القاهرة 18 نوفمبر 2020 (شينخوا) افتتحت وزارة السياحة والآثار المصرية، معرضين للآثار في المتحف المصري بوسط القاهرة، احتفالا بالذكرى الـ 118 لإنشاء هذا المتحف، الذي يعد أحد أشهر المتاحف في العالم.
ويضم المعرض الأول، مجموعة من الآثار المضبوطة من قبل السلطات المصرية أثناء محاولة تهريبها، بينما يعرض المعرض الآخر مجموعة كبيرة من التوابيت التي تعرض لأول مرة.
وحضر الحفل، الذي أقيم في المتحف الكائن بميدان التحرير، وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني، ومسؤولون حكوميون، وعدد من السفراء الأجانب، من بينهم السفير الصين لدى القاهرة لياو لي تشيانغ.
وسلم العناني خلال الفعالية 100 قطعة نقدية أثرية تنتمي للصين والمملكة العربية السعودية والهند إلى سفارات هذه الدول، بواقع 31 قطعة نقدية صينية كانت السلطات المصرية قد صادرتها خلال محاولة تهريب في أحد المطارات المصرية، و65 قطعة نقدية سعودية، وأربع قطع هندية.
وتسلم السفير الصيني لياو لي تشيانغ، من العناني القطع النقدية الأثرية الصينية، وقال في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا) إن "هذه هي المرة الثانية التي تعيد فيها الحكومة المصرية آثار صينية مهربة إلى الحكومة الصينية"، مضيفا أن العملات المستردة قد تنتمي إلى عهد أسرة هان.
وهنأ لياو، الوزير المصري على الاكتشافات الكبرى التي تحققت في مصر أخيرا، والتي تناقلتها وسائل الإعلام الصينية بشكل واسع، مشيرا إلى أن الشعب الصيني مهتم جدا بهذه الاكتشافات.
وقال إنه "في العام 2010، وقعت الصين ومصر اتفاقية بشأن حماية وإعادة الممتلكات الثقافية المسروقة، التي يتم الاتجار بها بشكل غير قانوني".
في الوقت ذاته، أكد العناني أن المتحف المصري سيشهد منافسة شديدة خلال الفترة القادمة خاصة مع افتتاح القاعة المركزية وقاعة المومياوات بالمتحف القومي للحضارة المصرية في القاهرة خلال أسابيع قليلة جدا، يليها افتتاح المتحف المصري الكبير بالجيزة في العام 2021.
وشدد الوزير، في تصريحات للصحفيين، على أن القطع الأثرية الرئيسية التي يضمها المتحف المصري بالتحرير، باستثناء قطع الملك توت عنخ آمون والمومياوات الملكية، باقية كما هي بداية من لوحة نارمر، وتماثيل زوسر وخفرع وغيرها من القطع الأثرية، كما سيتم تطوير المتحف وقاعات العرض به.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، قامت وزارة السياحة والآثار بنقل الكثير من القطع الأثرية الفريدة من نوعها إلى المتحف المصري الكبير، الذي يقع بالقرب من هضبة الأهرام في الجيزة، والأكبر في الشرق الأوسط.
وشكل هذا النهج قلقا لدى بعض المراقبين من أن تسرق المتاحف الجديدة التي سيتم افتتاحها قريبا في مصر، وخاصة المتحف المصري الكبير، الأضواء من المتحف المصري بميدان التحرير، الأمر الذي ينفيه المسؤولون دائما.
وقال مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، لـ (شينخوا)، إن "المتحف المصري لن يموت أبدا، حتى بعد نقل مجموعات توت عنخ آمون والمومياوات الملكية إلى متاحف أخرى".
وأكد وزيري، أن المتحف المصري لا يفقد شهرته لأنه من أبرز المتاحف في العالم، ويحتضن آلاف القطع الأثرية النادرة التي تمثل العديد من الحضارات، وليس الحضارة الفرعونية فقط.
وأضاف "لقد أصبح المتحف نفسه موقعا أثريا بعد أن تجاوز عمره 100 عام.. وهذا يكفي لإبقائه مهما ومميزا".
من جانبها، قالت صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصري إن المتحف يمر بعملية تطوير شاملة لاستعادة طابعه التاريخي الأصلي.
وأوضحت لـ (شينخوا)، "نعمل حاليا على استعادة الهوية واللون الأصلي للمتحف، كما نعمل على تطوير قاعات العرض".
وأشارت إلى أن قاعات المومياوات الملكية قد تم إعدادها لعرض توابيت خشبية فريدة لم تعرض من قبل، وتابعت "لدينا خطة تطوير كاملة للمتحف سيتم تنفيذها قريبا بالتعاون مع عدد من المتاحف العالمية الكبرى".
وتم بناء المتحف المكون من طابقين في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في العام 1897 وافتتح للزوار في منتصف نوفمبر 1902.
وتم تخصيص الطابق الأرضي لإبراز التماثيل الكبيرة والتوابيت والنقوش الجدارية وغيرها، بينما يعرض في الطابق العلوي الرسومات والتماثيل الصغيرة وأنشطة الحياة اليومية القديمة والأدوات.