طرطوس، سوريا 3 أغسطس 2020 (شينخوا) لم يتوقف طموح الشاب الأربعيني السوري حسن محمد، عند كونه مزارعا نموذجيا، فحول مزرعته إلى ما يحب أن يسمه بـ "كهف استوائي" يضم أنواعا مختلفة من الفواكه الاستوائية الغريبة في مسعى إلى تغيير حقيقي في حياته المهنية.
وتقع مزرعة محمد، على مساحة ثمانية دونمات خارج مدينة طرطوس على الساحل السوري، ويزرع فيها أنواعًا مختلفة من الفواكه الاستوائية لتصبح كهفًا في الغابة ينتقل الزائر فيها من سوريا إلى منطقة استوائية.
ويدخل الزوار إلى الكهف من خلال مسار يشبه أنبوب من الأوراق الخضراء يؤدي إلى بحيرة صغيرة مع زنابق الماء تطفو فوقها. وإلى اليمين توجد طاولة تشبه البار مع أنواع مختلفة من الفواكه تزين واجهتها الأمامية.
وإلى اليسار، تم وضع طاولات خشبية محاطة بالأوراق الخضراء للزوار للاسترخاء وطلب طبق الفاكهة والعصائر المختلفة.
ويزرع الشاب السوري في جميع أنحاء مزرعته أشجارا غريبة ليتمكن الناس من السير فيها على ممرات خشبية ومشاهدة الفاكهة على الأشجار، وهي جزء من رحلة داخل "الكهف".
وأصبح هذا الكهف الاستوائي، الذي يشبه إلى حد كبير المنتزه الاستوائي، نقطة جذب للسوريين، حيث يمكنهم تذوق أنواع مختلفة من الفواكه الاستوائية والعصائر مثل البابايا والموز الحامض وأنواع أخرى من الفاكهة.
وقال محمد لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مشروعه بدأ ببذور زرعها في مزرعته عام 2013.
وفي البداية، تم انتقاده من قبل عائلته وأصدقائه، الذين أخبروه أنه لا يمكنه أبدًا تحقيق ما كان يحلم به.
وبالنسبة له، لم تكن المهمة سهلة أيضًا، حيث كان عليه تأمين بذور الفاكهة الاستوائية من الأصدقاء والمسافرين من أجل صنع كهفه الاستوائي.
بالإضافة إلى ذلك ، كان عليه أن يجرب البذور لأنه يمكن ألا تعيش جميعًا في المناخ على الساحل السوري.
وقال محمد إنه اعتاد على قراءة وترجمة المقالات عبر الإنترنت عن البذور وكيفية العناية بها، مشيرا إلى أنه حصل على 92 بذرة مختلفة منذ عام 2013.
لكنه قال إنه نجح حتى الآن بنسبة 40 في المائة في صنع مشروع أحلامه، والذي يقول إنه شغفه.
وأضاف أنه بدأ يستفيد مالياً في عام 2018.
وتابع "من خلال المنفعة المالية، كنت أعمل على إنشاء غابة ذات بيئة استوائية".
ومضى قائلا مدفوعًا بحبه لاستكشاف وتجربة أشياء جديدة "لقد صنعت كل هذا، وصنعت الديكور واهتممت بكل التفاصيل، لذلك كنت بعيدًا عن الأزمة لأنني كنت مشغولًا بإنشاء هذا المكان الذي يحتاج إلى الصبر والتخطيط وليس المال".
ومن أجل تقديم مشروعه للجمهور، استخدم محمد وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لكهفه الاستوائي. والآن تحتوي صفحته على الفيسبوك على 30000 متابع ومئات من تسجيلات الوصول.
ومع كل النجاح الذي حققه بمفرده دون أي مساعدة ، قال إنه لا يزال بحاجة إلى مزيد من الوقت لتزيين المكان وجلب المزيد من المياه لتبريده في الصيف.
وتابع أنه لا يزال مشروعه الذي يحلم به على الرغم من أنه قد يفقد الكثير من محصوله في الشتاء عندما لا يناسب المناخ الثمار الاستوائية.
ويحظى محمد الآن بإعجاب أفراد عائلته وأصدقائه ولديه معجبين يرسلون له بذورًا من الخارج لتحقيق حلمه.