بكين 6 يناير 2021 (شينخوا) لطالما شهد المجتمع الدولي انشقاقات واختلافات متباينة بسبب التفاوتات العميقة في الثروة والتعليم وصولاً إلى الضروريات الحيوية مثل الكهرباء والمياه النظيفة. ويجب ألا يُضاف توفير لقاحات كوفيد-19 إلى تلك السطور.
ومع ذلك، فإن السباق لإنهاء هذا الوباء القاتل قد ينتهي بمزيد من الفصل بين الأغنياء والفقراء في العالم، إذا لم يكن من الممكن ضمان تلقيح عادل ومتساوٍ وشامل. وبينما تحاول بعض الدول الغنية توفير أكبر عدد ممكن من اللقاحات، فإن العديد من البلدان النامية التي تسعى للحصول على جرعات خاصة بها تبقى في طي النسيان.
وفي هذا السياق؛ صرح تحالف الشعب للقاحات، وهو هيئة دولية لمراقبة اللقاحات، في ديسمبر، أن "ما يقرب من 70 دولة فقيرة ستكون قادرة فقط على تلقيح واحد من كل عشرة أشخاص ضد كوفيد-19"، مضيفًا أن الدول الغنية التي تمثل 14 بالمائة فقط من سكان العالم اشترت 53 في المائة من جميع اللقاحات الواعدة المنتجة حتى الآن.
لا ينبغي استبعاد أي شخص من الحصول على لقاح منقذ للحياة بسبب بلد إقامته أو رصيده في البنك.
لقد وعدت الصين ودعمت منذ البداية بأن لقاحات كوفيد-19 المطورة في الصين ستصبح منفعة عامة عالمية عندما تكون متاحة.
ووصلت الدفعة الأولى المكونة من 3 ملايين جرعة من لقاحات كوفيد-19 التي طورتها شركة "سينوفاك" الصينية للتكنولوجيا الحيوية، إلى العاصمة التركية أنقرة في الأسبوع الماضي.
وقبل أيام، رخصت مصر لقاح كوفيد-19 المعطل الصيني للاستخدام في حالات الطوارئ، ووافقت الإمارات العربية المتحدة والبحرين على تسجيل اللقاح المعطل الصيني وفقًا للمعايير الفنية لمنظمة الصحة العالمية، بينما طلبت دول أخرى، بما في ذلك البرازيل وإندونيسيا وتشيلي وماليزيا، اللقاحات التي طورتها شركة "سينوفاك للتكنولوجيا الحيوية".
ويسير نهج الصين على عكس ما وُصف بأنه "دبلوماسية اللقاح". وبدلاً من ذلك، تمضي الصين ملتزمة بوعدها بضمان إمكانية الحصول على اللقاح والقدرة على تحمل تكاليفه في البلدان النامية، وهي عاقدة العزم على الاستمرار في ذلك.
لقد حان الوقت للتفكير في كيفية مشاركة الخبرة بشأن اللقاح مع المزيد من البلدان النامية بشكل صحيح، من أجل توسيع نطاق الإنتاج المطلوب بشكل عاجل في جميع أنحاء العالم. حينما تتأكد ضرورة الحماية الكاملة لحقوق الملكية الفكرية وراء اللقاحات وذلك يفضي إلى الابتكار، يجب معارضة احتكار المعرفة للربح، حيث أن الإنسانية تمر بمرحلة غير مسبوقة تفرض ضرورة اتخاذ إجراءات جريئة.
في هذا الصدد، يمكن القول إن التعاون بين الصين وبعض الدول العربية في مجال تطوير لقاح كوفيد-19 والدراسات المعنية يعتبر مثالا ونموذجا.
عندما يتعلق الأمر بجائحة كهذه، لا أحد سيكون في مأمن حتى يصبح الجميع آمنين، ولن يؤدي نهج جعل اللقاح وطنياً والتوزيع غير العادل للقاح إلا إلى إطالة أمد الجائحة وحصد المزيد من الأرواح.