هيوستن 9 يونيو 2020 (شينخوا) تجمع أقارب وأصدقاء الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد يوم الثلاثاء لوداعه في مراسم جنازة خاصة جرت في مدينة هيوستن بولاية تكساس، حيث تبادلوا ذكرياتهم الجميلة عن الرجل البالغ من العمر 46 عاما الذي قضي خنقا أثناء اعتقاله على يد الشرطة قبل أسبوعين.
ولمست ابنة أخت فلويد، بروك ويليامز، قلوب الحضور بخطابها العاطفي، وهي تقول عبارتها مناشدة: " لا نريد مزيدا من جرائم الكراهية".
وقالت إن ضابط الشرطة الأبيض لم يبد أي ندم عندما ضغط بركبته على عنق فلويد لمدة تسع دقائق تقريبا، وهو "يشاهد روحه تغادر جسده".
وأضافت "هذه ليست جريمة قتل فحسب، بل هي جريمة كراهية".
وتم عرض فيلم قصير في الجنازة يظهر صورا لفلويد تجسد مسيرته الحياتية وكذلك الاحتجاجات التي ضربت أنحاء عدة في العالم بعد وفاته.
وعلى الرغم من أن الجنازة كان من المفترض أن تكون حدثا خاصا يقتصر بشكل رئيسي على أفراد عائلة وأصدقاء وزملاء فلويد في المدرسة في هيوستن حيث نشأ وقضى معظم حياته، إلا أن نصف المدعوين البالغ عددهم 500 كانوا شخصيات عامة جاءوا لتكريم ذكراه.
وقال عمدة هيوستن سيلفستر تيرنر: "نحن نكرمه لأنه عندما أخذ أنفاسه الأخيرة، أصبح بوسعنا الآن التنفس"، معلنا عن جعل يوم ٩ يونيو يوما لتكريم فلويد في المدينة.
وفي رسالة مصورة مسجلة مسبقا، قدم نائب الرئيس السابق جو بايدن تعازيه لعائلة فلويد التي التقى بها قبل الجنازة.
وفي حديثه عن المساواة العرقية في البلاد، قال بايدن: "لماذا يستيقظ الكثير من الأمريكيين السود في هذه الأمة وهم يعلمون أنهم قد يفقدون حياتهم في سياق عيش حياتهم فقط؟ ..عندما تتحقق العدالة لجورج فلويد، سنكون في طريقنا حقا إلى العدالة العرقية في أمريكا".
وأقيمت الجنازة في كنيسة نافورة الحمد التي اعتاد فلويد وعائلته الصلاة فيها عندما كان يعيش في المدينة.
وبسبب متطلبات التباعد الاجتماعي، حضر حوالي 500 ضيف الجنازة غير أن أشخاصا من المدينة وأماكن أخرى تجمعوا حول الكنيسة في الحر الشديد قبل الجنازة لتكريم فلويد.
وبعد مراسم الجنازة، نُقل نعشه الذهبي في سيارة ثم في عربة بيضاء تجرها الخيول إلى مقبرة في هيوستن حيث دفن بجوار والدته.
وطالبت الأسرة باحترام الخصوصية الكاملة عند مواراة فلويد الثرى.
وعلى طول الطريق من الكنيسة إلى المقبرة، انتظر مئات الأشخاص لوداع فلويد. وتم تزيين العديد من الحواجز الجانبية للطريق بشرائط وأزهار.
وعُرض جثمان فلويد يوم الاثنين في نفس الكنيسة الأمريكية الأفريقية في هيوستن أمام الجمهور، حيث حضر أكثر من 6300 شخص لإلقاء النظرة الأخيرة عليه.
وفي الأسبوع الماضي، أقيمت صلوات تذكارية في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا حيث توفي فلويد، ومدينة ريفورد بولاية نورث كارولاينا حيث ولد.
وقام المئات بتكريم فلويد بوضع أكاليل الزهور خلال الصلوات التذكارية.
وانتقل فلويد من نورث كارولاينا إلى ثيرد وارد في هيوستن عندما كان طفلا، حيث نشأ وقضى معظم حياته في رابع أكبر مدينة في الولايات المتحدة.
ودبت احتجاجات رافقتها أعمال شغب أحيانا في مدن بالولايات المتحدة بعد انتشار مقطع فيديو يظهر تعرض جورج فلويد للاختناق حتى الموت على يد ضابط شرطة أبيض في مينيابوليس في 25 مايو.
ومنذ وفاة فلويد، تذكره الهيوستونيون بطرق مختلفة في مجتمعه حيث لا يزال يمكن الشعور بالحزن.
وفي الأسبوع الماضي، رسم فنان محلي لوحة جدارية كبيرة لفلويد في مجتمعه ثيرد وارد. وحضر أشخاص من جميع الأصول لتكريم ذكرى الرجل ووضع الزهور والبطاقات والبالونات.
وقالت إيريكا غوميز لمحطة تلفزيونية محلية "أشعر وكأنني قادمة لأقدم احترامي. إنه شئ محزن. إنها خسارة للمجتمع".
وشوهدت أيضا في هيوستن لافتة كبيرة تحمل اسمه في تقاطع مزدحم للطرق السريعة. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت لافتة كبيرة كتب عليها "جورج فلويد" بدلا من لافتة أيقونية قديمة تقول "كن شخصا".