في الصورة الملتقطة يوم 12 أبريل 2020، رافعة تقوم بتحميل الحاويات في ميناء يانغلو في ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي بوسط الصين. ورفعت مدينة ووهان، المدينة الضخمة بوسط الصين، القيود على السفر الخارجي بدءاً من 8 أبريل عقب ما يقرب من 11 أسبوعا من الإغلاق للقضاء على تفشي مرض (كوفيد-19). ويجري أيضاً نقل الحمولات المُكدسة في الموانئ بسبب مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) منذ استئناف العمل في الموانئ البحرية في ووهان. |
نيويورك 12 أبريل 2020 (شينخوا) من المتوقع تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي الصيني، حيث سيعود النشاط الاقتصادى ، مع العمل على السيطرة على مخاطر الاتجاه نحو الهبوط، وفقا للإقتصاديين.
من المتوقع أن تشهد بيانات النشاط الاقتصادي الصيني لشهر مارس تحسنا، حيث أعيد فتح المصانع وعاد بعض العمال إلى المدن للعمل بعد عطلة ممتدة بسبب مرض فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19"، وفقا لمذكرة بحثية لكاترينا إيل، اقتصادية بمؤسسة "موديز اناليتكس"، يوم الخميس.
وقال بيتر بيركنز شريك مؤسس لشركة ((أم أر بي بارتنيرز)) لأبحاث الاقتصاد الكلي يوم الجمعة، إنه على الرغم من وجود ثقة كبيرة بشأن توقعات نمو الاقتصاد الصيني، "نتوقع أن يبدأ النمو في التعافي في النصف الثاني ويستمر العام القادم، إى أقل من المعدلات التي تم توقعها سابقا".
ووفقا لتقرير حديث نشره بنك الاستثمار السويسري متعدد الجنسيات ((يو بي اي جروب))، فان أرباح الشركات الآسيوية، باستثناء اليابان، ستنمو بنسبة واحد في المائة في 2020، بينما ستنخفص الأرباح في الاقتصادات المتطورة بنسة 26 في المائة هذا العام.
وقالت إيل إن الاقتصاد الصيني مازال بعيدا عن العودة إلى مستويات ما قبل تفشي المرض، حيث مازال معدل الإستهلاك منخفض ومازالت سلسلة الإمداد في حالة من الفوضى.
وأضافت إيل أنه مع تفشي المرض عالميا، مازال التصنيع والصادرات منخفضة، حتى إذا كان قد تم احتواء الفيروس بشكل مستمر في الصين.
وقال بيركنز في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إنه على الرغم من أن الاقتصاد الصيني يشهد بالفعل تحسنا، فان حالة عدم اليقين الكبيرة هى الى أى مدى يمكن إعادة فتح الاقتصاد على أساس مستدام.
وأضاف بيركنز، أن قطاعات من الاقتصاد الصيني ستظل مقيدة بشكل ملحوظ لبعض الوقت، ولاسيما حيث يوجد تجمعات في أماكن متقاربة.
واستطرد بيركنز أن العديد من القطاعات الموجهة نحو التصدير سوف تتعطل بسبب الطلب الضعيف في الأسواق النهائية، من بينها الولايات المتحدة وأوروبا وجزء كبير من آسيا.
ووفقا لبحث حديث أجراه بنك ((أمريكا جلوبال ريسيرش))، "نتوقع أن تعود الصين إلى العمل بشكل كبير خلال الأسابيع القادمة، ولكنها ستواجه بيئة طلب خارجية سيئة للغاية، حيث تشهد اقتصادات أخرى نسخة مطولة من الإغلاق الذي دام لمدة شهر في الصين".
قالت إيل إن تعافي الصين من أسوأ تداعيات لتفشي لمرض كوفيد-19 سوف يكون له أثار إيجابية غير مباشرة على منطقة آسيا، حيث إنها أكبر شريك اقتصادي لمعظم الاقتصادات في آسيا.
وذكر بنك أمريكا جلوبال ريسيرش أن الدول الآسيوية علمت الآخرين كيفية الرد على المرض بشكل فعال.
وأضافت المذكرة البحثية "صناع السياسات والعامة في اقتصادات عديدة لم يتعلموا الدرس من الصين: السياسة الأكثر فاعلية هي الإغلاق السريع والحازم".
وتتوقع إيل أن ينكمش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 5.2 في المائة في 2020 بعد تحقيق نمو بنسبة 2.3 عام 2019. هذا الانكماش في الاقتصاد الأمريكي يعد مشكلة، لأن نسبة كبيرة من المنتجات التي تنتجها آسيا تعتبر الولايات المتحدة هي المصدر الأخير للطلب عليها.
ومع إدراك المخاطر، سيكون السيناريو الأساسي هو أن النمو العالمي سوف يستأنف في النصف الثاني من 2020، وفقا لبيركنز.
وأشار بيركنز إلى أن الزيادة في إجمالي حالات الإصابة بالمرض تتباطأ في دول أوروبية عديدة، مشيرا إلى أن التدابير المضادة فعالة وأن إعادة فتح الاقتصاد تدريجيا ستبدأ قريبا.
وعدل بنك أمريكا جلوبال ريسيرش توقعه للنمو الاقتصادي العالمي إلى 2.7 في المائة من 0.3 في المائة، مشيرا إلى الافتقار للرد السياسي الفعال للسيطرة على تفشي المرض في الأسواق المتقدمة وبعض الأسواق الناشئة.