الصين تقفز الى المركز الأول في ترتيب جذب الاستثمار الاجنبي

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2021:01:27.15:33

27 يناير 2021 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أظهرت البيانات الصادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) في 24 من الشهر الجاري، أن الصين، التي ظلت لسنوات متتالية تحتل المركز الثاني في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، قد نججت في افتكاك المركز الأول من الولايات المتحدة في عام 2020 . ووصف قاو لينغ يون، الباحث في معهد الاقتصاد والسياسة العالمية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، تقدم الصين في تصنيف جذب الاستثمار الأجنبي الى المركز الأول، بأنه كان هدفا صعب المنال. وأن تحقيقه يعكس جاذبية الصين القوية لرأس المال الأجنبي، حتى في ظل انتشار الوباء والركود الاقتصادي العالمي. وأشارت بعض وسائل الإعلام الأجنبية إلى أنه على الرغم من أن الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين خلال عام 2020 قد تجاوز الولايات المتحدة، إلا أن الحجم الإجمالي للاستثمار الأجنبي المباشر في الولايات المتحدة وذروته السنوية التاريخية لا يزالان أعلى بكثير من المستوى الحالي للصين.

من جهة أخرى، نجحت الأسواق الناشئة في زيادة حصتها من جذب الاستثمار الأجنبي خلال السنوات الأخيرة، وأصبح هناك توجه عالمي نحو تعويض موقع السوق الصينية في سلسلة التوريد. ولذلك، فإن الصين تبقى تواجه منافسة شرسة على مستوى جذب الاستثمارات الأجنبية. 

تراجع حاد في أوروبا وأمريكا

وفقًا للبيانات الصادرة عن الأونكتاد، تمكنت الصين من جذب 163 مليار دولار أمريكي من الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2020، بزيادة قدرها 4٪ عن العام السابق. بينما جذبت الولايات المتحدة 134 مليار دولار في نفس العام، بانخفاض قدره 49٪ عن العام السابق. قبل ذلك، أظهرت البيانات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية في 20 يناير الجاري، أن الاستخدام الفعلي لرأس المال الأجنبي في الصين خلال العام الماضي قد بلغ 999.98 مليار يوان، بزيادة سنوية قدرها 6.2٪.

وتُظهر بيانات الأونكتاد أيضًا أن إجمالي حجم الاستثمار الأجنبي المباشر الذي اجتذبته البلدان المتقدمة في عام 2020 قد انخفض بنسبة 69٪ ، بينما تراجع في البلدان النامية بنسبة 12٪. بينما نجحت منطقة شرق آسيا في استقطاب ثلث الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم خلال العام الماضي، وهي أكبر حصة منذ ثمانينات القرن الماضي. وارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر في الهند خلال العام الماضي بنسبة 13٪، مدفوعًا بشكل رئيسي بزيادة الطلب على الخدمات الرقمية. في ذات السياق، انخفضت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 71٪. ولم تجتذب بريطانيا وإيطاليا، اللتان شهدتا معدل وفيات مرتفع بسبب وباء كوفيد- 19، أي استثمارات أجنبية مباشرة جديدة خلال العام الماضي. بينما شهدت ألمانيا، التي كان أداؤها أفضل قليلاً في مواجهة الوباء، تراجعا في الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة تصل إلى 61٪ خلال نفس العام.

وقالت شبكة سي ان ان في 25 يناير من الشهر الجاري أنه على الرغم من أن الوباء مثّل عاملا رئيسيا وراء تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر في امريكا خلال عام 2020. إلا أن هذا الاتجاه قد بدأ قبل فترة طويلة من تفشي المرض وفقًا لبيانات وزارة التجارة الأمريكية. فبعد وصوله إلى 472 مليار دولار أمريكي في عام 2016، شهد الاستثمار الأجنبي المباشر في الولايات المتحدة انخفاضًا حادًا لعدة سنوات متتالية. كما أضرّت السياسات التجارية الأحادية التي انتهجتها إدارة ترامب بجاذبية بلاده للاستثمارات الأجنبية، وخاصة الاستثمارات القادمة من الصين. بالاضافة إلى ذلك، أدى تزايد عدم اليقين في الاقتصاد العالمي إلى تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر بشكل عام.

بروز قوة الاقتصاد الصيني فى ظل الوباء

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 25 يناير الجاري، أنه في ظل تفشي فيروس وباء كوفيد-19، تسارعت وتيرة تحول مركز الثقل الاقتصادي العالمي باتجاه الشرق. بينما تظهر بيانات الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي لعام 2020، أن الصين تتجه شيئا فشيئا نحو موقع مركز الاقتصاد العالمي الذي قادته الولايات المتحدة لفترة طويلة. وقد استطاعت الصين خلال فترة الوباء تعزيز دورها كمصنع العالم.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن نجاح بكين في السيطرة على الوباء، أسهم في تحقيق انتعاش سريع للاقتصاد الصيني، وعزز من جاذبية الصين للاستثمار الأجنبي. حيث تحولت الشركات الأجنبية نحو استثمار المزيد من الأموال في الصين وتوسيع قاعدتها الانتاجية. وقالت شركة "وول مارت"، خلال مؤتمر استثماري استضافته حكومة مدينة ووهان مؤخرا، أنها ستستثمر 3 مليارات يوان في مدينة ووهان خلال السنوات الخمس المقبلة. بينما تقوم شركة "تسلا" بتوسيع طاقتها الإنتاجية لمصنعها في شنغهاي وتعتزم إنشاء مركز أبحاث إضافي. كما تخطط شركة ديزني لمواصلة الاستثمار في شنغهاي وبناء حديقة ترفيهية جديدة. ووفقًا لمسح أجرته منظمة التجارة الخارجية اليابانية في سبتمبر من العام الماضي، عبّرت 9.2٪ فقط من الشركات اليابانية عن نيتها نقل طاقتها الإنتاجية خارج الصين، وهو المستوى الأدنى منذ 5 سنوات. وتأتي المؤشرات الجيدة للاستثمار الأجنبي في الصين عكس التوقعات السابقة تمامًا، حيث ذهب العديد من الخبراء سابقًا للاعتقاد بأن الشركات الأجنبية ستحاول تقليل اعتمادها الشديد على الصين في سلسلة التوريد.

الهند تحقق نموا عكسيا برقمين

بالإضافة إلى الصين، حقق الاستثمار الأجنبي المباشر في الهند طفرة ملحوظة في عام 2020. حيث قالت سي ان ان، أن حجم الاستثمار الاجنبي في الهند قد قفز من أقل من 25 مليار دولار أمريكي قبل تولي رئيس الوزراء الهندي مودي منصبه في عام 2014، إلى 57 مليار دولار أمريكي العام الماضي.

وذكرت وكالة "برس ترست" الهندية في 25 يناير الجاري، أن عمليات الاستحواذ على الشركات في الاقتصاد الرقمي الهندي تعد أكبر مساهم في نمو الاستثمار الأجنبي المباشر في الهند. بالإضافة إلى ذلك، اجتذبت الهند وتركيا معاملات قياسية في استشارات المعلومات والصناعات الرقمية (بما في ذلك منصات التجارة الإلكترونية وخدمات معالجة البيانات والمدفوعات الرقمية).