القاهرة 14 نوفمبر 2020 (شينخوا) أعلنت مصر اليوم (السبت)، عن أضخم كشف أثري في العام الحالي يضم 100 تابوت، وعشرات التماثيل والصناديق الخشبية، في منطقة سقارة بمحافظة الجيزة، جنوب غرب القاهرة.
وذكر وزير السياحة والآثار خالد العناني، أن البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار سقارة عثرت على كشف أثري جديد، داخل ثلاثة آبار للدفن، يتراوح عمقها ما بين 10 إلى 12 مترا تحت سطح الأرض.
وضم الكشفت الأثري "100 تابوت خشبي مغلق بحالته الأولى، و40 تمثالا لإله جبانة سقارة بتاح سوكر، منها تماثيل بأجزاء مذهبة، و20 صندوقا خشبيا للإله حورس"، حسبما أوضح العناني في مؤتمر صحفي.
كما تم الكشف عن " تمثالين لشخص يدعى بنومس، أحدهما ارتفاعه 120 سنتيمترا، والآخر ارتفاعه 75 سنتيمترا، مصنوعين من خشب السنط اكاسيا، إلى جانب عدد من تماثيل الأوشابتي والتمائم، و4 أقنعة من الكارتوناچ المذهب".
وأشار العناني، إلى أن "هذه هي السنة الثالثة (على التوالي) التى يتم الإعلان فيها عن كشف أثري بمنطقة سقارة .. التي تعد أحد أهم أجزاء جبانة منف، التى تعتبر أول عاصمة لمصر، وتمتد من منطقة أبورواش شمالا إلى دهشور جنوبا"، لافتا إلى أن "جبانة منف تعد أحد مواقع مصر المسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو".
وتعتبر "سقارة منطقة كبيرة جدا بها حوالي 13 هرما، وكان يدفن بها الملوك من العصر العتيق، كما كان يدفن بها المواطنين وكبار الموظفين من بداية الأسرات مرورا بكل عصور التاريخ المصري القديم الفرعوني واليوناني والروماني، كما أن بها عددا من الأديرة الأثرية، وأكبر جبانة حيوانات"، وفقا للوزير.
وتم العثور على الكشف الجديد فى نفس نقطة الاكتشافات السابقة، ويعد استمرارا للكشف الذي تم الإعلان عنه في أكتوبر الماضي، وضم 59 تابوتا ملونا ومغلقا على هيئة آدمية، بداخلها مومياوات في حالة جيدة من الحفظ، وجرى نقلها للمتحف المصري الكبير.
وعلى هامش الإعلان عن الكشف، قال العناني في تصريح خاص لوكالة أنباء (شينخوا)، إن التوابيت المكتشفة اليوم سيتم توزيعها على عدة متاحف، هي المتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة، والمتحف المصري بالتحرير، ومتحف العاصمة الإدارية الجديدة.
وأوضح أن هذه التوابيت تعود إلى العصر البطلمي، الذي استمر في مصر لمدة 275 عاما، في الفترة من 305 إلى 30 قبل الميلاد.
وأضاف أن "سقارة منطقة غنية بالآثار، وأعمال الحفر والتنقيب لم تتوقف بعد في هذا الموقع، حيث تواصل عناصر المجلس الأعلى للآثار أعمال التنقيب، واتوقع أن يتم الإعلان عن اكتشافات أخرى في نفس الموقع قبل نهاية العام الحالي".
وتابع "أنا فخور جدا بأن الاكتشاف تم بواسطة بعثة أثرية مصرية"، مشيرا إلى أن "الكشف سيساعد الخبراء في معرفة المزيد عن ممارسات وطقوس الجنائز وتقنيات التحنيط في المنطقة خلال تلك الحقبة الزمنية".
وخلال الإعلان عن الكشف الأثري، تم فتح أحد التوابيت، وقام فريق متخصص بإجراء أشعة على المومياء التي بداخله، وهي في كامل هيئتها الآدمية.
وقال الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن "المومياء التى تم عمل X-Ray لها اتضح أنها لرجل، وحالتها أكثر من رائعة".
وأوضح المسؤول الأثري، أن "صاحب المومياء كان فى صحة جيدة أثناء حياته، وتوفى فى عمر يتراوح ما بين 40 و45 عاما، وطوله يتراوح ما بين 165 و175 سنتيمترا".
وجرى معرفة عمر صاحب المومياء من خلال الكشف بالأشعة على الأسنان، كما تم رصد كسر فى الأنف.
وأردف وزيري، أن "المصرى القديم كان يقوم بهذا الكسر لتفريغ المخ وتحنيطه، كما اكتشف فتح جراحي جانبي (في المومياء)، تم من خلاله تفريغ الأحشاء قبل عملية التحنيط".
وكشف الفحص، أيضا عن أن بنيان جسم صاحب المومياء سليم، وعضلة القلب لا تزال موجودة، مع وجود التواء فى العمود الفقري.
جدير بالذكر أن المنطقة التي تم العثور على هذا الكشف بها هي منطقة "جبانة كبار رجال الدولة" بسقارة، والتي عثر بها من قبل على جبانة للقطط والحيوانات والطيور المقدسة، وكذلك مقبرة "واح تي" أحد كهنة الأسرة الخامسة.
وحضر الإعلان عن الكشف الأثري ما يقرب من 36 سفيرا أجنبيا وعربيا وأسرهم بالقاهرة، إلى جانب عدد من قيادات وزارة السياحة والآثار، والشخصيات العامة والفنانين المصريين.