بيروت 27 أكتوبر 2020 (شينخوا) دعا قائد قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان "يونيفيل" اللواء ستيفانو ديل كول اليوم (الثلاثاء) لبنان وإسرائيل إلى "العمل على النقاط العالقة بينهما على النحو الذي شجع عليه قرار مجلس الأمن الدولي 2539" الصادر في 28 أغسطس الماضي الذي جدد لليونيفيل لمدة عام.
جاء ذلك في بيان لليونيفيل صدر بعد الاجتماع العسكري الثلاثي الدوري بين اليونيفيل وكبار ضباط الجيشين اللبناني والاسرائيلي الذي انعقد اليوم في مقر الأمم المتحدة على معبر "رأس الناقورة" على الحدود اللبنانية/الإسرائيلية.
وقال البيان إن المناقشات تركزت خلال الاجتماع على الوضع على طول "الخط الأزرق" والانتهاكات الجوية والبرية، بالإضافة إلى قضايا أخرى تدخل في نطاق ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701.
وتنعقد الاجتماعات الثلاثية شهريا تحت رعاية اليونيفيل منذ نهاية حرب عام 2006 في جنوب لبنان بوصفها آلية أساسية لإدارة النزاع بين الأطراف وهي المنتدى الوحيد الذي يجتمع فيه ممثلون عن لبنان وإسرائيل.
وأكد اللواء ديل كول "أهمية المنتدى الثلاثي، باعتباره آلية تهدف إلى الحد من التوتر ومنع أي سوء فهم بين الأطراف وإيجاد الحلول".
وقال "لدينا فرصة فريدة لإحراز تقدم كبير في القضايا الخلافية على طول الخط الأزرق".
و"الخط الأزرق" هو الخط البالغ طوله 120 كيلومترا والذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل في العام 2000 ويتحفظ لبنان على 13 من نقاطه ، وقد تم إنشاؤه بهدف التحقق من انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان ، وهو خط مؤقت لحين ترسيم الحدود غير المرسمة بين البلدين.
وأثنى ديل كول على الأطراف ل"الدور البناء الذي لعبوه في تهدئة التوترات على طول الخط الأزرق".
وقال "أود أن أشيد بجهود كلا الطرفين بعد دعواتي المتكررة لاتخاذ تدابير استباقية وإحداث تغيير في الديناميكية السائدة فيما خص التوتر والتصعيد".
وأضاف "أن استمرار هذه الديناميكية الإيجابية سيسهل إلى حد كبير المشاركة البناءة بين الأطراف بشأن القضايا العالقة".
وكان لبنان وإسرائيل قد عقدا جولة مفاوضات هي الأولى لترسيم الحدود بينهما في 14 أكتوبر الجاري بوساطة أمريكية وبرعاية الأمم المتحدة بعدما تم التوصل في مطلع أكتوبر الحالي إلى "إتفاق إطار" للتفاوض .
بدورها قالت قيادة الجيش اللبناني في بيان أصدرته بعد الاجتماع الثلاثي أن الجانب اللبناني أدان في الاجتماع "الحرائق المستمرة والمفتعلة من قبل العدو الإسرائيلي على الحدود".
وأعاد لبنان تأكيد التزامه بالقرارات الأممية وشدد على "ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة، ومنها المناطق المتاخمة لشمال "الخط الأزرق" و"مزارع شبعا" و"تلال كفرشوبا" والقسم الشمالي من بلدة "الغجر" والبقعة (ب1) المحتلة في رأس الناقورة".
كما أكد الجانب اللبناني "على ضرورة إدراج البقعة (ب1) المحتلة في التقارير والقرارات الأممية القادمة أسوة بباقي المناطق المحتلة".
يذكر أن اليونيفيل تعمل في جنوب لبنان منذ العام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان ، وقد تم تعزيزها في العام 2006 بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي وضع حدا للحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في شهر يوليو من العام ذاته.
وتضم قوات اليونيفيل بحسب آخر بيانات قيادتها نحو 10 آلاف و344 جنديا من حفظة السلام من 45 دولة.