بكين 12 نوفمبر 2020 (شينخوا) عقد الاجتماع الـ20 لمجلس رؤساء الدول بمنظمة شانغهاي للتعاون، عبر رابط فيديو، في العاشر من نوفمبر الجاري. ونظرا لأهمية المنظمة في التعاون متعدد الأطراف، فقد حظيت باهتمام الجانب العربي، حيث أعرب بعض الخبراء والأكاديميين العرب عن آرائهم تجاه دور المنظمة والتعاون الوثيق بين دولها الأعضاء.
ورأى خالد المنتصر، أستاذ العلاقات الدولية في عدد من الجامعات الليبية، أن التعاون بين الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون، لا يقتصر دوره على خلق التنمية وتحسين الاقتصادات الوطنية والإقليمية والدولية؛ بل أن الدور والشكل الأهم لهذا التعاون يكمن في خلق الاستقرار والسلام في هذه الدول والأخرى المجاورة لها، وتعزيز ثقافة المشاركة والتعاون بين الدول الأعضاء وكافة دول العالم، "خاصة في مواجهة تهديدات الإرهاب والقضاء على الحركات المتطرفة".
من جانبه، أشار الخبير والكاتب السوري غسان يوسف إلى أهمية التعاون النشط بين الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون وخاصة في ممارسة التعددية، مضيفا أن هذه المنظمة، التي تأسست في عام 2001، تأسست كرابطة متعددة الأطراف لضمان الأمن والحفاظ على الاستقرار عبر الأنحاء الشاسعة لأوروبا وآسيا وتوحيد جهود القارتين.
واعتبر يوسف أن الدخول إلى هذه المنظمة والتعاون القائم بين دولها الأعضاء يحقق التعددية من خلال عدم هيمنة جهة معنية في المنظمة على أخرى لأنها بنيت أصلا على التعددية ويتحقق فيها أيضا الاحترام المتبادل، وتلبية المصالح، والاهتمام باحتياجات وطموحات الشعوب، معربا عن اعتقاده بأن "المنظمة هي المكان الأفضل لممارسة التعددية من خلال هذه المنظمة التي أثبتت مسؤوليتها وأثبتت أنها تهتم بشعوب آسيا وأوروبا".
بالإضافة إلى ذلك، عرض سامر خير أحمد الكاتب الأردني المتخصص بشؤون الصين والعلاقات الصينية العربية وجهة نظره، قائلا إن الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون تتسم بثقل مهم في شرق ووسط آسيا، لهذا فإن زيادة تعاونها وتأثيرها في موضوعات مهمة تساهم في التنمية الاقتصادية ومكافحة جائحة كوفيد-19 من ضمن الجهود العالمية في هذه المجالات.
كما أشار فرج التكبالي المحلل السياسي الليبي إلى أنه يمكن للدول الأعضاء الاستفادة من دعم المنظمة، وتحويله إلى واقع حي ومثمر.
وتطرق الخبراء والأكاديميون إلى الحديث عن التعاون بين الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتغلب على جائحة كوفيد-19 من أجل العمل معا على بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
فقد رأى يوسف أن منظمة شانغهاي للتعاون تغطي ثلاث أخماس القارة الأوراسية، لذلك فإن هذه المنظمة بما تحويه من قدرات اقتصادية كبيرة أثبتت أنها قادرة على التعاون في مجال محاربة الإرهاب وأيضا قادرة في مكافحة فيروس كورونا الجديد للحد من انتشاره وتقديم المساعدات الطبية للدول المحتاجة.
ومن ناحية أخرى، قال سامر إنه من المؤكد أن مساعي منظمة شانغهاي للتعاون في الملفات الدولية الكبرى التي طرحتها، تتطابق مع تطلعات الدول العربية، ومن الممكن بناء تعاون وثيق بين الطرفين في هذه الملفات.
وخلصت فاطمة الزائدي، الخبيرة الليبية في الشؤون الآسيوية، إلى أن الصين قد أثبتت سعيها إلى تحقيق الانفتاح والتكامل مع الجميع دونما استثناء، ومعارضتها الشديدة للتنمر، ودعمها للتعددية من خلال منظمة شانغهاي للتعاون وفعالياتها.