بيروت 12 فبراير 2021 (شينخوا) أكد مكتب إعلام الرئاسة اللبنانية ورئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة اليوم (الجمعة) عدم حصول تقدم على صعيد تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد.
جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب اعلام الرئيس اللبناني ميشال عون وفي تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بعد لقاء جمعه مع عون.
وقد جاء لقاء الحريري وعون، بعد انقطاع استمر قرابة شهرين في اجتماعاتهما الهادفة لتشكيل الحكومة الجديدة في ضوء الخلافات بين عون وتياره السياسي "التيار الوطني الحر" مع الحريري إزاء عملية التأليف الحكومي.
وأوضح بيان الرئاسة أن عون "استقبل الحريري بطلب منه، وتشاور معه في موضوع تشكيل الحكومة العتيدة بعد الجولات التي قام بها الى الخارج، حيث تبين ان الرئيس المكلف لم يأت بأي جديد على الصعيد الحكومي".
بدوره، قال الحريري للصحفيين بعد اللقاء إنه أبلغ عون أن الجولات الخارجية التي أجراها لعدد من الدول العربية وفرنسا في الآونة الأخيرة تهدف "لاسترجاع علاقة لبنان بهذه الدول التي كنا غائبين عنها كثيرا".
وأشار إلى أنه لمس خلال زيارته لفرنسا حماسا لتشكيل حكومة لبنانية في ضوء خريطة الطريق التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى لبنان في شهر سبتمبر الماضي، والتي وافقت عليها جميع القوى السياسية اللبنانية لإنقاذ لبنان ووقف التدهور وإعادة إعمار بيروت بعد كارثة انفجار المرفأ في 4 أغسطس الماضي.
وتقوم مبادرة ماكرون على تشكيل حكومة غير حزبيين لتنفذ إصلاحات إدارية ومالية واقتصادية ملحة خلال 3 أشهر تمهيدا للحصول على دعم المجتمع الدولي ، وقد فشلت القوى السياسية حتى الان في تسهيل تشكيل الحكومة.
وكان الحريري التقى يوم الأربعاء الماضي الرئيس الفرنسي للتباحث بشأن الصعوبات اللبنانية الداخلية التي تعترض تشكيل الحكومة، والسبل الممكنة لتذليلها.
وقال الحريري إن "كل الأمور التي من شأنها إنقاذ لبنان جاهزة، وان المشكلة اليوم أنه من دون حكومة من الاختصاصيين غير التابعين لاحزاب سياسية، لا يمكننا القيام بهذه المهمة".
ورأى أنه "اذا اعتقد او فكر احدهم انه اذا كان في الحكومة أعضاء من السياسيين فان المجتمع الدولي سينفتح علينا ويعطينا ما نريد فهو مخطىء".
وأكد أن "الفكرة الأساسية تتمحور حول قيام حكومة من وزراء اختصاصيين لا يستفزون أي فريق سياسي ويعملون فقط للمشروع الذي يقدم امامهم".
وكانت حكومة حسان دياب قد استقالت بعد 6 أيام من كارثة انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، واعقب ذلك تكليف مصطفى أديب تأليف الحكومة لكنه اعتذر بعد تعثر مهمته فتم تكليف الحريري في 22 أكتوبر الماضي.
وما يزال التشكيل متعثرا بسبب الخلافات حول عدد الحقائب الوزارية وطريقة توزيعها.
وكان الحريري أعلن بعد نحو شهرين من تكليفه أنه قدم إلى عون تشكيلة حكومة تضم 18 وزيرا من الاختصاصيين لكنه اعترض على عدم الاتفاق مع الرئاسة على تسمية الوزراء المسيحيين.
يذكر أن لبنان يواجه أزمات اقتصادية ومالية ومعيشية وصحية متشابكة أدت إلى ارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المئة وإلى تفاقم البطالة والتضخم المالي وانهيار العملة المحلية والقدرة الشرائية وسط تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي منذ أكتوبر 2019 مع تجميد المصارف للسحوبات النقدية بالدولار الامريكي وتقييدها بالعملة المحلية.