18 يونيو 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في صباح يوم 15 يونيو، كانت صالات معرض كانتون للاستيراد والتصدير في قوانغتشو هادئة، ولكن على عكس ذلك، جذب حفل الافتتاح الافتراضي الذي أقيم على الانترنت الكثير من الاهتمام (موقع الدخول للمعرض: https://www.cantonfair.org.cn). وكانت هناك 50 منطقة عرض على الانترنت و250 ألف عارض حيث عرضوا حوالي 1.8 مليون منتج موجه للتصدير. وعند دخول قاعة البث المباشر للمعرض هناك أكثر من خمسة آلاف عرض مباشر في آن واحد، كما تم إطلاق 105 منطقة اختبار شاملة للتجارة الالكترونية العابرة للحدود و6 روابط لمنصة التجارة الالكترونية في وقت واحد.
إنه معرض استثنائي، يظهر ثقة الصين بنفسها. يُعرف معرض كانتون أيضا باسم "البارومتر" ودوّارة الرياح" للتجارة الخارجية الصينية. ومنذ إنشائه سنة 1957، واجه المعرض العديد من التحديات التي لا نهاية لها. وبسبب تأثير كوفيد-19 فقد تم تأجيل المعرض لمدة شهرين متتاليين إلى أن تمت إقامته بشكل افتراضي، مما ساعد على بناء منصة جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري للتجار في مختلف أنحاء العالم.
في شوندي بمدينة فوشان وعلى بعد 30 كلم من المعرض، كانت غرف البث المباشر لكل قسم في مجموعة ميديا جاهزة. وفي وقت مبكر من صباح يوم 15 يونيو وخلال عملية البث المباشر، كان المقدم يتكلم الإنجليزية بطلاقة، حيث سوّق للتجار الأجانب أحدث ما لدى شركة ميديا لمكيفات الهواء فرع آسيا والمحيط الهادئ من منتجات. وخلال فترة مكافحة المرض، نفذت هذه الشركة العديد من الأنشطة الترويجية خلال عملية البث المباشر للتسويق المحلي، مما مكنها من إثراء قدراتها وتراكم خبراتها. كما أنه خلال عملية التبديل في غرفة البث المباشر، غيّر المذيع لغته إلى اللغة الإنجليزية مما جعل عملية البث تبدأ بسلاسة.
أما مجموعة غلانز التي تقع هي أيضا في شوندي مثل مجموعة ميديا، فعملت هي الأخرى على بناء قاعة عرض سحابية تجريبية بمساعدة تقنية الواقع الافتراضي وتقنيات جديدة أخرى، وطورت منتجات ذات خصائص مختلفة للمستهلكين في بلدان ومناطق مختلفة حول العالم، كما عرضت أكثر من مائة منتج مختلف عبر الانترنت وقامت بإعداد سيناريوهات مختلفة. وقال ليانغ هوي تشيانغ نائب رئيس هذه المجموعة ومدير أعمال تجارتها الخارجية: "إن أكبر تغيير في الدورة الحالية للمعرض هو تحويل التواصل الشخصي إلى تواصل رقمي"، كما أوضح بأن فريق البث الحي التابع لشركتهم يستخدم أكثر من عشر لغات مختلفة أثناء البث المباشر.
وقال شو بينغ المتحدث باسم معرض كانتون ونائب مدير مركز التجارة الخارجية الصيني: "الأوقات الصعبة تُواجه بالإجراءات الأصعب"، وبسبب فيروس كورونا المستجد، تواجه تنمية التجارة الخارجية للصين تحديات غير مسبوقة. لذلك ومن أجل مساعدة الشركات الصينية على توسيع أسواقها والحفاظ على أسهمها، سيستفيد معرض كانتون بشكل كامل من التكنولوجيا الرقمية لخلق فرص عمل ذات منفعة متبادلة ومربحة للشركات الصينية والأجنبية.
ووفقا للتقارير، فإن الدورة الحالية من معرض كانتون عبر الانترنت تتضمن بشكل أساسي ثلاثة أجزاء وهي منصة إرساء على الانترنت، ومنطقة تجارية إلكترونية عابرة للحدود وخدمات التسويق المباشر. كما يوفر منصة بث مباشر على مدار الـ 24 ساعة لكل مؤسسة ويوفر خدمات الترويج وإرساء المشتريات وعمليات التفاوض والخدمات الأخرى للعارضين والمشترين. وتنقسم المعروضات الموجودة في مناطق العرض الـ 50 في معرض كانتون الحالي إلى 16 فئة بما في ذلك الإلكترونيات والأجهزة المنزلية والإضاءة وأدوات الأجهزة ومواد البناء والسلع الاستهلاكية اليومية وما إلى ذلك والتي لا تختلف عن معرض كانتون السابق في شيء.
وقال بان جي جيان رئيس شركة الرابطة الجديدة للأغذية والذي شارك عديد المرات في هذا المعرض: "أثناء زيارة التجار للمعرض عبر الانترنت، إذا كانت هناك نية للاستعلام عن أي منتج، فإننا ندعو العملاء لدخول غرفة المؤتمرات عن طريق الفيديو. وبالرغم من الفارق الزمني فإنه يمكن لموظفينا ضمان العمل لمدة 24 ساعة، وإذا كانت هناك نية لتوقيع أي اتفاقية تعاون، فبإمكاننا أن نشهد على توقيع العقد عبر الشاشة." كما أنه يعتقد بالرغم من أن شكل معرض كانتون الحالي يختلف عن السابق، إلا أن جوهره ظل كما هو، وعلاوة على ذلك، يمكن لمعرض كانتون على الإنترنت أيضا توفير تكاليف السفر والوقت وبالتالي جذب المزيد من العملاء الجدد.
وقال آلان أنغدور، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة في منطقة باريس، إنه يأمل أن تحقق الشركات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية المزيد من الأرباح في هذا المعرض، مضيفا بأن عقد معرض كانتون عبر الإنترنت هو مبادرة رئيسية لمجتمع التجارة العالمي، وبأن غرفة التجارة والصناعة في منطقة باريس ستعمل بنشاط على تعزيز قنواتها ومواردها الخاصة. وقال أندريه كورديرو، القنصل العام للبرتغال في قوانغتشو: "على الرغم من أن المعارض عبر الإنترنت لا يمكن أن تحل تماما محل المعارض غير المتصلة بالإنترنت، فإن معرض كانتون عبر الإنترنت هو إجراء مبتكر لمساعدة الشركات على تطوير الأسواق والحفاظ على العمليات التجارية أثناء فترة مكافحة الأوبئة والوقاية منها".
وخلال تبادل ممثلين من بيرو وروسيا والأردن ودول أخرى لتجربتهم في المشاركة في معرض كانتون عبر الإنترنت، قالوا بأن التجارة العالمية تأثرت بشدة جراء الوباء، وانتقل معرض كانتون إلى العرض الرقمي عبر الانترنت مما وفر منصة نادرة لهم لشراء منتجات جديدة والالتقاء بالموردين، وهذا شيء يجعل الناس يتطلعون إليه. والدورة الحالية لهذا المعرض الذي يقام على الانترنت ستساعد على الحد من تأثير الوباء على الاقتصاد العالمي وخاصة على التجارة الدولية.