واشنطن 22 أبريل 2020 (شينخوا) مع وجود بعض التشاحن في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة نتيجة لتفشي وباء كوفيد-19، حثت لجنة من الخبراء، حكومتي البلدين على تعزيز التعاون في تطوير اللقاحات ومساعدة البلدان النامية، من أجل التعامل بشكل أفضل مع هذه الأزمة العالمية.
وفي مناقشة جرت الثلاثاء عبر الفيديو تحت عنوان "مخاطر الانفصال بين الولايات المتحدة والصين"، وهي جزء من سلسلة ((بلومبرغ)) للحوار الاقتصادي الجديد، قال رئيس الوزراء الأسترالي السابق كيفين رود، إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تدهورت بسرعة "على جميع المستويات" تقريبا، وسط تفشي الوباء، لكنه يأمل بأن تكون هناك "وقفة تكتيكية في هذه الأعمال العدائية".
ودعا رود، الذي يشغل حاليا منصب رئيس معهد سياسات المجتمع الآسيوي، دعا البلدين إلى التركيز على التعاون الملموس في تطوير اللقاحات والتعاون في بلدان ثالثة.
وتأييدا لرأي رود، قالت نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة سوزان شيرك، إنه على الرغم من توتر الرأي العام تجاه بعضهما البعض، يتعين على الولايات المتحدة والصين العمل معا، لأن تعزيز التعاون هو "منقذ الحياة" الذي يمكن أن ينقذ المزيد من الأرواح في أمريكا والصين وبقية العالم.
وأضافت شيرك، وهي بروفيسور بجامعة كاليفورنيا، كلية سان ديغو للسياسة والاستراتيجية العالمية، أنه "ستكون هناك موجة ثانية وثالثة من هذا الوباء، علينا أن نستعد لها".
وحثت شيرك الحكومتين على تعزيز الاتصالات رفيعة المستوى، وتعزيز التعاون لضمان التدفق الحر للإمدادات الطبية، ومساعدة العالم النامي، وكذلك تطوير اللقاحات وتوزيعها.
وأشارت المسؤولة الأمريكية السابقة إلى أن الوقت الآن مناسب للبلدين للتوصل إلى اتفاق حول كيفية مشاركة اللقاح بشكل عادل بعد تطويره.
وردا على سؤال حول رأيها في قرار الحكومة الأمريكية بتعليق الهجرة، قالت شيرك إن سياسات إدارة ترامب للهجرة "غريبة" عن التقاليد الأمريكية، التي تقدر المواهب العالمية، بما في ذلك المواهب الصينية، والتي كانت عنصرا حيويا في الابتكار الأمريكي.
وأوضحت أنه "سيكون من المدمر للذات للولايات المتحدة أن تجعل الطلاب الصينيين يشعرون بالخوف من المجيء إلى هنا، لأنهم يرون أن هذه المشاعر المتأججة المعادية للصين في الولايات المتحدة تعرض للخطر الأمريكيين من أصل صيني وكذلك (أولئك) القادمين من الصين".
أما السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، تسوي تيان كاي، الذي انضم أيضا إلى المناقشة، فقال إنه يأمل في "إعادة التفكير الجدي في أسس هذه العلاقة الهامة".
وخلال إشارته إلى أن الفيروس كان له تأثير كبير على الصين، والولايات المتحدة وبقية العالم، قال تسوي إنه ينبغي على البلدين التفكير بجدية في التهديدات الحقيقية للمجتمع العالمي، وكذلك مصالحهما المشتركة الحقيقية.
وقال السفير "آمل بأن يعلمنا هذا الوباء درسا جيدا فعلا"، مضيفا "ويمكن للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة أن تقوم على أساس أكثر واقعية وتطلعا للمستقبل".
وحذر تسوي من تسييس تفشي فيروس كوفيد-19، وعقلية "أي شيء ما عدا الصين". وقال تسوي إنه مع بدء ظهور كوفيد-19 خارج الصين، بما في ذلك الدول الأوروبية، مدّت الصين يد العون، لكن هذا العون الكريم منها، وُصِف بأنه بدوافع جيوسياسية.
وعندما تبنت الصين إجراءات جديدة لمراقبة الجودة للتأكد من أن المعدات المُتبرّع بها مطابقة للمعايير الدولية، اتهم البعض الصين مرة أخرى بعرقلة تصدير الإمدادات الطبية، حسب قوله.
وأضاف "أود أن أسميها عقلية ABC، أي شيء ما عدا الصين. أنا قلق فعلا بشأن ذلك".
وردا على سؤال حول المشاحنات السياسية بين واشنطن وبكين وسط انتشار كوفيد-19، قال تسوي إنه يجب التمييز بين أولئك الذين لديهم "دوافع سياسية ضيقة"، وعامة الناس في الصين والولايات المتحدة.
وأوضح قائلا "أعتقد أن كل هذه اللعبة المتعلقة بالوصم وإلقاء اللوم، يلعبها عدد صغير من مثل هؤلاء السياسيين"، مضيفا "ولكن إذا نظرنا إلى العلاقات بين الشعبين، أعتقد أنه لدينا علاقة ودية طويلة الأمد".
وقال إنه عندما واجهت الصين تفشي الفيروس، "حصلنا على الكثير من الدعم والتفهم من الشعب الأمريكي، والشركات الأمريكية، والمؤسسات الأمريكية، أو حتى من الأفراد ... ونحن نقدر ذلك كثيرا".
وأضاف "والآن تواجه الولايات المتحدة هذا التفشي. وهناك بعض تدفق التبرعات والإمدادات من المقاطعات أو المدن أو الشركات الصينية"، "ولذا، أعتقد أن الشعبين لا يزالان يساعدان بعضهما البعض".
وقال تسوي "أستطيع أن أرى مشاعر ودية عميقة الجذور بين الشعبين، وما زلت أثق في ذلك، وآمل بأن تسود رغبة الشعوب في نهاية المطاف".