخاص المعنيين".
قال بيتر بن إمبارك في مقابلة مع مجلة ((ساينس جورنال)) العلمية، في 13 فبراير، "أعتقد أن نتيجة الرحلة هي انتصار للمجتمع العلمي الدولي. لقد تمكنا من إيجاد طريقة لإنجاز الدراسات التي لم تكن لتتم لولا ذلك. إن تسييس الأحداث لم يكن مساعدا خلال العام الماضي".